فالبيت للمرأة هو محل قرارها، ولا تبارحه إلا لحاجة وضرورة ملحة، قال شيخ الإسلام ابن تيميه : «لا يحل للزوجة أن تخرج من بيتها إلا بإذنه ولا يحل لأحد إن يأخذها إليه، ويحبسها عن زوجها، سواء كان ذلك لكونها مرضعا، أو لكونها قابلة، أو غير ذلك من الصناعات، وإذا خرجت من بيت زوجها بغير إذنه كانت ناشزة، عاصية لله ورسوله، ومستحقة للعقوبة» [مجموع 3/ 281].
وهذا الحق يتساهل فيه أغلب النساء وذلك بسبب آفة (التحرير المزعوم) الذي سلب من القلوب خشوعها لله
فصارت تخشع لدعاة الانفلات من الشرع وتتنصل للدين والأهل .. حتى تغافلت بعض النسوة عن هذا الحق الذي يحفظ به الحياة .. وتجتنب به الفتنة .. وتنال به المسلمة شرف الطاعة لزوجها الذي هو ذخر لها عند ربها."
وهذا الكلام عن أن القرار يعنى أن المرأة مسجونة لا تخرج إلا بإذن الزوج باطل فهناك أمور واجبة أذن الزوج أو لم يأذن كزيارة الأبوين والأخوة والأخوات والتعزية فى موتى الأقارب والجيران لقوله تعالى " وبالوالدين إحسانا وبذى القربى"
وبعض الإذن يكون مرة واحدة فالزوج إن لم يتسوق حاجات البيت وأذن لها مرة واحدة بالتسوق يكون هذا الإذن طوال العمر وليس يوميا طالما هو لم يتسوق وتناول نفقة المرأة حيث قال :
رابعا: الإنفاق: وهو أيضا من الأمور التي على الأخت المسلمة أن لا تقبل عليها إلا بإذن زوجها لاسيما إذا كان الإنفاق من مال الزوج نفسه. فعن أبي أمامه الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في خطبة الوداع: «ولا تنفق امرأة شيئا من بيت زوجها إلا بإذن زوجها» قيل: يا رسول الله ولا الطعام؟ قال: «ذاك أفضل أموالنا» [رواه الترمذي]."
بالطبع المرأة تنفق كما يريد الزوج إلا أن تجد بخلا أو إسرافا فلا تنفق إلا حسب العدل الذى أراده الله كما قال سبحانه:
" الذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما"
وتناول القسم حق الفراش وهو الجماع حيث قال :
"حق الفراش
ومن أهم الحقوق التي عليك أختي المسلمة التنبه لها: حق الفراش ذاك الحق الذي تتحاشى النفوس الأبية ذكره .. لأنه حق قائم على المودة والعشرة الطيبة .. ومع انعدامه تتلاشى كل معاني العشرة بالمعروف .. وتتعرض الحياة الزوجية للحرج الصامت الذي يجعل من الأحداث اليومية العادية نذير شؤم بالطلاق .. فيبقى .. الناظر في حال أسباب الطلاق .. مستغربا بينما الأسباب أعمق مما ينظر إليه .. وفى هذا الحق وردت نصوص نبوية صريحة تؤكده وتبينه بما لايسع المؤمنة الصالحة إلا إن تخضع لله في حكمه.
قال - صلى الله عليه وسلم -: «إذا كانت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح» [انظر إرواء الغليل رقم 1998].
ففي هذا الحديث وعيد شديد لمن استكبرت .. وهجرت فراش زوجها تريد أذاه بل جاء في السنة ما يؤكد حق هذا الزوج حتى لو لم يناسب الحال بالنسبة للمرأة إذ قال - صلى الله عليه وسلم -: «إذا دعا الرجل امرأته فلتجب وإن كانت على قتب» [السلسلة الصحيحة برقم 1203].وتذكري أختي المسلمة أن الله جل وعلا ما أوجب عليك الاستئذان في الصيام إلا لتعلمي أن حق الزوج في العشرة عظيم .. وهذا من حكمة الشرع وأصوله العامة في إرساء قواعد العفة والفضيلة في بيوت المجتمع كله."
والجماع ليس حق الزوج وحده وإنما حق الزوجة أيضا فكلاهما ملعون إذا رفض طلب ألأخر وليست المرأة وحدها طالما لا يوجد مانع شرعى للجماع كصوم رمضان أو الحج أو الحيض
وتناول القسم حق الخدمة حيث قال :
"حق الخدمة وتربية الأبناء
فعن حصين بن محصن قال: حدثتني عمتي قالت: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض الحاجة، فقال: «أي هذه! أذت بعل؟» قالت: نعم، قال: «كيف أنت له؟» قالت: ما آلوه إلا ما عجزت عنه، قال: «فانظري أين أنت منه، فإنما هو جنتك أو نارك» قال الألباني : «والحديث ظاهر الدلالة على وجوب طاعة الزوجة لزوجها، وخدمتها إياه في وجود استطاعتها، ومما لا شك فيه أن ما يدخل في ذلك الخدمة في منزله وما يتعلق من تربية أولاده ونحو ذلك» [آداب الزفاف ص 286].
وإلى جانب خدمة البيت تعد تربية الأبناء والحرص علي تنشئتهم النشأة الصالحة مسؤولية مشتركة بين الزوج وزوجته، فهي مسؤولة عنهم في بيته ترعاهم بالتعليم والتأديب والنصح والتوجيه والقدوة الحسنة لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن ولده»."
بالطبع قيام المرأة بإعداد الطعام والتنظيف وغيره واجب عليها والزوج إن ساعدها فى ذلك فله ثوابه
وتناول القسم ما يسمونه الرضا والقناعة حيث قال:
"القناعة والرضا
وهو من الحقوق المعنوية التي تضفي علي الحياة الزوجية ملح السعادة، فالزوجة المتصفة بصفة القناعة هي باب من أبواب السعادة فإذا انضم إلي قناعتها بمال زوجها صلاحيتها في ذاتها فهي السعادة بعينها، وذلك لأنك لا تكاد تجد القنوع إلا طيب النفس منشرح الصدر حسن الخلق .. وقد بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن الهلاك أول ما ظهر في بني إسرائيل بسبب قلة قناعة زوجاتهم .. فقال - صلى الله عليه وسلم -: «إن أول ما هلك بنو إسرائيل أن امرأة الفقير كانت تكلفه من الثياب أو الصيغ أو قال: من الصيغة ما تكلف امرأة الغني .. » الحديث .. وفيه ما يدل على أن قلة القناعة هلاك للبيوت!"
وبالطبع المرأة وكذلك الرجل ينبغى عليهما الرضا ببعضهما ويقتنعا بالعيش حسب قدرتهما المالية وتناول القسم ما يسمونه كف الأذى وقد سبق ذكره فى العشرة بالمعروف حيث قال :
كف الأذى
ولا يمكن للمعروف في الحياة الزوجية أن يجد له مكانا ما لم تكف الزوجة أذاها عن زوجها، سواء بلسانها، أو أذى أفعالها، أو غيرتها وظنها، أو أذى أهلها وأقاربها وصور الأذى عديدة منها: سوء الظن بالزوج، والغيرة المفرطة التي تفضي بالزوجة إلى تتبع عورة زوجها والتنغيص عليه بكثرة السؤال والاتهام .. أو تكلفه بما لا يطيق حبا في الدنيا والمتاع، أو هضم حقوقه المشروعة في الفراش والطاعة وحسن العشرة، أو إفشاء أسرار بيته، أو الاستئذان لغيره في بيته أو نحو ذلك من الأمور التي يتأذى منها الزوج ...وفي الحديث الصحيح قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين: لا تؤذيه قاتلك الله، فإنما هو عندك دخيل، يوشك أن يفارقك إلينا» [السلسة الصحيحة برقم 190].
وفي الحديث معنى زائد عن تحريم أذى الزوج، ألا وهو الإشارة إلي أن الحياة الدنيا برمتها هي مجرد اختيار وأن الحياة الطيبة هي تلك التي سينال المؤمن الصالح في الجنة .. وأن المرأة مبتلاة بزوجها فإن هي أحسنت عشرته وكفت أذاها عنه فإن لها مقاما رفيعا عند الله وهي شريكته في الجنة بإذن الله .. وإن تكن كذلك- وكان هو من أهل الصلاح - فإن الله سيكرمه بمن هن أحسن منها من الحور وفي ذلك ما يدعوها إلى كف الأذى."
هذا الكلان هو تكرار لكلام العشرة وهو واجب على الاثنين والرواية المذكورة لا تصح لأن الحور العين هن أنفسهن الزوجات المسلمات فى الدنيا
وعاد القسم لما بدأ الكتاب به ولتكرار حديث جنتك ونارك حيث قال:
"أخية .. إن الجنة دار النعيم قد فتحت لك أبوابها .. وعرضت عليك مقابل أعمال يسيرة قل من النساء من تتفطن لها. يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت»
فها هنا أربع خصال يسيرة يجزي عليها الله - المرأة - خاصة أعظم الجزاء .. وإن أهم تلك الخصال هي طاعة الزوج ومراعاة حقوقه التي أوجبها الله جل وعلا.
بل إن تضييع حقوق الزوج ومعصيته من المهالك التي توعد الله فاعلتها بالنار، فقد روى حصين بن محصن قال: حدثتني عمتي قالت: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض الحاجة، فقال «أي هذه! أذات بعل؟» قلت: نعم، قال: «كيف أنت له؟» قالت: ما آلوه- أي لا أقصر في طاعته- إلا ما أعجزت عنه، قال: «فانظرى أين أنت منه، فإنما هو جنتك أو نارك» فإن كنت تحبين أن تتزحزحي عن النار وتدخلي الجنة فتعبدي الله جل وعلا بالإحسان إلي زوجك والإخلاص في وده وطاعته، واجتناب أذاه، والعمل علي مرضاته فيما يرضي الله سبحانه.
وتذكري أن حسن العشرة وأداء الحقوق وصلاح الحال كل ذلك يؤهلك لتكوني مفتاح خير عظيم في الدنيا، فعن عبد الله بن عمر بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الدنيا متاع، وليس من متاع الدنيا شئ أفضل من المرأة الصالحة» [رواه مسلم].
وقال مسلم بن سيار: ما غبطت رجلا بشئ ما غبطته بثلاث: زوجة صالحة، وبجار صالح، وبمسكن واسع» [أحكام النساء لابن الجوزي ص 366]."
والمطلوب من المرأة والرجل المسلمين طاعة الله فى كل حياتهما
|