وقد بعثه الله تعالى على رأس أربعين سنة، فدعا الناس إلى الإخلاص، وترك عبادة ما سوى الله نحوا من عشر سنين، ثم عرج به إلى السماء وفرض عليه الصلوات الخمس من غير واسطة بينه وبين الله تعالى في ذلك، ثم أمر بعد ذلك بالهجرة فهاجر إلى المدينة، وأمر بالجهاد، فجاهد في الله حق جهاده نحوا من عشر سنين حتى دخل الناس في دين الله أفواجا، فلما تمت ثلاث وستون سنة – والحمد لله – تم الدين وبلغ البلاغ من إخبار الله تعالى له بقبضه صلوات الله عليه وسلم
وأول الرسل نوح عليه السلام، وآخرهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم مما قال تعالى: {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده} [النساء:163]
وقال تعالى: { وما محمد إلا رسول } [آل عمران:144]
وقال تعالى: { ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما } [الأحزاب:40]
وأفضل الرسل: نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وأفضل البشر بعد الأنبياء صلى الله عليهم وسلم: أبو بكر رضي الله عنه ، وعمر رضي الله عنه، وعثمان رضي الله عنه، وعلي رضي الله عنه ورضي الله عنهم أجمعين
وخير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وعيسى - صلى الله عليه وسلم - ينزل من السماء ويقتل الدجال"
كلام لن يستفيد منه الطفل فى الدين من خلال معرفة سلسلة النسب وعدد سنوات الدعوة وعدد سنوات حياة النبى(ص) فكما قلنا الأطفال يستفيدون من الأحكام العملية فى حياتهم ولم يستفيدوا شىء من تلك المعرفة فتلك المعلومات لا تعرف الطفل او حراما
كما أن العديد مما ذكره يخالف القرآن كتفضيل النبى(ص) على بقية الأنبياء(ص) حيث علمنا الله أن المؤمنون لا يفرقون بين الرسل (ص) فى شىء بقوله على لسانهم " لا نفرق بين أحد من رسله"
وكذلك الأمر فى أفضلية أبو بكر وعمر وعثمان وعلى فالمؤمنون فى عهد النبى (ص) كلهم رضى الله عنهم وجعلهم قسمين المجاهدون قبل فتح مكة فهم الفضل الذين يتولون المناصب بينما من المجاهدون بعد الفتح لا يتولون تلك المناصب حتى يموت كلب المجاهدين قبل الفتح ولم يحدد الله أسماء أحد منهم ومن ثم فالله وحده هو ألعلم كما قال تعالى :
"فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى"
والنبى (ص) لن يخالف هذا الأمر الإلهى فيقول أنه خير الرسل أو الأنبياء فى الروايات كما أنه تروى عنه روايات أخرى تناقض تلك العقيدة الفاسدة مثل "لا ينبغى لأحد ان يقول أنه خير من يونس بن متى" وهو فى البخارى ومسلم وغيرهم
وكما سبق القول الواجب هو :
تعليم الأطفال بنين وبنات الأحكام العملية التى يحتاجونها فى حياتهم استغلال قوة حفظ الأطفال فى حفظ بعض أو كل القرآن
وأما تعليمهم العقيدة بالتحفيظ فهو أمر محال فالعقيدة تتكون بالتفكير التدريجى فحتى لو ضربنا بعض الأمثلة المادية لتعريف الطفل بالله من الممكن فمثلا:
إذا قلنا إن الله كان قبل كل شىء مثل أن كل ابن له أب قبله جاء منه فسينتهى إلى السؤال ومن كان قبل الله أو من خلق الله أو من أبوه
ومثلا إذا قلنا له إن الله لا يرى كالكهرباء ولكن آثاره ترى كما ترى آثار الكهرباء فى المصباح سيقول لنا أقوال مثل الهواء لا يرى أو الكلام لا يرى ومن ثم لن نصل معه إلى حل لأن هذا الكلام قد يقوده إلى إنكار وجود الله لأننا نشبه فيه الله بالخلق مخالفين قوله تعالى "ليس كمثله شىء"
|