عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 21-04-2021, 08:24 AM   #3
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,029
إفتراضي

مما سبق نجد خلافا بين القوم فالبعض يحرم اخلاف الترتيب المصحفى والبعض يعتبر اخلاف الترتيب جائز مع الكراهة والكراهة فى القرآن تعنى التحريم ولكنها فى الاصطلاح الفقهى تعنى الإباحة والحق هو :
أن الأساس فى الحكم هو قوله تعالى" فاقرءوا ما تيسر منه "
ومن ثم فكل مسلم يقرأ حسب ما سهل عليه بترتيب او دون ترتيب ولكن فى نهاية كل شهر أو مدة لابد أن يكون قد قرأ القرآن كله والغريب فيما استعرضه العبدلى أنه ومن نقلوا عنه تركوا روايات أخرى تقول أن النبى(ص) كان يقرأ فى الصلوات بلا ترتيب كالسجدة والإنسان وأنه أقر صحابى على قراءة الإخلاص مع أى سورة أخرى مثل:
891 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ هُوَ ابْنُ هُرْمُزَ الْأَعْرَجُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ (ص) يَقْرَأُ فِي الْجُمُعَةِ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ الم تَنْزِيلُ السَّجْدَةَ وَهَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنْ الدَّهْرِ"رواه البخارى
741 - وقال عبيد الله عن ثابت عن انس كان رجل من الانصار يؤمهم في مسجد قباء وكان كلما افتتح سورة يقرأ بها لهم في الصلاة مما يقرأ به افتتح { قل هو الله أحد } . حتى يفرغ منه ثم يقرأ سورة أخرى معها وكان يصنع ذلك في كل ركعة فكلمه أصحابه فقالوا إنك تفتتح بهذه السورة ثم لا ترى أنها تجزئك حتى تقرأ بأخرى فأما أن تقرأ بها وأما أن تدعها وتقرأ بأخرى فقال ما أنا بتاركها إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلت وإن كرهتم تركتكم وكانوا يرون أنه من أفضلهم وكرهوا أن يؤمهم غيره فلما أتاهم النبي (ص)أخبروه الخبر فقال ( يافلان مايمنعك أن تفعل مايأمرك به أصحابك وما يحملك على لزوم هذة السورة في كل ركعة ) . فقال إني أحبها فقال ( حبك إياها ادخلك الجنة )رواه البخارى
والأدهى والأمر أن الصلاة كلها مبنية على قراءة الفاتحة وأى سورة غيرها دون اعتبار الترتيب فلو اعتبرنا الترتيب لوجب قراءة البقرة فقط فى كل الصلوات باعتبار ترتيبها خلف الفاتحة ومن ثم فالقائلون بالكراهة ليس لديهم أى دليل
ثم استعرض أدلة الأنواع الأخرى فقال
"الصورة الثانية تنكيس الآيات:
وهو أن يقرأ الآية الأخيرة ثم التي قبلها وهكذا صعودا، فهو أن يقرأ آية قبل الآية الأخرى والتي هي قبلها في ترتيب المصحف، فهذا مجمع على كراهيته، ما لم يخل بالمعنى، فإن أخل بالمعنى فإنه يحرم، وقد حرمه طائفة بعض أهل العلم؛ لأن ترتيب الآيات توقيفي، وهذا هو الأقرب إلى الصواب، وقيل، فهذا محرم، فإن تعمد ذلك بطلت الصلاة، وقال بعض العلماء يكره، قال في (بلغة السالك لأقرب المسالك: (وحرم تنكيس الآيات المتلاصقة في ركعة واحدة، وأبطل أي الصلاة لأنه ككلام الأجنبي، وقال ابن قاسم الحنبلي في حاشيته على الروض: وأما تنكيس الآيات فقال وغيره يحرم، لأن الآيات قد وضعها (ص)، ولما فيه من مخالفة النص وتغيير المعنى، وقال ترتيب الآيات واجب لأن ترتيبها بالنص إجماعا، وأما إن كان التنكيس بين الآيات عن غير عمد فالقول ببطلان الصلاة بعيد، لاسيما أن من العلماء من قال إن التنكيس بين الآيات مكروه وليس بمحرم، قال محمد العثيمين : قال القاضي عياض : ولا خلاف أن ترتيب آيات كل سورة بتوقيف من الله تعالى على ما هي عليه الآن في المصحف , وهكذا نقلته الأمة عن نبيها (ص)من شرح النووي (6/ 62)، وكذا قال ابن العربي كما في الفتح (2/ 257)، وقال ابن عثيمين: تنكيس الآيات أيضا محرم على القول الراجح؛ لأن ترتيب الآيات توقيفي، ومعنى توقيفي: أنه بأمر الرسول (ص)(الشرح الممتع 3/ 110)، وقال عبد المحسن العباد : إذا كان المقصود بالتنكيس تنكيس الآيات فهذا لا يجوز، بمعنى أنه تقرأ آية ثم تقرأ الآية التي قبلها فهذا لا يجوز؛ لأن قراءة الآيات لابد أن تكون على ترتيبها، تقرأ الآية ثم التي تليها، إذا: التنكيس فيما يتعلق بالآيات غير سائغ، ولا يجوز أن تقرأ آية ثم تقرأ الآية التي قبلها، وإنما يقرأ كل آية بعد التي قبلها 0
الصورة الثالثة تنكيس الكلمات
وهو قراءة الكلمة الأخيرة ثم التي قبلها وهكذا صعودا، وهذا متفق على تحريمه لأنه يخل بنظم القرآن، وتبطل الصلاة به وفاقا، سواء أكان عن عمد أم سهو، وفي شرح مسلم (2/ 395) قال القاضي عياض: وتأول نهي بعض السلف عن قراءة القرآن منكوسا على من يقرأ من آخر السورة إلى أولها، وقال الإمام النووي كما في التبيان في آداب حملة القرآن ص 52: وأما قراءة السورة من آخرها إلى أولها فممنوع منعا متأكدا فإنه يذهب بعض ضروب الإعجاز ويزيلحكمة ترتيب الآيات، وقال ابن مفلح: في الفروع (1/ 422): وتنكيس الكلمات محرم مبطل، وفي الروض المربع: ويحرم تنكيس الكلمات وتبطل به، قال محمد العثيمين : وهذا أيضا محرم بلا شك؛ لأنه إخراج لكلام الله عن الوجه الذي تكلم الله به (الشرح الممتع لابن عثيمين 3/ 110) 0
الصورة الرابعة تنكيس الحروف
قال ابن عثيمين في شرح الزاد: هذا لا شك في تحريمه وأن الصلاة تبطل به، لأنه أخرج القرآن عن الوجه الذي تكلم الله به، كما أن الغالب أن المعنى يختلف اختلافا كبيرا (الشرح الممتع لابن عثيمين 3/ 110) 0"

الصور الثلاثة للتنكيس محرمة باعتبارها تحريف للكلم عن مواضعه وهو ما عابه الله على الكتابيين فقال :
"يحرفون الكلم من بعد مواضعه"
النواع الثلاثة تردى إلى اختلاف المعنى كما أن بعض الآيات والجمل مرتبطة بما قبلها وما بعدها وهو ما يؤدى لتحريف المعانى وعدم فهم القارىء والله أوجب القراءة للفهم وهو التدبر كما قال تعالى "أفلا يتدبرون القرآن"
ثم استعرض الرجل حكم الصلوات التى أديت بالتنكيس فقال:
"حكم الصلاة التي قرئ فيها بالتنكيس
ذكر البخاري أن الأحنف قرأ بالكهف في الأولى وفي الثانية بيوسف؛ وذكر أنه صلى مع عمر الصبح بهما، وسئل الإمام أحمد عن ذلك فقال: لا بأس به، وقال النووي في شرحه لصحيح مسلم: والذي نقوله أن ترتيب السور ليس بواجب لا في الصلاة ولا في الدرس ولا في التلقين والتعليم وأنه لم يكن من النبي (ص)في ذلك نص ولا حد تحرم محالفته 0000 ولا خلاف أنه يجوز للمصلي أن يقرأ في الركعة الثانية سورة قبل التي قرأها في الأولى وإنما يكره ذلك في ركعة، وقال ابن حجر في الفتح: قال ابن بطال: لا نعلم أحدا قال بوجوب ترتيب السور في القراءة لا داخل الصلاة ولا خارجها، بل يجوز أن يقرأ الكهف قبل البقرة، والحج قبل الكهف، وقال أحمد الحجي الكردي الخبير في الموسوعة الفقهية، وعضو هيئة الإفتاء في دولة الكويت: مذهب الجمهور أن في القرآن الكريم يسن وقيل يجب قراءة السور في الصلاة الواحدة مرتبة كما هي في المصحف الكريم، وكرهوا للقارئ في الصلاة وخارج الصلاة في المجلس الواحد أن ينكس السور، كأن يقرأ (ألم نشرح) ثم يقرأ (والضحى)، فإن كان يجهل ترتيب السورة وحصل منه التكيس في القراءة بغير قصد، أو حصل منه سهوا، فلا شيء عليه إن شاء الله تعالى، ولا يلزمه سجود السهو لذلك في كل الأحوال، وفي كل الأحوال لا ينبه المأموم الإمام على ذلك وهو في داخل الصلاة، وفي موقع الإسلام ويب: إن كان التنكيس بين الآيات عن غير عمد فالقول ببطلان الصلاة بعيد، لاسيما أن من العلماء من قال إن التنكيس بين الآيات مكروه وليس بمحرم، وأما تنكيس الكلمات فمحرم بالإجماع وتبطل الصلاة به وفاقا، سواء أكان عن عمد أم سهو، قال في الروض: ويحرم تنكيس الكلمات وتبطل به، ومثله تنكيس الحروف، قال ابن عثيمين في شرح الزاد: هذا لا شك في تحريمه وأن الصلاة تبطل به، لأنه أخرج القرآن عن الوجه الذي تكلم الله به 0"

الصلوات التى فيها تنكيس للسور مقبولة عند الله إن شاء لعدم مخالفتها حكمه وأما الأنواع الأخرى من التنكيس فالصلوات التى صليت بها باطلة إلا أن يكون المنكس جاهلا بالحكم وعلى المنكس المتعمد للأنواع الثلاثة أن يستغفر الله لذنوبه فى تلك الصلوات
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس