عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 13-08-2017, 05:17 PM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,031
إفتراضي

خلق الليل للسكن :
وضح الله أنه جعل لهم الليل ليسكنوا فيه والمراد خلق لهم الليل ليرتاحوا فيه وخلق النهار مبصرا أى منيرا ليعملوا فيه وفى هذا قال تعالى بسورة يونس :
"هو الذى جعل لكم الليل لتسكنوا فيه"
السكن فى الليل رحمة :
وضح الله للخلق أن من رحمته وهى نفعه لهم أن جعل أى خلق لهم الليل ليسكنوا فيه والمراد ليرتاحوا فيه وخلق النهار ليبتغوا من فضله وفى هذا قال تعالى بسورة القصص:
"ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه"
سبب خلق الليل للناس :
بين الله للخلق أنه هو الذى جعل لهم الليل والمراد الذى خلق لكم الليل لتسكنوا فيه أى السبب لتناموا أى لترتاحوا فيه والنهار مبصرا أى معاشا وفى هذا قال تعالى بسورة غافر :
الله الذى جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا"
الليل للسكن :
طلب الله من رسوله (ص)أن يسأل الخلق أرأيتم والمراد أعلمونى إن جعل أى خلق الله لكم النهار سرمدا أى مستمرا من إله غير الله يأتيكم بليل أى يجيئكم بظلام تسكنون أى تنامون أى ترتاحون فيه ؟أفلا تبصرون أى أفلا تعقلون والغرض من الأسئلة هو إخبار الناس أن الله وحده هو القادر على إظلام النهار إذا أصبح سرمدا أى مستمرا حتى يوم القيامة وأما غيره فلا يقدرون على هذا إذا أراد الله أن يكون النهار دائما وعليه فالله وحده هو القادر على إظلام النهار حتى يسكن أى يرتاح الناس وإن الواجب عليهم هو البصر أى فهم هذا الأمر ليطيعوا دين الله ويتركوا طاعة الأديان سواه وفى هذا قال تعالى بسورة القصص :
"قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون" .
السكن للزوجات :
وضح الله للخلق أن من آياته وهى براهينه على وجوب عبادته وحده أنه خلق من أنفس الناس أزواجا والمراد أنشأ للناس من بعضهم زوجات أى إناث والسبب فى خلقهن أن يسكنوا إليها أى يستريحوا معهن وفى هذا قال تعالى بسورة الروم :
ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها"
سكن الزوج للزوجة :
وضح الله أنه هو الذى خلقنا من نفس واحدة والمراد أبدع الناس من إنسان واحد هو آدم(ص)وجعل منها زوجها والمراد وخلق من جسم آدم (ص)امرأته والسبب ليسكن إليها والمراد ليستلذ معها، وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف :
هو الذى خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها"
وجوب اسكان المطلقات :
طلب الله من المطلقين أن يسكنوا المطلقات حيث سكنوا والمراد أن يجعلوهن يقمن حيث أقاموا وينفقوا عليهن وذلك من وجد وهو مال الرجال وفى هذا قال تعالى بسورة الطلاق :
"اسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم"
إبراهيم (ص) يسكن ذريته الوادى :
وضح الله أن إبراهيم (ص)قال ربنا إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم والمراد إلهنا إنى جعلت من أولادى فى مكان غير ذى نبات لدى مسجدك العتيق وهذا يعنى أنه جعل إسماعيل(ص)يقيم فى مكة التى لم يكن فيها أى زرع فى ذلك الوقت وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة :
"ربنا إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم"
إسكان الماء فى الأرض :
وضح الله للخلق أنه أنزل من السماء وهى السحاب ماء أى مطر فأسكنه أى فسلكه ينابيع فى الأرض وهذا يعنى أن الله حفظ الماء فى مجارى المياه فى اليابس وهو على ذهاب به قادر والمراد وهو لإفناء الماء مريد فاعل إن أراد وفى هذا قال تعالى بسورة المؤمنون :
"وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه فى الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون" .
مساكن النمل :
وضح الله أن سليمان (ص)حشر له جنوده والمراد تجمع عنده عسكره من الجن والإنس وهم البشر والطير وهذا يعنى تكون الجيش من جن وبشر وطير وهم يوزعون أى يسيرون حسب الأمر من سليمان(ص)حتى إذا أتوا على واد النمل والمراد حتى وصلوا لمكان وجود النمل فقالت نملة لما شاهدتهم من مسافة بعيدة بالنسبة لها يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم أى احتموا فى بيوتكم لا يحطمنكم أى حتى لا يهلككم سليمان(ص)وجنوده وهم عسكره وهم لا يشعرون أى وهم لا يعلمون وفى هذا قال تعالى بسورة النمل :
"وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون"
إسكان الريح :
وضح الله للخلق أن من آياته وهى براهينه الدالة على قدرته الجوار فى البحر كالأعلام والمراد السائرات فى المياه كالرايات وهو إن يشأ يسكن الريح والمراد وهو إن يرد يوقف الهواء المتحرك فيظللن رواكد على ظهره أى فيقفن ثابتات على سطحه وهذا يعنى أنه إذا أراد إيقاف السفن عن الحركة فإنه يأمر الهواء المتحرك بالسكون وفى هذا قال تعالى بسورة الشورى :
"ومن آياته الجوار فى البحر كالأعلام إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره"
الصلاة سكن للمتصدقين :
طلب الله من رسوله (ص)أن يأخذ من أموالهم المعترفين صدقة والمراد أن يقبل من أملاكهم نفقة مالية والسبب تطهرهم وفسرها بأنها تزكيهم بها أى تقبلهم بها إخوان للمسلمين ويطلب منه أن يصل عليهم والمراد أن يستغفر لهم الله والسبب أن صلاته سكن لهم أى أن دعوته راحة لهم والمراد رحمة لهم تطمئن بها قلوبهم وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة :
"خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم"
الله جاعل الليل سكنا:
وضح الله للخلق أنه فالق الإصباح والمراد خالق النهار وجعل الليل سكنا أى وخلق الليل راحة أى لباسا مصداق لقوله بسورة الفرقان"وهو الذى جعل لكم الليل لباسا" وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام :
"فالق الإصباح وجعل الليل سكنا"
الله لم يجعل الظل ساكنا :
سأل الله رسوله (ص)ألم تر إلى ربك والمراد ألم تعلم بخالقك كيف مد الظل أى كيف بسط خيال الشىء ولو شاء لجعله ساكنا والمراد ولو أراد لأبقاه ثابتا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا والمراد ثم خلقنا الشمس عليه برهانا ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا أى قصرناه لنا تقصيرا هينا ؟والغرض من السؤال هو إخبار النبى (ص)أن الله أطال خيال الشىء ثم جعل ضوء الشمس دليل أى برهان على وجود الخيال وعلى ذلك لو أحب الله لجعل الظل ساكنا أى ثابتا لا يتحرك ولكنه لم يرد الثبات وإنما أراد له الحركة وفى هذا قال تعالى بسورة الفرقان :
"ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا ثم قبضناه قبضا يسيرا " .
سبب إنزال السكينة :
وضح الله أن الله هو الذى أنزل السكينة فى قلوب المؤمنين والمراد الذى وضع الأمن فى نفوس المصدقين بالماء وهو الوحى والسبب ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم والمراد ليستمروا فى تصديق بعد تصديق أى يطهروا أى يذهب عنهم رجز الشيطان أى يربط على قلوبهم أى يثبت أقدامهم وفى هذا قال تعالى بسورة الفتح :
هو الذى أنزل السكينة فى قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم"
إنزال السكينة على المؤمنين تحت الشجرة :
وضح الله لنبيه (ص)أنه رضى عن المؤمنين إذ يبايعونه تحت الشجرة والمراد أنه قبل من المصدقين بحكمه عهدهم إذا يعاهدونه على القتال أسفل الشجرة التى كان موجودا تحتها وقد علم ما فى قلوبهم والمراد وقد عرف الله الذى فى نفوسهم ولذا أنزل السكينة عليهم والمراد وضع الطمأنينة فى قلوبهم بذكرهم لله وفى هذا قال تعالى بسورة الفتح :
"لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما فى قلوبهم فأنزل السكينة عليهم"
السكينة فى التابوت :
وضح الله أن نبى القوم (ص)قال لهم إن آية ملك طالوت(ص)والمراد إن علامة بداية حكم طالوت(ص)هى أن يأتيكم التابوت أى أن يجيئكم الصندوق وهو صندوق كانت به التوراة المنزلة فيه سكينة من ربكم أى وحى من إلهكم هو التوراة وبقية مما ترك آل موسى(ص)وآل هارون(ص)والمراد وبعض من الذى ترك أهل موسى(ص) وأهل هارون (ص) وهذا التابوت تحمله الملائكة والمراد ترفعه الملائكة على أيديها وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة :

"وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة"
السكينة تنزل على النبى(ص) والمؤمنين :
وضح الله أن الذين كفروا جعلوا فى قلوبهم الحمية حمية الجاهلية والمراد أن الذين كذبوا حكم الله أشعلوا فى أنفسهم الثورة ثورة الكفر أى جعلوا أنفسهم تغضب لدين الكفر فأرادوا الحرب فى مكة فأنزل الله سكينته على رسوله والمؤمنين والمراد وضع طمأنينة وهى طاعة حكم الله فى قلب النبى (ص)والمصدقين بحكمه وفسر هذا بقوله ألزمهم كلمة التقوى أى أوجب عليهم حكم الطاعة والمراد فرض عليهم اتباع حكم عدم القتال فى مكة وكانوا أحق بها والمراد وكانوا أولى بطاعة حكم الله وفسر هذا بأنهم أهلها أى المؤمنون أصحاب طاعة حكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة الفتح :
"إذ جعل الذين كفروا فى قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهله"
السكينة تنزل على الرسول (ص) والمسلمين
وضح الله أن الله أنزل سكينته على رسوله وعلى المؤمنين والمراد أن الرب أوحى إلى نبيه (ص)والمصدقين بحكمه وحيا يخبرهم بوجوب الثبات وأنهم منتصرون وأنزل جنودا لم تروها والمراد وأرسل عسكرا لم تشاهدوها وهذا يعنى أنه بعث الملائكة يحاربون الكفار حيث عذب الذين كفروا أى حيث هزم أى أذل الذين كذبوا حكمه وذلك وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة :
"ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا"
السكينة تنزل فى الغار على النبى(ص):
وضح الله للمؤمنين إلا تنصروه والمراد إن لم تؤيدوا النبى (ص)فقد نصره أى فقد أيده الله بقوته إذ أخرجه الذين كفروا ثانى اثنين إذ هما فى الغار والمراد وقت طارده الذين كذبوا ثانى فردين وقت هما فى الكهف إذ يقول لصاحبه والمراد وقت يقول لصديقه:لا تحزن أى لا تخف من أذى الكفار إن الله معنا والمراد إن الرب ناصرنا على الكفار وهذا يعنى أن الصاحب كان خائفا من أذى الكفار فأنزل الله سكينته عليه والمراد فأوحى الرب خبره له المطمئن لهما وأيده بجنود لم تروها والمراد ونصره بعسكر لم تشاهدوها وهذا يعنى أن الله صرف الكفار عن الغار بوسائل غير مرئية لأحد من البشر وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة:
"إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثانى اثنين إذ هما فى الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها"
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس