عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 21-07-2021, 08:46 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,027
إفتراضي

الحديث عن الكتاب عامة وكونه مفيد خطا فكثير من الكتب بها أخطاء وتعارض مع كتاب الله ومن ثم لا يمكن أن نجد في كل ألف كتاب سوى كتاب أو اثنين خاليين من المعارضات والأخطاء
وحدثنا الرجل عن أسس شراء الكتب فقال:
"قواعد لشراء الكتاب:
وهذه بعض القواعد التي تعين على شراء الكتب حتى لا يقع الإنسان ضحية الأفكار المنحرفة من ناحية وضحية الاستغلال التجاري من ناحية أخرى ، ويستفيد من وقته وجهده من ناحية ثالثة.
أولا: لا بد من تحديد الكتب المراد شراؤها في الذهن أو حتى كتابة قائمة بذلك ، وهذا أولى لأن المرء في زحمة مشاغله ينسى أشياء كان قد أعد لها مما يجعله يخسر وقتا إضافيا في الرجوع لقضاء ما أعد له.
ثانيا: أن يعطي الأولوية للكتب المهمة والمراجع التي لا يستغني عنها ، هذا يخضع لاختصاص الإنسان وميله إلى فن من الفنون العلمية ، فأمهات الكتب في مجال التفسير تختلف عن الأمهات في مجال الحديث ، وعن الأمهات في مجال اللغة وهكذا ، ولا يعني ذلك أن يكون الإنسان مقبلا على جانب واحد ومهملا الجوانب الأخرى كما هو حاصل عند بعض الشباب ، بل الأولى في كل الحالات أن يكون الإنسان لنفسه مكتبة تشتمل –على الأقل- من كل فنون المعرفة ، أي يحاول الحصول على أمهات الكتب من كل فن ، فالموسوعية أمر مرغوب فيه.
ثالثا: عند البحث عن كتاب في مجال معين أو تخصص محدد لا بد من معرفة المؤلف –بالكسر- وأفكاره ، وما يحمله من ثقافات ، وهذا بالنسبة لمن دخل ميدانا لأول مرة ولا يدري ما يدور فيه ، فكثير من الناس مثلا عندما يود الكتابة في موضوع ما يبحث عن كتب لها تعلق بذلك الموضوع ، ولقلة ممارسته لهذا المجال قد يقع بين يديه مجموعة من الكتب لمؤلفين لا أهلية لديهم ولا معرفة ، فيقعون في أخطاء فادحة عن قصد وعن غير قصد ، ويقع ثقل ذلك على ذلك الذي يقتني ذلك الكتاب وينقل منه ويستفيد مما جاء فيه ولا يدري شيئا عما يدور حوله.
فمثلا من يريد أن يبحث عن مسألة الاقتصاد الإسلامي يجد مئات الكتب تحمل هذا العنوان تتحدث كلها عن الاقتصاد الإسلامي ، ولكن عند التمحيص والتدقيق يسقط منها الكثير لكون مؤلفيها لا أهلية لديهم في الكتابة عن هذا الموضوع ، أو لكونهم متأثرين ببعض الاتجاهات الفكرية المعاصرة التي تسيطر عليهم عند كتابتهم في هذا المجال وتوجههم وجهة مخالفة للحق ومجانبة للصواب.
فلا بد من معرفة المؤلف من حيث قدرته العلمية أولا ، ومن حيث نزاهته وثقته ثانيا ، فليس كل كاتب يصلح أن يكون مؤلفا ، وليس كل من يمسك بالقلم يعتبر كاتبا ، وليس كل ما يطبع يصلح أن يقتنى وخاصة في ظل الأوضاع التي تبيح طبع كل كتاب ولو كان فيه رد صريح لقواطع جاءت بها شريعة الإسلام أو تحمل في طياتها الإباحية والمجون والخلاعة والدعوة الى الانفساخ العقائدي والأخلاقي أو التميع في معاملة الأعداء.
إن كثيرا من الشباب في فترة المراهقة وهي فترة حرجة يمر بها الإنسان يريدون أن يعرفوا عن كافة الموضوعات الجنسية وكيفية التأقلم مع هذه الحالة الطارئة الغريبة ، وعن الأحوال والأمور المتعلقة بهذا الجانب ، فتراهم في تلك المرحلة يقبلون على شراء كتب تحمل هذه العناوين فيقعون ضحية سوء التأليف أو قصد نشر الخلاعة فبدل أن يجدوا العلاج الطبيعي الشرعي يجدون ما يؤجج الشهوات ويثير الغرائز ويبدل الطباع ، تأثرا بأفكار جاءتنا من هنا وهناك ثم حملها مؤلفون –بالأحرى مترجمون- ونقلوها إلينا ففسد الشباب وخربت الأخلاق.
بل الأنكى من ذلك أن تجد كتبا تحمل طابعا إسلاميا وشعارا دينيا ولكن للأسف تجد المنحى ذاته والأهداف نفسها ، فلا بد من التحرز من شراء مثل هذه المؤلفات سيما التي تكون مصحوبة بصور داعرة ، وفي الفقه الاسلامي الشرعي النزيه كفاية عن مثل هذه الهرطقة ، فقد شرح أئمتنا وفقهاؤنا في أبواب الفقه المختلفة عن هذه القضية وأطروها بإطار شرعي يحمل ألفاظا نزيهة وكلمات شرعية لا تحمل الإثارة بحيث تجعل المراهق يتكيف مع الواقع بنفس المؤمن وفي راحة واطمئنان ، ويجنبه الصدمات النفسية التي قد تنكد عليه كل حياته بعد ذلك.
وعلى كل فالمؤلف محاسب أمام الله تعالى على ما يفعله في مجال التأليف ، فإن الأجيال المسلمة يكفيها ما يكيد به الأعداء من كل جانب ، ورحم الله أمرءا أراح دور النشر والقراء من أمور تافهة واهتمامات هزيلة باردة تفقد الأمة الإسلامية هويتها وشخصيتها وكرامتها فـ " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته " .
فالكاتب الذي يستحق أن يقرأ له هو الكاتب الذي يحترم عقول القراء ويحاول جهده أن يعطي خلاصة أفكاره بصورة سليمة غير منافية لما تقرر في الشريعة السمحاء وغير منافية للأخلاق الإسلامية ، ويؤصل المسائل التي يوردها وينطلق من قاعدة صحيحة في التأليف والكتابة غير متأثر باتجاهات معينة ولا أفكار مشوبة ولا أخلاقيات فاسدة.
وعلى العموم ، فإن للكتابة والتأليف أخلاقا وآدابا وقواعد لابد من التقيد بها والالتزام ، وإلا اختلط الحابل بالنابل وصرنا كمن يحرث في الماء أو يطحن في الهواء.
رابعا: من الأمور التي ينبغي مراعاتها عند شراء الكتب معرفة طبعة الكتاب ، فإن تحديد ذلك له أهمية فكلما كانت الطبعة جديدة كانت أفضل ، وليس الأمر هذا على اطلاقه بل لابد من مراعاة جوانب أخرى فهناك طبعات جديدة لكتب قديمة تتلاعب بها دور النشر بالحذف والإضافة والتغيير ، وعليه فلابد من مراعاة الطبعة التي تكون مطبوعة على وفق ما أرادها المؤلف دون أن يزاد فيها وينقص ، ومتى توفر هذا الشرط ينظر بعد ذلك في المكملات الأخرى من حيث نوع الورق وحجم الكتاب ونوع التجليد و ....
خامسا: اختيار الكتاب المحقق من غيره إذ من لوازم التحقيق أن يعتني المحقق بالكتاب وإظهاره بصورة ترضي المؤلف ويستفيد منها القارئ ويقدم له الكتاب بصورة تسهل الاستفادة منها وذلك بعمل التخريجات والتعريفات ومقارنة النسخ وعمل الفهارس والملحقات وغيرها وعندها يقف دور المحقق.
أما أن يعمل في نص المؤلف ويغير ما يشاء ويبدل ما يريد بدعوى التحقيق ، فليس هذا من النزاهة العلمية والأمانة التي يطالب بها من يتعامل مع كتب التراث الإسلامي والعربي.
سادسا: الاستعانة بآخر ما وصلت إليه التقنية الحديثة ، حيث إنها تختصر الوقت والجهد ، فالاستعانة بالفهارس المعدة من قبل المكتبات ودور النشر تعين على الوصول إلى الكتاب المراد بصورة سهلة وذلك بالاستعانة بأجهزة الحاسب الآلي والتي فيها تخزين أسماء الكتب وأماكن وجودها ، بل وأسعارها وهذا يسهل على الإنسان ويختصر له الجهد والوقت.
سابعا: سؤال أهل الخبرة والاختصاص فهم أدلة الطريق ابتداء من معرفة الكتاب الصالح وغير الصالح وانتهاء بسعر الكتاب وقيمته ، ففي كل مرحلة من المراحل يستحسن سؤال أهل الاختصاص.
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس