فهل من الإنصاف أن يحرم هذا الزوج وتعطل منافعه ويعرض للفساد، إلا من عصم الله، الذي أعتقده ويعتقده كل مؤمن أن الله إنما أباح التعدد لمن عدل؛ لأنه هو الأصلح للرجال والنساء على حد سواء، فتبارك الله أحكم الحاكمين.
وإن كان الزوج عاصيا لله خائنا، فإنه يرتكب فاحشة الزنا، وينصرف عن زوجته، وكثير ممن لا يرى تعدد الزوجات يرتكب جرائم الزنا والخيانة، وأعظم من هذا أنه محكوم بكفره إذا كان يحارب التعدد المشروع ويعيبه وهو يعلم أن الله أباحه، وأما الغيرة والحزن الذي تحس به الزوجة حينما يأخذ زوجها الأخرى فهو أمر عاطفي، والعاطفة لا يصح أن تقدم في أي أمر من الأمور على الشرع، وليعلم بعض الأقوام وخاصة منهم الذين تربوا خارج هذه البلاد: أن الإسلام أنصف المرأة ورحمها، وأما الذين يحاربون التعدد المشروع فإنهم أعداء لله ولرسوله وللمرأة نفسها؛ فالتعدد سنة أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام إذ إنهم يتزوجون النساء ويجمعون بينهن في حدود ما شرع الله لهم.
وأنا أعرف أن هذا الموضوع يثير غضب النساء، إلا من عصم الله ولكن الله أمرنا باتباع الحق. قال تعالى: {أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع}
ونذكركم بقول الإمام أحمد بن حنبل قال: أرى في هذا الزمان - يعني زمانه: للرجل أن يتزوج أربع نساء ليتعفف بذلك.
ولنا في أقوال وأفعال رسول الله (ص)أسوة حسنة كما قال تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا}
وقوله سبحانه: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}
والرسول (ص)هو خاتم المرسلين وهو أفضلهم وهو آخرهم، لا نبي بعده ولا دين غير ما جاء به (ص)وترك الناس عليه؛ وهو الدين الإسلامي الذي ارتضاه الله لعباده: {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} "
التأسى بالنبى(ص) فى زواج النساء غير ممكن لكون الله أباح له الزواج بأ كثر من العدد المعروف لكل مسلم وهو أربعة فقال :
"يا أيها النبى إنا أحللنا لك أزواجك اللاتى أتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتى هاجرن معك وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبى إن أراد النبى أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين قد علمنا ما فرضنا عليهم فى أزواجهم وما ملكت أيمانهم لكيلا يكون عليك حرج وكان الله غفورا رحيما "
فالتأسى غير ممكن فى بعض الأمر كتعدد الزوجات أكثر من العدد المفروض وكون زوجاته محرمات على باقى المسلمين
وتحدث عن اقتصار النصارى على واحدة فقال:
"فدين النصارى مثلا لا يبيح الزواج إلا بواحدة مهما اقتضت الحاجة أو دعت الظروف، فهذا الدين مخالف لشريعة الإسلام.
وفي مناقشتي مع أحد النصارى جرى النقاش حول تعدد الزوجات فقال: (إن دينكم الدين الإسلامي دين السماحة والسهولة، ولقد تزوجت بامرأة أكبر مني سنا، وبعدما أخذنا سنوات كبرت زوجتي وصارت طاعنة في السن محنية الظهر يابسة اللحم قد شابت حواجبها وأنا لا أستفيد منها بشيء لا في مبيت ولا في بيت، وديننا النصراني يحرم علينا الزواج بغير واحدة). انتهى كلامه.
فهذه شهادة أدلى بها رجل نصراني لا يدين بالإسلام، يوضح فيها نهج الإسلام بتعاليمه السمحة ومميزاته الخالدة التي تحفظ للأمة مكانتها ورفعتها على سالف العصور"
كلام النصرانى ليس دليلا عند المسلمين وحتى ولو كان موافق للإسلام وحاول المهيدب ذكر المصالح فى التعدد فقال :
"إن دين الإسلام شريعة الله المنزلة من السماء وليس دينا وضعيا وضعه مخلوق لمخلوق؛ وإنما شرعه خالق لمخلوق، فمن المصالح التي لا تخفى على اللبيب في تعدد الزوجات ما يلي:
1 - أن الرجل أقوى من المرأة، وقد جعل الله للرجال على النساء درجة كما في قوله تعالى: {وللرجال عليهن درجة}.
2 - فالمصالح تقتضي ضرورة كثرة النسل لمقابلة الأعداء وحماية أوطان المسلمين ومقدساتهم من اغتصاب أعداء الإسلام لها، فإذا كان عدد المسلمين كثيرا كانت لهم هيبتهم ومكانتهم؛ لتكون أمة محمد (ص)هي أكثر الأمم، وهم السواد الأعظم يوم القيامة: «تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة». متفق عليه.
فكثرة النسل لا تحصل إلا بالتعدد الذي شرعه الله في كتابه العظيم.
3 - حث بعض أهل العلم في الأزمنة السابقة على التعدد؛ لأن الأمر يقتضي ذلك؛ لمباهاة الرسول (ص)بأمته يوم القيامة، وكذلك لما رأوا من كثرة النساء وقلة الرجال، وذلك بموت الرجال كما يحصل في الحروب، وكما هو حاصل الآن في بعض بلدان المسلمين من قلة الرجال وكثرة النساء بسبب الحروب، وقانا الله شر ذلك.
أو تكون النساء أكثر عددا من الرجال ولو لم تحصل حروب؛ كما هو مشاهد في زماننا هذا بكثرة النساء فهن يزدن على الرجال بكثير فقد اكتظت البيوت بالعوانس واللاتي أضعن زهرة شبابهن بأسباب عديدة لا مبرر لها؛ إما بتشدد وليها وجشعه وطمعه، أو أنها تريد زوجا له مواصفات قد لا تتوفر فيمن يتقدم لها، وصدق المصطفى (ص)بقوله: «ناقصات عقل ودين».
وما نظرت لمستقبلها الذي هو مهم ومهم جدا، وهو وجود الأولاد واستقلالها بحرية كاملة مع بعلها وأولادها تصير ذات مكانة في مجتمعها"
والمصالح هنا ليست سليمة فقوة الشهوة ليست موجودة فى الكثير من الرجال عن النساء وأما كثرة النسل للجهاد فكلام يتنافى مع الحقيقة التى قالها القرآن"
"كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله"
وسبقت مناقشة حكاية التباهى بكثرة النسل التى لا يفعلها سوى الكفار كما قال الكافر للمسلم:
" أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا"
والتعدد إنما شرع لتحقيق منافع سواء للرجل أو للمرأة فالرجل كثير الجماع يحميه من الزنى والنساء المصابات بعاهات والمطلقات والأرامل يحتجن لزوج يربى معهن الأولاد كما يحتجن لمن يحميهن من الزنى فالتعدد فى الأصل هو للحماية من الزنى ولكن المنافع الأخرى تكون أحيانا معه وترك ذوات العاهات أو الضرر بلا زواج بسبب ليس منهن وهو خلقة الله لهن هكذا ابتلاء لهم ولغيرهم هو أمر لا يليق بعلماء المسلمين أن يتركوهن بلا زواج
وتحدث المهيدب عن سن الانجاب للنساء والرجال فقال :
"فأغلب طالبات الثانويات والجامعات من العوانس واللاتي جلسن بدون أزواج محرومات من الحياة الزوجية السعيدة، ومن فلذات الأكباد ومن الزينة الحقيقية التي ذكرها الله في محكم كتابه العزيز؛ قال سبحانه: {المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا}
بل إن المرأة سريعة الذبول والانتهاء عن الإنجاب؛ فأغلب النساء يقفن عن الإنجاب في سن الأربعين غالبا.
وزكريا - عليه السلام - دعا ربه أن لا يذره فردا وحيدا؛ قال تعالى على لسان نبيه زكريا: {وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين}
والحقيقة فإن الفرصة مهيأة للمرأة، وهذا من رحمة الله بها ورأفته؛ حتى لا تجلس فريدة وحيدة بدون زوج وبدون زينة الحياة الدنيا ولذتها وهم الأولاد ففتح الله لها بابا بأن تكون شريكة مع زوجة واحدة أو اثنتين أو ثلاث، والحكمة الإلهية اقتضت ذلك لما علم حال المرأة وقصر عمر الإنجاب لديها؛ فقد رأف بها الإسلام واحتضنها حتى لا تفوت عليها الفرصة.
وبكثرة العوانس في هذا الزمان فإن الأمر يقتضي التعدد؛ لأنه يترتب على عدم التعدد ضياع حياة المرأة وفقدانها الحياة الزوجية وفلذات الأكباد الذين هم زينة الحياة، وحياة امرأة بدون زواج حياة مليئة بالهموم والوساوس"
|