فمن حرف كتاب الله أو ترك العمل به أو عطله فقد افترى على الله كذبا ، واتخذ آيات الله هزوا ولعبا ، فإذا رأيتم من يعظم القرآن فعظموه ، وإذا رأيتم من يكرم العلماء وأهل الدين فأكرموه ، قال الله العظيم : " ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه " الآية [الحج : 30] .
ومن رأيتموه يجانب العلماء فجانبوه فإنه لا يجانبهم إلا ضال مبتدع ، غير مقتد بالشرع
ولا متبع ؛ فإن الشرائع لا تؤخذ إلا عن العلماء الذين هم ورثة الأنبياء ،
كيف وقد جعل الله شهادته وشهادة ملائكته كشهادة أولي العلم ، قال الله - تعالى - : " شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم " الآية [آل عمران : 18] .
ولست أعني بالعلماء المشتغلين في زماننا هذا بعلوم الجدال والممارات ، ولا المعتنين بدرس مسائل الأقضية والشهادات ، فيتقربون بذلك إلى جمع الحطام ، والتقرب من الولات والحكام ، ونيل الرئاسة عند العوام ، وإنما نعني بالعلماء الذين يعملون بعلمهم وقال فيه - صلى الله عليه وسلم - : " يحمل هذا الدين من كل خلف عدوله ، ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين " .
وقال فيهم : " علماء كادوا يكونون من رتبهم أنبياء " .
فأولئك ورثة النبيين وأئمة المتقين الذين يحب أن يقتدى بهم ويتأدب بآدابهم ، وتقتفى آثارهم وتحفظ أخبارهم ، ولكنهم ضمهم لحودهم ، وقل على بسيط الأرض جودهم ، فما يورد من آثارهم أثر ، فهم الكبريت الأحمر ، وإن كان عجز عن بلوغ رتبتهم وقصر ، لكنه يعرف الحق فلا يغلظ في نفسه ولا يغتر .
فهذه النصيحة لمن وقف عليها من الإخوان الصادقين المريدين ، والعامة المسلمين المصححين ؛ ليميزوا بها بين المحقين والمبطلين من المنتمين إلى الدين ، ولا يغتروا بالملبس من أجل حسن الظن ومحبتهم للصالحين ، ويدخل عليه الخلل في عقائدهم ، ويميلون بها إلى عوائدهم "
وكلام القيروانى الكثير منه صحيح والخطأ فيه هو وجود كرامات للعلماء الصالحين وهو ما يناقض منع الله الآيات وهى المعجزات وهى الكرامات عن الناس منذ عهد النبى(ص) بقوله:
"وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
ثم حدثنا عن حكم الرقص والغناء والفرح فقال:
"حكم الرقص والغناء والنوح :
وأما ما ذكرتموه من أفعالهم واشتغالهم بالرقص والغناء والنوح فممنوع غير جائز ، قال الله تعالى : " ومن الناس من يشتري لهو الحديث " الآية [لقمان : 6] .
قال ابن مسعود : " هو الغناء ، والذي لا إله إلا هو " ، يرددها ثلاث مرات ، وهو قول مجاهد ، وعطاء .
من كانت له جارية مغنية فمات لم يصل عليه ؛ لقول الله - عز وجل - : " ومن الناس من يشتري لهو الحديث " الآية .
قال مالك في " المدونة " : " وأكره الإجارة على تعليم الشعر والنوح وعلى كتابة ذلك "
قال عياض : " معناه نوح المتصوفة وإنشادهم على طريق النوح والبكاء " .
فمن اعتقد في ذلك أنه قربة لله - تعالى - فهو ضال مضل ، ولا يعلم المسكين أن الجنة حفت بالمكاره ، وأن النار حفت بالشهوات ، والله - تعالى - لم يبعث أحدا من الأنبياء باللهو والراحة والغناء ، وإنما بعثوا بالبر والتقوى وما يخالف الهوى ، قال - تعالى - : " وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى (40) " [النازعات : 40 - 41] .
فالباطل خفيف على النفس ؛ ولذلك خف في الميزان ، والحق ثقيل ، ولذلك ثقل في الميزان ، قال - تعالى - : " إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا " [المزمل : 5] .
هل في كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - أو عمله المنقول في الصحاح أو عمل السلف الصالح أو أحد من العلماء من ذلك أثر ؟ " .
ونقل الإمام الشاطبي في " الاعتصام " (2 / 115) كلام الإمام الآجري فيمن يفعل فعل هؤلاء الفقراء ، فقال : " وهذا كله من الشيطان يلعب بهم ، وهذا كله بدعة وضلالة ، يقال لمن فعل هذا : اعلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أصدق الناس موعظة ، وأنصح الناس لأمته ، وأرق الناس قلبا ، وخير الناس من جاء بعده لا يشك في ذلك عاقل ، ما صرخوا عند موعظته ولا زعقوا ولا رقصوا ولا زفنوا ، ولو كان هذا صحيحا لكانوا أحق الناس بهذا أن يفعلوه بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ولكنه بدعة وباطل ومنكر ، فاعلم ذلك " .
وقال عبدالوهاب : " ومن البدع الكبرى ما نشاهده ممن يدعي لنفسه العبادة والتقدم " ، انظر تمامه ، ولعله في " شرح الرسالة " لعبدالوهاب .
وأما ما ذكرتموه من قراءة القرآن والاستماع إليه فإنه جائز ، وفيه قربة وطاعة لله - عز وجل - قال تعالى : " وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له " الآية [الأعراف : 204] .
وإن كان بعض أول ذلك في الصلاة ، وهذا إذا كان على الوجه المأذون فيه لا يقصد به رياء ولا سمعة .
قال أبو محمد في " رسالته " : " ويبجل كتاب الله العزيز أن يتلى بسكينة ووقار
والنساء فيما ذكرنا كالرجال ، فالمنع في حقهن أشد "
وقطعا الرقص الجماعى والغناء بالشكل المعروف عند القوم محرم فالرقص مباح فى حدود كرقص الزوجة لزوجها أو العكس فى حجرة النوم أو غناءهما لبعض وهناك أنواع مباحة من الاثنين ولكن بشرط فمثلا غناء امرأة أمام جمع من النساء فى مكان مغلق عليهن مباح طالما غنت كلاما طيب وكذلك الأمر فى الرجال
|