عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 08-10-2021, 08:03 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,019
إفتراضي

(يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء).فاولئك يمنحهم الله الثبات في القول في الحياة الدنيا و في الآخرة، و هؤلاء يسلبهم الله تعالي الثبات والهدي ويدعهم في الضلالة."
وما قاله الآصفى عن استمداد الحضارة الإلهية حيوتها من العقل والضمير والقلبه و خطأ فاحش فالرب لا يستمد من مخلوقاته شىء وإنما مخلوقاته تستمد العدل من وحيه كما قال تعالى :
" شرع لكم من الدين "
وعاد الرجل للحديث عن الحسين ومفهوم الوارث فى زيارته فقال:
"لماذا التأكيد لمفهوم الوارث في زيارة الحسين؟
لقد ورد في هذا المفهوم في اكثر من زيارة، وكان هناك عناية خاصة لدي اهل البيت في إبراز هذا المفهوم في حياة الحسين ؛ ذلك لان معركة الطف من اصدق مشاهد صراع الحضارات في التاريخ، لقد جسد الحسين الصراع بين الحق والباطل في كربلاء، فكانت معركة الطف تبلورا حقيقيا لهذا الصراع التاريخي بين الحق والباطل، ولذلك نجد في هذه المعركة انبل القيم والمفاهيم الربانية في طرف، واخس الرذائل والاهواء الشيطانية في طرف آخر، ويأتي تأكيد الوراثة في زيارة الحسين :اولا ـ للتنبيه علي عراقة واصالة الجهاد الحسيني، وانه ليس ظاهرة فردية في حياة الإمام الحسين ، وانما هي خاصية عريقة للمسيرة الإلهية علي وجه الارض، ورثها الحسين عمن كان قبله من الانبياء والائمة الدعاة إلي الله، و هذا هو سر قوة وصلابة الموقف الحسيني في كربلاء رغم عدم التكافؤ الواضح بين معسكر الحسين ومعسكر بني امية في كربلاء. و ثانيا ـ إذا كانت هذه الحركة بهذه الدرجة من الاصالة والعراقة والعمق والقوة والمتانة التاريخية فلابد ان تنتصر علي الجبهة المناوئة التي كان يتزعمها الحاكم الاموي يزيد بن معاوية. وليس الانتصار هنا بمعني الانتصار العسكري في ساحة القتال، فقد كان الجيش الاموي هو المنتصر في ساحة القتال إذا فسرنا الانتصار بهذا المعني الظاهري وانما الانتصار هنا بمعناه الرسالي وانتصار خط علي خط، و لاشك ان المعكسر الحسيني هو المعسكر المنتصر بهذا المعني من النصر، فإن العمق التاريخي والاصالة والعراقة والمتانة التي يملكها هذا الخط لابد وان يؤهله لنصر الله تعالي.
إن المعركة بين هاتين الجبهتين في كربلاء كانت معركة ميدانية و حضارية بالمعني العميق لهذه الكلمة، والفئة التي تنتصر هي التي تثبت امام الزوابع والاعاصير، وهي الفئة التي تستمد دوافعها من العقيدة والإيمان، وتمتد جذورها إلي اعماق التاريخ في حياة الانبياء والمرسلين و جهادهم و دعوتهم، و هذا هو سر انتصار الثورة الحسينية. ثالثا ـ لا تتوقف هذه المعركة عند وقعة الطف، فهي حلقة واحدة من سلسلة من المواقف الجهادية والتضحيات والبذل والعطاء في سبيل الله، تبدا منذ ايام نوح و قبله، وتمتد إلي ان ياذن الله تعالي بالاضمحلال الكامل للجاهلية علي وجه الارض. و سر دوام واستمرار هذه الحركة هو أصالتها و عراقتها وامتدادها العميق في الحضارة الإنسانية الصالحة، وليست هذه الحركة نبتة اجتثت من فوق الارض مالها من قرار، وانما هي شجرة طيبة ممتدة الجذور والأصول إلي اعماق تاريخ الإسلام والإيمان. وكما ورث الحسين هذا الميراث من ابيه المرتضي وجده المصطفي (ص) واسلافه الطاهرين من الانبياء المرسلين؛ فإن اجيال المؤمنين والمجاهدين والدعاة إلي الله تعالي سوف يرثون من الحسين هذا الميراث، ويتحركون علي خطاه ، ويرثون منه الخصائص والمواريث التي تجلت يوم عاشوراء في كربلاء. وهذا هو سر استمرارية الثورة الحسينية في كربلاء."
التركيز على واقعة الطف باعتبارها التجسيد الوحيد للصراع بين الحق والباطل هو كلام فارغ باطل وماذا إذا عن معارك النبى(ص) أو حتى عن معارك على ضد نفس الناس فى الطف
الرجل يخترع من عنده ما يبطل كل تاريخ الحق من أجل واقعة واحدة وعندما أدرك خطأ كون الحسين الوارث الوحيد جعل الناس شركاء أو ورثة الحسين فقال :
"آلية الارتباط و مادة الارتباط
الحسين وارث الانبياء والصالحين: ونحن ورثة الحسين ، وميراثنا الذي نرثه من الحسين هو مواريث الانبياء، وواسطة العقد في هذا الارتباط هو يوم الطف، فلابد لهذا الارتباط من ان يمر بمحطات تفعيل في التاريخ، تحافظ علي حرارة الخط وحيويته لئلا تضعف وتبرد، ويوم الطف عقد الواسطة و حلقة الارتباط، ولابد من هذه الحلقات في التاريخ لئلا ينقطع الخط. وهنا نواجه سؤالين: الاول: كيف نرتبط وماهي آلية الارتباط؟ الثاني: ماهي المواريث التي نرثها من الانبياء عبر يوم الطف؟ والسؤال الثاني غير السؤال الاول"
وعادة للكلام مرة أخرى عن واقعة الطف فقال:
"آلية الارتباط
مأساة الطف هي حلقة الارتباط، ولولا امثال هذه الايام لانقطع الخط، فهي تستقطب عواطف الجمهور واحاسيسهم وحبهم و ... وهذه العواطف والمشاعر هي آلية الارتباط والمحافظة علي قوة وحيوة وفاعلية الارتباط. والإحياء السنوي لذكري الحسين والبكاء وإقامة مجالس العزاء، و خروج مواكب العزاء في الشوارع ماهي إلا و سائل تعبير عن هذه العاطفة القوية التي يشعر بها المسلمون تجاه سيد الشهداء ، ولابد من هذه العاطفة ولابد من التعبير عن هذه العاطفة للإبقاء علي ارتباط الامة بكوكبة شهداء كربلاء، ولولا هذا الزخم العاطفي القوي لم تبق الثورة قوية و فاعلة في وجدان الامة إلي اليوم، ولذلك اكد اهل البيت: اهمية إقامة مجالس العزاء وتشجيع المسلمين علي البكاء علي مصاب الحسين ... ولكن ذلك كله ـ و رغم اهميته الكبيرة ـ ليس هو الميراث. إن طريقة التعبير عن عواطفنا تجاه مصاب الحسين شي ء، و مادة الارتباط والمواريث التي نرثها من الحسين شي ء آخر، ولئن كانت الاولي تعد للثانية وتؤهل الإنسان لها فهي بالتاكيد غير الثانية، و هذه العواطف والمجالس وسيلة واداة لتحقيق وتفعيل تلك المواريث في حياتنا وتاريخنا، وإن كان بعض المؤمنين يتصورون ان الارتباط بالحسين هو في إقامة المجالس والبكاء و خروج المسيرات الحسينية. إن زيارة (وارث) تبين لنا ان واقع و حقيقة الارتباط بالحسين بالمواريث التي نرثها منه ، كما ان ارتباط الحسين بالانبياء بالمواريث التي ورثها من آدم و نوح وابراهيم و موسي وعيسي والمصطفي (ص) والمرتضي ، و هذا هو ميراث الحسين من الانبياء وميراثنا من الحسين ، فكما ورث ابوعبدالله الحسين مواريث الدعوة والجهاد من سلفه الطاهر كذلك نرث نحن هذا الميراث الإلهي الكبير من الحسين. و هي هي حقيقة الارتباط و حقيقة الوارثة.
ويوم الطف هو واسطة العقد بيننا وبين هذه المسيرة الحضارية الربانية الكادحة علي وجه الارض، وبقدر ما نحمل من رسالة الحسين و دعوته و جهاده و مواقفه الشامخة الصلبة يكون ارتباطنا بالحسين و علاقتنا بيوم الطف؛ و عند ذلك يسهل قياس الارتباط والعلاقة بكربلاء، فإن المقاييس واضحة لا تقبل الخطا"
الآصفى هنا يجعل مجالس العزاء والبكاء وغير ذلك من مظاهر الحزن المزعومة هى الرباط بين الحسين والشيعة وهو كلام لو فكر فيه الشيعة لوجدوا أنه تكريس لوضع الهزيمة فبدلا من أن يقوموا بالانتصار على قوى الشر التى تسببت فى تلك المآسى المزعومة تركوها تترعرع وتكبر واكتفوا هم بالبكاء وإيذاء أنفسهم
وحدثنا الآصفى عن المواريث فقال :
"ماهي المواريث؟
وها نحن نقرا في هذه الزيارة المواريث التي ورثها الحسين من سلفه لنقيس انفسنا بها و علاقتنا بكربلاء. «اشهد انك قد اقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وامرت بالمعروف، و نهيت عن المنكر، واطعت الله ورسوله حتي اتاك اليقين».وتأتي هذه الشهادة للحسين بإقامة الصلاة عقيب التحية له بعنوان الوارث، و كان هذه الشهادة تأتي تأكيدا لوراثة الحسين، وتشخيصا للمواريث التي ورثها الحسين من سلفه: و هي: إقامة الصلاة، إيتاء الزكاة، الامر بالمعروف، النهي عن المنكر، والطاعة لله و رسوله حتي اليقين، هذه مواريث الحسين من سلفه: و مواريثنا نحن من الحسين وترد هذه الشهادة للحسين: في اكثر الزيارات الحسينية المطلقة والمخصوصة، وكان هناك عناية خاصة بإبراز هذا البعد الموروث من ابعاد حركة الإمام الحسين والتنبيه إلي ان الارتباط به يتم بموجب هذه النقاط، و نورد بعض هذه الفقرات من الزيارات المطلقة والمخصوصة الواردة فيهما، ففي الزيارة المطلقة الثانية: «اشهد انك قد بلغت، ونصحت، ووفيت، واوفيت، وجاهدت في سبيل الله».والتبليغ والتضحية والوفاء للرسالة والإيفاء بالمسؤولية والجهاد في سبيل الله، وقريب من هذا المضمون في الزيارة المطلقة الثالثة والرابعة والسادسة والسابعة. و في مخصوصة الليلة الاولي من رجب: «اشهد انك قد امرت بالقسط والعدل، ودعوت إليهما، وانك صادق صديق، صدقت فيما دعوت إليه».و في مخصوصة ليلة النصف من رجب قريب من المضامين السابقة، و في مخصوصة ليالي القدر ويومي العيدين: «اشهد انك قد اقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وامرت بالمعروف، و نهيت عن المنكر، وتلوت الكتاب حق تلاوته، و جاهدت في الله حق جهاده، و صبرت علي الاذي في جنبه محتسبا حتي اتاك اليقين».
وتضاف هنا إلي قائمة المواريث الحسينية تلاوة الكتاب حق تلاوته، والجهاد في سبيل الله حق الجهاد، والصبر علي الاذي في جنب الله محتسبا حتي اليقين، وقريب منه في مخصوصة ليلة العيدين و مخصوصة ليلة عرفة ويومها. و بهذه الطريقة الإيحائية الرائعة تجعل هذه الزيارات الزائر في الاجواء الرسالية لكربلاء، والتي ورثها الحسين من سلفه الطاهرين: واورثها لخلفه الذين ياتون من بعده علي هداه و خطه."
وما قاله الآصفى عن شهادة أهل عصرنا ومن قبلهم ممن لم يشاهدوا الحسين هى شهادة زور فهم لم يروا شىء فكيف يشهدون على ما لم يروه فمثلهم كمثل الكفار الذين لم يشهدوا خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم ومع هذا يتحدثون عنهم حكايات وخرافات أنهم كان مع الله مساعدين فى الخلق حتى قال الله فيهم :
" ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا"
الشهادة تحتاج لرؤية أى علم ولذا قال الابن الأكبر لاخوته :
"وما شهدنا إلا بما علمنا"
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس