عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 01-02-2021, 08:48 AM   #3
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,022
إفتراضي

«عن زيد بن أرقم، قال: کان رسول الله (ص) يشد علي بطنه الحجر من الغرث، فظل يوما صائما ليس عنده شيء، فأتي بيت فاطمة، والحسن والحسين يبکيان، فقال رسول الله (ص): يا فاطمة! أطعمي ابني. فقالت: ما في البيت إلا برکة رسول الله. فألعقهما رسول الله بريقه حتي شبعا وناما واقترض لرسول الله (ص) ثلاثة أقراص من شعير، فلما أفطر وضعاها بين يديه، فجاء سائل فقال: أطعموني مما رزقکم الله فقال رسول الله (ص): يا علي! قم فأعطه. قال: فأخذت قرصا فأعطيته ثم جاء ثان، فقال رسول الله (ص): قم يا علي! فأعطه؛ فقمت فأعطيته.وبات رسول الله طاويا وبتنا طاوين، فلما أصبحنا أصبحنا مجهودين، ونزلت هذه الآية: «ويطعمون الطعام علي حبه مسکينا ويتيما وأسيرا».ثم إن الحديث بطوله اختصرته في مواضع» أما الرواية عن ابن عباس، فهي المشهورة کما ذکرنا من قبل، ومن ذلک: وما رواه الحبري: «حدثنا حسن بن حسين، قال: حدثنا حبان، عن الکلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، في قوله:«ويطعمون الطعام علي حبه ... »: نزلت في علي بن أبي طالب أطعم عشاه وأفطر علي القراح». والواحدي: «قال عطاء: عن ابن عباس، وذلک أن علي بن أبي طالب آجر نفسه يسقي نخلا بشيء من شعير ليلة، حتي أصبح، فلما أصبح وقبض الشعير طحن ثلثه، فجعلوا منه شيئا ليأکلوه يقال له الحريرة، فلما تم إنضاجه أتي مسکين، فأخرجوا إليه الطعام، ثم عمل الثلث الثاني، فلما تم إنضاجه أتي يتيم فسألى فأطعموه، ثم عمل الثلث الباقي، فلما تم إنضاجه أتي أسير من المشرکين فسأل فأطعموه، وطووا يومهم ذلک.
وهذا قول الحسن وقتادة» وابن مردويه: «حدثني محمد بن أحمد بن سالم، حدثني إبراهيم بن أبي طالب النيسابوري، حدثني محمد بن النعمان بن شبل، حدثني يحيي بن أبي روق الهمداني، عن أبيه، عن الضحاک، عن ابن عباس ... » فذکر الحديث، وفيه نزول الآية في أهل البيت وأبو نعيم: «أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، أخبرنا بکر بن سهل الدمياطي، أخبرنا عبد الغني بن سعيد، عن موسي بن عبدالرحمن، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، في قوله تعالي «ويطعمون الطعام علي حبه» قال: وذلک أن علي بن أبي طالب آجر نفسه ليسقي نخلا بشيء من شعير ليلة، حتي أصبح وقبض الشعير طحن ثلثه، فجعلوا منه شيئا ليأکلوه يقال له الحريرة، فلما تم إنضاجه أتي مسکين فأخرجوا إليه الطعام، ثم عملا الثلث الثاني، فلما تم إنضاجه أتي يتيم، فسأل فأطعموه، ثم عملا الثلث الباقي، فلما تم إنضاجه أتي يتيم، فسأل فأطعموه، ثم عملا الثلث الباقي، فلما تم إنضاجه أتي أسير من المشرکين، فسأل فأطعموه. وطووا يومهم ذلک»
والحاکم الحسکاني .. رواه بأسانيد کثيرة «2» .. ذکرنا واحدا منها ومنها: قوله: «حدثني محمد بن أحمد بن علي الهمداني، حدثنا جعفر بن محمد العلوي، حدثنا محمد، عن محمد بن عبدالله بن عبيدالله، عن الکلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، في قوله تعالي «ويطعمون الطعام علي حبه» قال: نزلت في علي وفاطمة، أصبحا وعندهم ثلاثة أرغفة، فأطعموا مسکينا ويتيما وأسيرا، فباتوا جياعا، فنزلت فيهم هذه الآية» ومنها: الحديث بسند آخر، سنذکره فيما بعد إن شاء الله والبغوي: «أنبأنا أحمد بن إبراهيم الخوارزمي، أنبأنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، أنبأنا عبدالله بن حامد ... » إلي آخره کما سنذکره في الکلام حول أسانيد الثعلبي. وسبط ابن الجوزي: «أنبأنا أبو المجد محمد بن أبي المکارم القزويني- بدمشق سنة 642 - قال: أنبأنا أبو منصور محمد بن أسعد بن محمد العطاري، أنبأنا الحسين بن مسعود البغوي ... » إلي آخره کا تقدم. وابن المغازلي الواسطي: «أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد البيع، أخبرنا أبو عبدالله أحمد بن محمد بن عبدالله بن خالد الکاتب، حدثنا أحمد بن جعفر بن محمد بن سلم الختلي، حدثني عمر ابن أحمد، قال: قرأت علي أمي فاطمة بنت محمد بن شعيب بن أبي مدين الزيات، قالت: سمعت أباک أحمد بن روح يقول:حدثني موسيس بن بهلول، حدثنا محمد بن مروان، عن ليث بن أبي سليم، عن طاووس في هذه الآية «ويطعمون الطعام ... »: نزلت في علي بن أبي طالب، وذلک أنهم صاموا وفاطمة وخادمتهم، فلما کان عند الإفطار- وکانت عندهم ثلاثة أرغفة- قال: فجلسوا ليأکلوا، فأتاهم سائل فقال: أطعموني فإني مسکين، فقام علي فأعطاه رغيفه، ثم جاء سائل فقال: أطعموا اليتيم، فأعطته فاطمة الرغيف، ثم جاء سائل فقال: أطعموا الأسير، فقامت الخادمة فأعطته الرغيف.
وباتوا ليلتهم طاوين، فشکر الله لهم، فأنزل فيهم هذه الآيات»
والحمويني، رواه بأسانيد له عن عبدالله بن عبدالوهاب الخوارزمي، بسنده عن القاسم بن بهرام، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس ... بطوله، المشتمل علي الأشعار ...
وأبو عبدالله الکنجي، رواه بإسناده الآتي ذکره، عن الأصبغ، باللفظ المشتمل علي الأشعار کذلک وستأتي في غضون البحث أسانيد أخري
من کلمات العلماء حول الحديث: ... ص: 28

ثم إن غير واحد من العلماء يصرحون بشهرة هذا الخبر، وينسبون روايته إلي عموم المفسرين:
وقال القرطبي: «وقال أهل التفسير: نزلت في علي وفاطمة وجارية لهما اسمها فضة» وقال سبط ابن الجوزي «قال علماء التأويل: فيهمنزل ... » وقال الآلوسي: «والخبر مشهور».بل لم يذکر بعضهم قولا غيره، کالنسفي، قال- بعد الآيات، حتي «ولقاهم نضرة وسرورا وجزاهم بما صبروا»
-: «نزلت في علي وفاطمة وفضة جارية لهما، لما مرض الحسن والحسين نذروا صوم ثلاثة أيام، فاستقرض علي من يهودي ثلاثة أصوع من الشعير، فطحنته فاطمة کل يوم صاعا وخبزت، فآثروا بذلک ثلاث عشايا علي أنفسهم مسکينا ويتيما وأسيرا، ولم يذوقوا إلا الماء في وقت الإفطار» "

الروايات التى ذكرها فيها تناقضات عدة هى :
الأول نوعية الطعام فمرة أقراص كما فى القول "واقترض لرسول الله (ص) ثلاثة أقراص من شعير "ومرة حريرة كما فى القول" فجعلوا منه شيئا ليأکلوه يقال له الحريرة " ومرة أرغفة كما فى القول" أصبحا وعندهم ثلاثة أرغفة"والقول" وکانت عندهم ثلاثة أرغفة"
الثانى المقترض فمرات على كما فى القول " فاستقرض أمير المؤمنين ثلاثة أصوع من شعير "ومرة رسول الله(ص) كما فى القول "واقترض لرسول الله (ص) ثلاثة أقراص من شعير"
الثالث عدد الأقراص فمرة خمسة كما فى القول" فخبزته خمسة أقراص" ومرة ثلاثة كما فى القول " وکانت عندهم ثلاثة أرغفة"
الرابع التناقض بين كون الشعير قرض فى قولهم" فاستقرض أمير المؤمنين ثلاثة أصوع من شعير" وبين كونه ليس قرض وإنما أجر على عمل فى النحل كما فى قولهم" آجر نفسه يسقي نخلا بشيء من شعير ليلة، حتي أصبح، فلما أصبح وقبض الشعير"
الخامس الشىء المقترض فمرة أقراص كما بالقول" واقترض لرسول الله (ص) ثلاثة أقراص من شعير "ومرة أصوع كما فى القول " فاستقرض علي من يهودي ثلاثة أصوع من الشعير"
السادس الطاحن فمرة فاطمة هى من طحنت كما فى القول "وطحنت فاطمة منها صاعا "ومرة على من طحن كما فى القول" فلما أصبح وقبض الشعير طحن ثلثه"
السابع من أعطوا الثلاثة فمرة النبى(ص) هو من أمر على بالإعطاء كما فى القول "فقال رسول الله (ص): يا علي! قم فأعطه. قال: فأخذت قرصا فأعطيته"ومرة تبرع الخمسة من انفسهم كما فى القول" فأعطاه کل منهم قوته، ومکثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا شيئا"
الثامن على وفاطمة وفضة هم من نذروا من انفسهم النذر كما فى القول " فنذر علي صوم ثلاثة أيام، وکذا فاطمة الطاهرة، وخادمتهم فضة، لئن برئا "ومرة الرسول(ص) هو من امرهم بالنذر كما فى القول" لما مرض الحسن والحسين عادهما رسول الله (ص) فقال لي: يا أبا الحسن لو نذرت علي ولديک لله نذرا"
وهناك أخطاء فى الروايات كإطعام الرسول(ص) الطفلين بلعابه وهو كلام جنونى خاصة أن حالة الجوع كانت فى أول الهجرة وليس فى سنة خمسة هجرية أو بعدها
ومن كل هذه التناقضات يتبين عدم صحة الحادثة برمتها لعدم اتحاد الروايات
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس