عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 23-06-2021, 06:48 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,023
إفتراضي نقد كتاب التأثير الصوتي للقرآن الكريم

نقد كتاب التأثير الصوتي للقرآن الكريم
المؤلف هو عادل أبو شعر من أهل العصر فى سوريا وهو يدور حول التأثير الصوتي للقرآن الكريم بمعنى غريب لم يقل به الله ولا رسوله(ص) وهو الاستحواذ على قلوب البشر من خلال التفنن الصوتى فى القراءة وفى مقدمته قال أبو شعر:
"وبعد: فهذا موضوع مختصر أتناول فيه الأثر الصوتي للقرآن الكريم على المستمعين له، المتذوقين للطائفه، الغائصين في بحوره. ولا أبتدع فيه ابتداعا من خارجه، أو أحدث فيه ما ليس منه، فما كان لي أن أفعل ذلك، بل هو موضوع ذوقي لطيف مستنبط من الكيفية المنقولة إلينا بالتواتر، " فتأمل هذه الأسرار بقلبك، والحظها بعناية فكرك، ولا يزهدنك فيها نبو أكثر طباع الناس عنها، واشتغال المعلمين بظاهر من الحياة الدنيا عن الفكر فيها، والتنبيه عليها، فإني لم أفحص عن هذه الأسرار ... إلا قصدا للتفكر والاعتبار، في حكمته من خلق الإنسان، وتعليمه البيان، فإنه الخالق للعبارات، والمقدر للإشارات، ألا له الخلق والأمر وهو اللطيف الخبير، فمتى لاح لك من هذه الأسرار سر، وكشف لك عن مكنونها فكر، فاشكر الواهب للنعمى، وقل رب زدني علما"
استهل أبو شعر الكتاب بالحديث عن معنى التجويد والترتيل حيث قال:
"وقبل البدء لا بد من مقدمة أساسية للموضوع عناصرها كالتالي:
- القرآن الكريم وصلنا من طريقين: صوتي منطوق، ورسمي مكتوب.
- التجويد: هو تلاوة القرآن بالكيفية المتلقاة من النبي (ص)، التي لقنها صحابته - رضي الله عنهم -، فلقنوها من بعدهم وهكذا إلى عصرنا هذا. وتفخر الأمة الإسلامية على جميع أمم الأرض بهذا النقل الصوتي للقرآن المجيد.
الترتيل: هو الترسل والتبيين، قال تعالى: {ورتل القرآن ترتيلا} ، أي بينه تبيينا، ونسب الله تعالى الترتيل إليه في موضع آخر، {وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا}
-. شرح النبي (ص) معنى الترتيل المذكور في الآيتين، ذكر الإمام الحافظ أبو العلاء الهمذاني (ت 569 هـ) بسنده إلى ابن عباس ، قال: "قال رسول الله (ص): يا ابن عباس، إذا قرأت القرآن فرتله ترتيلا، فقلت: يا رسول الله، وما الترتيل؟ قال: بينه تبيينا، لا تنثره نثر الدقل ولا تهذه هذ الشعر، قفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكونن هم أحدكم آخر السورة" والتبيين المذكور في الحديث يقتضي وضوح الحروف وإخراجها من مخارجها الصحيحة ومراعاة أحكام التجويد فيها على الكيفية المتلقاة من الحضرة الأفصحية النبوية (ص)"
أبو شعر هنا يحدثنا عما يسمونه التغنى بالقرآن وهو مقولة باطلة فالله لم يرد من قراءة القرآن الاعجاب بالقراءات الصوتية ولا بالانسجام الصوتى ولا قال شىء مما يدور فى أذهان الناس من الخبل الذى يقولونه عند سماع القرآن مثل أحسنت بلغت القمة ولا حتى كلمه الله التى تقال معنى عير معنى كونه الإله وإنما بمعنى حلاوة الصوت وجماله لقد ابتليت ألأمة بهذا البلاء فبدلا من تدبر القرآن وهو تذكر أى معرفة أحكام الشرع وهو فهم مراد الله وطاعته كما قال تعالى " "كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب"
أصبح القرآن مجرد أصوات تتلى ولا أحد يطيع أحكام الله ويبدو أن المغنيين الذين يسمونهم قراء القرآن قد اتفقوا من غير أن يتفقوا على تجريد القرآن من تعلم الأحكام فتجد ما يقرأ فى المآتم والمعازى هو مجموعة سور قليلة ومجموعة آيات من سور تتكرر ليس فيها من الحكام إلا القليل جدا فتتم قراءة أو مجموعة قصص يوسف ومريم وزكريا والبقرة والفاتحة وبعض قصار السور
نحن أمام مصيبة من المصائب يبدو أن أول من اخترعوها كان الحكام الكفرة المتسمين بأسماء المسلمين من قرون عديدة فالقراء بأوامر منهم طلب منهم أن يقتصروا على سور وآيات معينى لا بتعلم المسلمون شيئا منها
ثم أخبرنا الرجل بالتالى:
"- ظواهر علم التجويد الصوتية مأخوذة من كلام العرب، قال سيبويه: "ولكن العباد إنما كلموا بكلامهم، وجاء القرآن على لغتهم وعلى ما يعنون" ، وتحدث سيبويه عن مخارج الحروف وصفاتها وظواهر تجاور الحروف كالإدغام والإظهار بمثل ما يتحدث عنه المجودون، بل إن من أهل التجويد من عول عليه كالداني في كتابه "التحديد في الإتقان والتجويد"، وعبد الوهاب القرطبي في كتابه "الموضح في التجويد".
- عدد أصوات الحروف في العربية تسعة وعشرون صوتا هي المادة الخام للغة، وهذه الوحدات الصوتية التسعة والعشرون تؤدي كل أنواع النشاط اللغوي شعرا ونثرا وتخاطبا عاديا، وتتشكل لتكون اللغة، إذ هي أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم، كما يقول ابن جني.
- الآية هي الوحدة الترتيلية التي يتألف منها النظم القرآني، صرح المعجزة البيانية الإلهية .
- الآيات القرآنية تستعمل اللغة بكل طاقتها التأثيرية والتعبيرية والخطية من أجل الوصول إلى المعنى بمعنى أن القرآن يختار عبارته لسبك تركيبها ووضوح معناها، واتجاهها إلى الصراحة أو التلميح، ولمناسبتها للغرض إيجازا وإطنابا، وحقيقة ومجازا، ولحسن جرسها ثم لانسجامها مع أخواتها وبيئتها من السياق وتفضيلها بعض المفردات على بعض بحسب أهميتها، وهذا ما يخص النظم، ويتعلق بحاسة الإدراك، وبحثنا يتناول الجانب الصوتي بشكل أساسي، وسيتناول الجانب الكتابي للقرآن الكريم في موطن آخر إن شاء الله تعالى، وهكذا تتضافر كل هذه الطاقات لتصل رسالة الله إلى فؤاد المتلقي وسمعه وبصره"
وما قيل الفقرة السابقة لا يقود المسلم لوصول رسالة الله بل يقود على تجهيل المسلم فالقرآن المطلوب هو أن يستمع الناس للبعض منهم وهو عكس ما أمر الله به فالقراءة مطلوبة من كل المسلمين كما فى الأمر الإلهى :
"فاقرءوا ما تيسر من القرآن "
الحكام الكفار منذ قرون حولوا الدفة من الحق للباطل وذلك من خلال اختراع روايات عن أن قراءة الإمام لمن خلفه كأنهم قرءوا فالمطلوب هو مجرد ان يكونوا مستمعين وأمروا من يعلم من القراء أن يسير على نهج معين وهذا النهج هو ما تقوم به الأجهزة الأمنية والمخابراتية حاليا من خلال البعد عن كل آيات القتال والجهاد وعدم قراءة الآيات التى فيها الأحكام التى يجب طاعتها ومن ثم صار أكثر من 99% من الناس جهلة جهل غير عادى بأحكام القرآن حتى الأحكام التى يجب أن يسيروا عليها فى حياتهم الزوجية أصبحت مصدرا لتساؤلاتهم والمفروض أن المسلم لا يمكن أن يتزوج إلا إذا كان يعرف كل أحكام الزواج والطلاق
وأدخلنا أبو شعر فى المتاهة الصوتية فقال:
"التأثير الصوتي للقرآن الكريم
استمع المشركون لهذا القرآن فسحرهم بجرسه وفصاحته وبلاغته، وقال قائلهم: إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه ليعلو ولا يعلى هناك مؤثرات سمعية انطباعية ذات وقع تأثيري على الوجدان، تدركها المعرفة ولا تحيط بها الصفة، أي لا يعرف مصدر تأثيرها، وهذه المؤثرات هي التي استعملها القرآن، وهي أحد أسباب رشاقة الأسلوب وارتياح النفس، وتتلخص في: حكاية الصوت، والانسجام الصوتي الخاص، وفواصل الآيات، والمناسبة الصوتية، والانسجام الصوتي العام."
كما قلت المطلوب ليس أن يسلم الناس من خلال طاعة القرآن ولكن أن يقولوا كما قال الكافر إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه ليعلو ولا يعلى
ماذا استفدنا من التغنى من حلاوة الكلام ؟
كلام ضالين مضلين أرادوا صرف المسلمين عن إسلامهم فكيف تتعلم أحكام الإسلام إن لم تقرأ القرآن كله ؟
ثم ما هى الحلاوة والجمال مثلا فى الكثير من الجمل التى يقصها عن الكفرة مثا قول فرعون أنا ربكم الأعلى ؟ هل هذا كلام جميل أو حلو إنه كلام قبيح لكون كلام كفر
إن الضالين المضلين أرادوا أن يكون الناس مجرد قطيع يهش بالعصا فيسير سواء كان السير إلى هاوية أو على نفع
ثم تحدث أبو شعر عن حكاية الصوت، والمناسبة الصوتية فقال:
"أولا: حكاية الصوت، والمناسبة الصوتية:
حكاية الصوت: هي اختيار جرس الحرف المناسب للمعنى المطلوب، ومصطلح "الحكاية" قديم استعمله الخليل في العين، قال: "آه: حكاية المتأوه في صوته، وقد يفعله الإنسان من التوجع ... فأخرج نفسه بهذا الصوت لينفرج عنه ما به". والمناسبة الصوتية: هي تجاور الحروف بانسجام صوتي متلائم وعدم تنافرها.
- وخشعت الأصوات للرحمان فلا تسمع إلا همسا"
إننا لو نظرنا إلى هذه الآية لوجدناها تحكي ذلك الجو المهيب يوم القيامة الذي تخشع فيه الأصوات، ولأجل تصوير هذا المشهد استعملت حروف الهمس (فحثه شخص سكت) بكثرة في الآية، وهي حروف خفية لا وضوح لها في السمع، والله أعلم.
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس