عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 27-10-2021, 08:14 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,038
إفتراضي نقد كتاب أبواب الأجر في الأيام العشر

نقد كتاب أبواب الأجر في الأيام العشر
مؤلف الكتاب عبيد الله بن أحمد القحطاني وقد استهل الكتاب بتشبيه خاطىء وهو تشبيه الناس فى الدنيا بالتجار فى السوق ولا يمكن أن يشبه الكل بالجزء وهو السوق بالدنيا ولا الكل وهو الناس بالتجار وهم جزء منهم فقال:
"أما بعد
فالناس في الدنيا ... كالتجار في السوق
فما داموا في هذه الدنيا فالسوق قائمة وميدان المتاجرة مفتوح والثمن موجود والسلعة غالية ، وأعظم الناس عقلا من استغل وجوده في هذا السوق قبل أن ينفض وينتهي "
وقد أعلن أن الناس يتاجرون فى الدنيا مع الله واستدل بآية لا ينفع الاستدلال بها فقال :
"والمتاجرة في السوق مع من؟
إنها مع الغني الكريم ، مع الواسع العليم الذي لا تنقص خزائنه ولا ينفد ما عنده .
مع الذي المتاجرة معه لا تبور[لا تخسر أبدا] {إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور}"
فهنا الناس يرجون التجارة وهى الجنة وكان الأفضل الاستدلال بالآية :
"هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون فى سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعملون"
فهى تضع التجارة ومقابلها فالسلعة المباعة الايمان والجهاد ومقابلها أى ثمنها النجاة من العذاب وأخذ الرحمة
وحدثنا القحطانى عن أعظم التجارة مكسبا وحب الإنسان الخاسر أن يعوض خسارته ولكنه لا يقدر فقال :
"أعظم التجارة كسبا التجارة مع الله
كم هي مكاسب المتاجرين في الدنيا ؟ ما هي نسبة الربح إلى رأس المال ؟
نسب ضئيلة جدا ولكن في المتاجرة مع الله الأضعاف المضاعفة الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ويضاعف تعالى لمن يشاء .
وسيأتي يوم ينفض فيه السوق ولا ينفع الندم على انقضاءه عندها لا ينفع نفسا أيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا .
وربما قبل ذلك تأتي اللحظات التي يسحب العبد فيها من السوق بغض النظر عن كونه تاجر أم لم يتاجر استفاد أم لم يستفد .
تأتي بعض الناس منيتة وهو في غفلته ، كان ينظر إلى المتاجرين ، ويتأمل أحوال المتنافسين والمتسابقين إلى سلعة رب العالمين .
وقد خدعه عدوه فمد له بساط الرجاء مرة وسوف وخدع نفسه مرة .
فيا حسرته وهو يؤخذ منه وتنزع روحه .
يا الله يخرج من السوق لم يتاجر بصلاة – ولا بذكر ومناجاة .... ولا بصدقة وزكاة ....
يا الله يخرج من السوق يخرج من السوق خالي اليدين من الحسنات بعيدا عن القربات مضيعا للفرائض والواجبات
يا الله أحقا جاء الموت...
يا الله أحقا فات الفوت...
يا الله أحقا جاءت النهاية ....
يا الله أحقا بلغت الغاية ....
فعندها .............
رب ارجعون – رب ارجعون- لعلي أعمل صالحا فيما تركت
فما أشقاه وأبعده .... وجوابه كلا أنها كلمة هو قائلها ومن وراءهم برزخ إلى يوم يبعثون ..
ألم يبتعد عن القرآن ؟ ألم يعرض عن كلام الرحمن ؟
ولو كان من أهله لقرأ وفهم وتدبر وعلم { وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين * ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون }
ويوم تجيء الزلزلة يوم النشور وبعثرة ما في القبور يومئذ يتذكر وأنى له الذكرى يقول يا ليتني قدمت لحياتي
هل أتاكم نبأ وقوفه ذليلا حيرانا منكس الرأس مهانا ؟!
{ ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون}
ولكن هيهات هيهات ....
ستندم أن رحلت بغير زاد *** وتشقى إذ يناديك المنادي
فما لك ليس يعمل فيك وعظ *** ولا زجر كأنك من جمادي
فتب عما جنيت وأنت حي *** وكن متيقظا قبل الرقاد
أترضى أن تكون رفيق قوم *** لهم زاد وأنت بغير زاد
ما أتعس من لقي الله مفلسا من الحسنات
{ وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير}
إنها النهاية الأليمه والجواب المقذع لمن عاشوا حياة الغفلة واللهو والعبث .....
لكل من لم يحسب حسابا للقاء الله تعالى
لكل من أصم أذنه عن وعظ الواعظين ونصيحة الناصحين لكل من لم يعتبر بالعبر وغرته الأماني وغره بالله الغرور .
فاعتبروا يا أولي الألباب واعدوا للقاء رب الأرباب"
وتحدث حديثا عن سعادة المؤمن بمكسبه من اله فقال :
فليس للعمر ثمرة أعظم من العمل الصالح
فيا الله ما أسعد العاملين برضوان ارحم الراحمين يوم يناديهم المنادي { تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون} يوم يقال { كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية}
يوم يسعدهم الرحمن بنعيم الجنات ويسمعون { إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا}
فتنطلق الألسنة بحمد الرحمن المنان بهذا الرضوان { وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين} { وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور * الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب} إنها الخيرات التي سارعوا إليها ، والطاعات التي شمروا إليها ، والقربات التي سعوا إليها ثقلت الموازين فكان العبد من المفلحين .....
فما الذي يقعد بنا ؟ وما الذي يؤخرنا ؟
الحياة كلها مجال للعمل الصالح {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}
فلا انقطاع لعمل المؤمن إلا بلقاء ربه وخروج روحه من جسده ...."
وبعد أن قارب القحطانى على نصف الكتاب بلا دخول فى الحديث عن موضوع الكتاب دلف بنا إلى الموضوع فقال:
"ومن رحمة ربنا أن جعل لعباده مواسم تضاعف فيها الحسنات ويستدرك العبد بها ما فات لها مزيه ليست لغيرها من الأوقات ويتجدد نشاط العبد فيسارع في الخيرات..."
والخطأ فى الفقرة هو مضاعفة الثواب وهو الحسنات فى مواسم أى أوقات معينة وهو ما يناقض القرآن فى وجود قاعدتين ثابتيين للأجر من الحسنات وهى :
العمل الصالح غير المالى ثوابه عشر حسنات مصداق لقوله تعالى "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "
العمال الصالح المالى ثوابه 700 حسنة أو يزيد مصداق لقوله تعالى "مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء "
ومن ثم فكل رواية خالفت القاعدتين هى كلام لم يقله النبى(ص) لكونها تناقض خبرى
ودلف القحطانى لفضائل العشر الأوائل من ذى الحجة فقال:
"ومن ذلك ما نحن بانتظاره من موسم عظيم وأيام مباركة كريمة هي أيام عشر ذي الحجة هذه الأيام التي هي أفضل أيام خلقها الله على الإطلاق أفضل أيام العام ودلائل فضلها كثيرة منها
1- إن الله أقسم بها ولا يقسم ربنا إلا بعظيم من المخلوقات أو الأوقات .
{ والفجر وليال عشر} وهي عشر ذي الحجة كما قال أهل التفسير"
نجد الرجل يتكلم عن أيام ويستدل بآية تتحدث عن ليالى ومن ثم لا يصلح الاستدلال ثم قال :
2- صح فيها حديث ابن عباس عن نبينا صلى الله عليه وسلم (( ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام يعني أيام العشر قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء )) .
وفي حديث أخر (( ما من عمل أزكي عند الله عز وجل ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى قيل يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله .. إلخ"

رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس