عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 21-07-2021, 08:46 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,019
إفتراضي قراءة في كتاب كيف تشتري كتابا ؟

قراءة في كتاب كيف تشتري كتابا ؟
المؤلف محمد بن سعيد المعمري من المعاصرين وهو يدور حول كيفية شراء كتاب وقبل الدخول في عرض الكتاب أقول :
في دولة الله أى دولة المسلمين التى تحكم بحكم الله لا يوجد شراء كتب لأن كتاب الله هو اصل الكتب يوزع على كل مسلمى الدولة ومعه الذكر وهو كتاب الله المفسر للقرآن المنزل كما قال تعالى :
"وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم"
والكتب المقرر دراستها على المسلمين كلها كتب توزع مجانا دون شراء لأن الغرض من قراءة تلك الكتب هو تطبيق أحكام الله
وأما الكتب البشرية فدولة المسلمين تطبعها وتوزعها بعد نقدها إما في صورة كتب ورقية أو في صورة كتب إلكترونية والكل يوزع مجانا
وارتياد المكتبات حق لكل مسلم او معاهد وكذلك أخذ نسخ الكترونية على شكل ذاكرة كالاسطوانة أو الذاكرة المحمولة
وكلام الكتاب ليس عن تلك الدولة العادلة واما الكلام فهو عن وضعنا الحالى وفى المقدمة بين المعمرى أهمية القراءة فقال:
"مقدمة:
الإسلام دعوة إلى العلم والتفكر ، وثورة على الجهل والسلبية ، يظهر ذلك جليا من خلال آيات الله تعالى في كتابه وفي الآفاق والأنفس ليبقى المجتمع الإسلامي مجتمعا مدركا متفاعلا مع قضاياه وشئونه عالما بأسباب نهضته وسموه ، مطرحا كل أسباب التأخر والرجعية والانهزامية ، قال سبحانه: (( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ))
ويقول: ((يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولوا الألباب ))
ويقول سبحانه: ((لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ))
ولقد عمل الإسلام على تنشيط العقل وتنمية مداركه وذلك بحثه على التفكر وإعماله فيما ينفع ومن خلال تحريم كل أمر من شأنه أن ينزل من مرتبته ، فحرم الخمر لأنها من أهم أسباب تعطيل العقل على أن يكون المنتج في ميدان العلوم والفكر والمكافح في ميدان الباطل والهوى والهادي في طريق الضلالات والأوهام وحرم الغش والطرق الملتوية لأجل الأسباب ذاتها.
فعندما يعطي الإسلام العقل حريته –وفق الضوابط الشرعية طبعا- فإنما هو بذلك –أي الإسلام- يريد منه أن يكون دائم الفكر ودائم العمل ليؤدي دوره وغاية خلقه لمعرفة خالق الوجود وحقوقه والتطلع إلى الأفضل لهذه الأمة في كل مجالات العلم والمعرفة من أجل رفع مستواها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والصناعي ... وغيرها ، فإهمال العقل إنما هو سقوط في هاوية التخلف والانحطاط والتقوقع ، وهي آفات طالما عمل الإسلام على إزالتها ومحاربتها والتحذير منها"
ثم بين المعمرى انقسام الفكر لفكر بناء وفكر هدام فقال :
"فمن المحال أن تبنى قواعد أمة من الأمم ويؤسس بنيانها على الجهل وعدم الدراية ، وحتى ولو قا بناء على تلك القواعد فسرعان ما يسقط عند أول فتنة وابتلاء ومحنة وهزة. والمعرفة من أصول تقدم الأمم ورقيها ، والأمة المسلمة أولى الأمم بهذا التقدم والرقي لأنها الأمة التي رضي الله لها دينها (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)) فإذا كانت الأمة مطالبة بتوفير فرص التعلم والتعليم وأسباب المعرفة المختلفة لكل فئات المجتمع ، فنضوج الجانب الفكري مرتبط بنضوج الجانب الإبداعي ومتانته ، وأقصد بذلك بأن يكون الفكر فكرا إسلاميا لأنه الفكر المصاحب للإبداع بمعناه الصحيح أما الفكر اللاديني أو الفكر المنافي لما جاءت به الرسالات السماوية الصافية فهو فكر هدام مهما حمل من لافتات وعناوين وشعارات براقة وزاهية (( فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)) "
وهذا التقسيم خاطىء لأن الفكر شىء واحد وهو الفكر البناء فلا يوجد فكر هدام وإنما وساوس هدامة ولذا طالب الله المسلمين بالتفكر فقال:
" افلا تتفكرون"
وحدثنا الرجل عن مسئولية أفراد المسلمين عن ايجاد منابع الفكر بإنشاء المكتبات وإلقاء المحاضرات وما شابه فقال:
من مسؤوليات المجتمع:
هذا ، ومما ينبغي على أفراد المجتمع الإسلامي فعله أن يسعوا إلى إيجاد منابع لهذه المعرفة وذلك من خلال إنشاء مكتبات خاصة أو عامة فيها من المصادر والمراجع القديمة والحديثة كما يغطي متطلبات المرحلة الفكرية التي يمر بها العقل الإنساني -على الأقل- أو بعمل محاضرات وندوات ودروس تكون منبعا للمعرفة يستفيد منها الناس في دينهم ودنياهم ، مع الحث الدائم على اقتناء الكتاب النافع والشريط النافع والبرامج -برامج الكمبيوتر- النافعة، فإن عمل مثل هذه الأمور يعيد لهذه الأمة وعيها ويجعلها تفتح عقولها على واقعها المأساوي والمؤلم بسبب انحدارها إلى هاوية الجهل وعدم الدراية بحقوق الله تعالى وحقوق عباده فكان عاقبة ذلك أن صارت الأمة المسلمة -خير أمة أخرجت للناس- صارت عالة على غيرها من الامم وعبئا ثقيلا على الشعوب الأخرى بل حتى أفكارنا وثقافتنا صارت الأمة تستوردها من أعدائها " يا حسرة على العباد " "
والكلام السابق ليس عن المجتمع المسلم لأنه لا يوجد مجتمع مسلم حاليا لأن كل المجتمعات تحكم بقيادات كلها كافرة بحكم الله
المجتمع المسلم ليس فيه مكتبات خاصة أو أمور معرفية خاصة وغنما هو مجتمع منظم المكتبات جزء منه والأعلام جزء منه و التعليم جزء منه .. ومن ثم كل شىء فيه معد مسبقا لكى يؤتى ثماره وأما مجتمعاتنا الحالية فمجتمعات عشوائية فوضوية الثقافة فيها تعتمد على جهد المسلم الخاص في شراء كتب لتكوين مكتبة أو تنزيل كتب الكترونية من على الشبكة العنكبوتية أو مشاهدة قنوات معينة أو أشياء معينة للحصول على الفكر
ويحدثنا الرجل عن الواقع المرير فيقول:
"أليس من المحزن أن نرى من المسلمين من يدافع عن الأفكار الهدامة والنظم المنحرفة بل يريد أن يعزل الإسلام عن قيادة العالم وتسيير أمور الناس وجعل القيادة بين عقول قاصرة ضعيفة تستميلها الأهواء والنوازع والشهوات والحظوظ العاجلة ، كل ذلك بسبب الجهل المدقع في مجال الفكر الإسلامي الذي يجب ان يكون مؤصلا وعميقا في نفس كل من آمن بعقيدة الإسلام ، ونعني بالفكر الإسلامي جملة ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم الذي أوحاه إليه ربه عز وجل ، ولا نعني بالفكر الإسلامي ذلك الجانب الذي صار يتغنى به بعض الناس مهملا بذلك الجوانب الأخرى ، فالعقيدة والشريعة والاخلاق كلها تنتظم في سلك الفكر الإسلامي وأي خلل في هذه الأركان الثلاثة -وخاصة جانب العقيدة- لمما ينذر بالويل والدمار والانحراف."
وما قاله المعمرى عن كون المدافعين عن الوساوس الهدامة مسلمين خطأ بالغ فلا يوجد مسلم يحكم أى يرضى إلا بما قضاه الله ومن ثم فكل من يروج للوساوس هو كافر دون شك
وحدثنا الرجل عن النهى عن قراءة كتب الكفار قبل كتب الإسلام فقال :
"فلا بد من الاهتمام بالجانب المعرفي في العقول المؤمنة لتأصيل العقيدة في نفوسنا وحمايتها من الفكر المنحرف ، الذي يغزو المسلمين اليوم بصورة براقة تستهوي النفوس وتؤثر في القلوب وتحيل المسلم صورة جوفاء وجسدا لا روح فيه وعقلا خاويا إلا من الافكار الدخيلة المنحرفة ، ولذا غضب النبي عندما رأى في يد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- صحيفة من صحف أهل الكتاب ، سيما في مرحلة ما قبل النضج الفكري لأنها مرحلة التلقي والتخزين."
وحدثنا الرجل عن صور اهتمام السلف بالكتب وهى للأسف نفس الصورة الفوضوية وهى المكتبات الخاصة وعدم تنظيم التعليم والإعلام لعدم وجود دولة المسلمين وإنما هى دول كافرة بدليل أنها تنسب لآشخاص كرستم وفى هذا قال المعمرى:
"من صور اهتمام السلف بالكتب:
وأسلافنا –رضوان الله عليهم- كان لهم اهتمام بالغ بالكتب من حيث اقتنائها وحفظها ونسخها وكانت عندهم مكتبات ضخمة تحمل بين جنباتها الآلاف من المجلدات كالمكتبة " المعصومة " في عاصمة الدولة الرستمية ، فهذا أحد العلماء يسأل عن عدد الكتب التي في مكتبته فيستحي من ذكر العدد ونظر عن يمينه وشماله ثم قال: " أربعة آلاف مجلد " ، ومع ذلك فقد كان مقلا فهناك من هو أكثر منه كتبا من حيث العدد ، فهناك من يملك عشرة آلاف ومن يملك عشرين ألفا و... و...
ومتى كان ذلك ؟ كان ذلك في وقت الندرة في الكتب وصعوبة الوصول إليها مع التكاليف الباهظة الثمن لشرائها ومع كل هذه العوائق تجد منهم الحرص على الوصول إلى الكتب حيثما كانت وبأي ثمن كان ، وهكذا كان ديدن أهل الحق فمنذ عهد قريب عندما أعطى أحد الناس الشيخ العلامة نور الدين السالمي مبلغ أربعمائة قرش اشترى بها كتبا ما زالت إلى اليوم محفوظه في مكتبته ، وقد اشتراها في رحلته إلى الحج واستفاد منها كثيرا –رحم الله هذا الشيخ رحمة واسعة على ما بذل في العلم والعمل قد أنار السبيل ووضح الطريق وهدى الناس وردهم إلى دين الحق وترك من المؤلفات ما كتب له القبول في قلوب الناس."
وحدثنا المعمرى عن فائدة الكتاب فقال:
"أهمية الكتاب:
والكتاب من أهم روافد المعرفة ، وهو الجليس الصالح الذي لا يمل حديثه وهو الصاحب المطيع متى ناديته جاءك ومتى هجرته لم يغضب عليك ، وهو سمير العظماء والعباقرة وهو الجامعة الصامتة التي تخرج علي يديها من لا يحصون عددا من الفقهاء والأدباء والمفكرين وغيرهم ، فلله درك أيها الكتاب ما أعظم نفعك !!
ولقد اهتمت الأجيال المتلاحقة بالكتاب إلى أن جاءت هذه الثورة في مجال الطباعة والنشر والتوزيع وصار الكتاب في متناول كل أحد وبسهولة ويسر وبتكاليف رخيصة مما يغري أي فرد بأن يعد وينشئ مكتبة في بيته أو قريته ينتفع بما هو وأهله وأفراد مجتمعه ويتربى المجتمع على العلم والمعرفة وحب الاطلاع ، وينشأ الأطفال منذ نعومة أظفارهم على رؤية الكتاب ومعايشته فيشتاقون لقراءته ويتوقون لطلب العلم."
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس