عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 13-12-2021, 08:18 AM   #2
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,939
إفتراضي

ثم تذكر أخي في الله أن المريض في وضع مهيأ لتلقي الدعوة، واستماع النصيحة، فلا يفلت هذا الموقف منك دون دعوة أو إرشاد.
تذكر قصة يوسف الذي استغل حاجة السجينين إليه في تعبير الرؤيا فاهتبلها فرصة وانبرى لهما ناصحا.
فعليك بتقوية الإيمان بالله عز وجل في نفس مريضك، وإرشاده إلى الدعاء، وإرشاده إلى الذكر، وربط أمله وقلبه وأسبابه بالله عز وجل."
ثم طالبه عند اكتشافه أن مرض الفرد بسبب ارتكاب معصية كالتدخين والزنى وشرب الخمر أن يكون داعية فينصح المريض بالكف عن ذلك فقال:
"عند اكتشاف معاص يدل عليها الفحص الطبي كشرب الخمر أو مقارفة بعض الفواحش فإن على الطبيب أن يكون طبيبا للأديان كما هو طبيب للأبدان، وأن يمد يده لأخيه أخا وداعية وناصحا."
وطالبه بتلقين المحتضر فقال :
"على الطبيب عندما يشهد المريض في لحظاته الأخيرة وهو يودع الدنيا أن يلقنه أعظم كلمة قالها إنسان وأشرف كلمة يودع بها الإنسان الحياة «لا إله إلا الله محمد رسول الله» عليها نحيا وعليها نموت.
على الطبيب الربط على قلوب الأقارب عند الوفاة والتحذير من المخالفات الشرعية كرفع الصوت والنياحة ونحو ذلك."
والتلقين لا يفيد أحدا طالما لم يكن نيته سليمة وعمله قبل مرضه صالحا وصبره على المرض
ثم قال :
"أخي الطبيب ...
إنك تشرف على عظيم خلق الله في جسم الإنسان، وترى من إعجاز الخالق في خلقه ما لا يراه غيرك، فالطبيب يرى ويدرك ما لا يدركه غيره، يرى نظام المناعة العجيب في جسم الإنسان، ويعلم طريقة الجسم في لأم الجروح وإعادة بناء الأعضاء والأنسجة المتضررة، يرى طريقة الجسم في الموازنة الدقيقة للأملاح، والضبط الدقيق لمستوى الهرمونات، والتحكم الكامل لمستوى ما يدخل وما يخرج من الجسم، يرى كل ذلك وما هو أعجب وأعظم من ذلك فينبغي أن يستنطق ذلك الألسنة تسبيحا وتعظيما لله، ويشرب القلوب إجلالا وإكبارا لمن هذا خلقه وهذا صنعه."
وطالب الطريرى الطبيب بالتواصل مع فقه الطب حتى لا يرتكب ذنوبا فى ممارسة الطب فقال :
"أخي الطبيب ...
عليك مراعاة سلامة العقيدة في نفسك وفي مريضك فلا يظن الإنسان طبيبا كان أو مريضا أن العلاج هو الشافي، وإنما هو سبب وسبب ضعيف أيضا، يصيب حينما ويخطئ حينا، وينفع حينا ويفشل حينا، لقن نفسك ومريضك {وإذا مرضت فهو يشفين}
على الطبيب التواصل ودراسة ما يمكنه دراسته من فقه الطب وقرارات المجامع الفقهية، والكتب التي عالجت أمورا ونوازل وواقعات من أمور الطب، وتوجد كتب - أحسبك بها عليم - للدكتور محمد علي البار، والشيخ بكر أبو زيد، وغيرهما تعالج هذه المعاني معالجة فقهية متبصرة.
إن الإسلام دين دفع حضاري وليس دين تعويق علمي، ولذا فقد قال العلماء كلمتهم في وفاة الدماغ، وزراعة الأعضاء، والإجهاض، وغير ذلك وبقي عليك واجب التعرف.
وفي الختام أودعك وأنا أسأل الله عز وجل أن ينفعك وينفع بك، ويجري الخير على يديك، وأن يجعلك مباركا حيثما كنت، موفقا حيثما توجهت، والله يتولاني وإياك بما يتولى به الصالحين من عباده وهو حسبنا ونعم الوكيل.."
هذه الرسالة رسالة شبه صحيحة يجب أن يقرأها كل طبيب خاصة مع وجود كثرة من الأطباء والطبيبات لم تعد تراعى الرحمة ممن خلال رفع أسعار الكشف وأسعار العمليات ومن خلال عمليات الربط بين الطبيب والمعامل المختلفة وشركات الصيدلة ربطا نفعيا ماليا لا يراعى بالأساس سوى الحصول على أموال المرضى بالحق أو بالباطل
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس