عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 25-05-2014, 08:54 AM   #2
اقبـال
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2009
المشاركات: 3,420
إفتراضي

10 – ايران في هذا السياق هي الحادلة التي تجرف كل ما ارتفع عن الارض العربية من بشر وعمارة وتمهد الطريق للاخرين من شركاءها في العملية الاستعمارية مقابل ثمن واضح وهو تقديم بعض الاقطار العربية لايران بما في ذلك بعض ثرواتها . ولهذا فان الصراع بهذا التحديد التاريخي والواقعي ليس صراعا طائفيا في اصله بل هو صراع استعماري هدفه نهب ثروات العرب والانتقام منهم من قبل ايران واسرائيل .

11 – نفذت خطة ممارسة اكثر اشكال الوحشية والعنف تطرفا في التعامل مع ابناء الطائفتين وصار القتل والتشريد والتعذيب البشع اهم اساليب المتطرفين من الطائفتين ! كان هدف هذه الخطة ايصال الانسان العربي الى مرحلة يكفر فيها بكل القيم الدينية والوطنية ويتحول الى حيوان يسعى للعيش فقط تحت اي ظرف او بيئة ومهما كانت منافية للاخلاق والقيم الاخلاقية والوطنية . فماذا حصل ؟

12 – ظهرت دعوات – وان كانت قليلة وضعيفة جدا - للتخلي عن الوطن العراقي وقبول تقسيمه للتخلص من عذابات الابادة الطائفية وذهب بعض اليائسين ، وربما بعضهم عملاء المخابرات ، الى شتم الشعب العراقي والتبرؤ منه نتيجة ما يقع من جرائم خصوصا بعد اعلان نتائج الانتخابات الاخيرة ، وهذه حالة خطيرة لانها هي المطلوبة اصلا ، فلكي تقسم قطرا عربيا عليك ان تجعل مواطنية يكفرون بكل القيم الوطنية ويتبرأون من الوطن والهوية الوطنية وعندما يصلون لهذه المرحلة يكون امامهم خياران لا غير اما الهجرة او التقسيم . وهذه النتيجة هي ما عملت وتعمل امريكا واسرائيل وايران على تحقيقها منذ عقود .

13 – ولكي تغلف عملية التقسيم وازالة الهوية الوطنية كان لابد من ترويج فكرتين مضللتين صاغتهما اصلا عقول صهيونية وهما الفكرة الاولى ان الوطنية مناقضة للدين وهي نتاج فكر غربي صليبي وهذا ما روجته قوى اسلاموية مبكرا ومهد لقبول تقسيم الوطن فاي وطن يدافع عنه وهو بنظر البعض نتاج فكر صليبي ؟ اما الفكرة الثانية فهي المطالبة باقليم طائفي للتخلص من العنف المتطرف ، البعض قالها صراحة نحن لا نريد عراقا فيه موت دائم .

اما البعض الاخر الاكثر حذرا وتدريبا مخابراتيا فقد قال بان الاقليم السني ليس هدفه تقسيم العراق وانما حماية اهل السنة والجماعة من الابادة ، وهذا الطرح وصفناه بالمخابراتي ونقصد منظرية وليس الناس البسطاء الذيم يدعون اليه لان منظريه تابعون للمخابرات الامريكية والاسرائيلية او البريطانية خصوصا وان ابرزهم يقيمون حيث توجد اكبر محطة مخابرات امريكية واكبر محطة مخابرات اسرائيلية ومنهما يتلقون دعمهم وما يجب عليهم فعله وقوله لترويج مطلب الاقليم السني . ولكي تكون الصورة اوضح لابد من التذكير بما يلي :

أ – ان الاقليم السني حتى لو قام فانه لن يستطيع حماية السنة ابدا لان دستور الاحتلال يعطي الحكومة في بغداد صلاحيات التدخل المباشر في كل الاقاليم الطائفية ومن ثم فان الحماية المطلوبة غير ممكنة . ومن يتذرع باقليم كردستان عليه ان يعرف بان دستور الاحتلال ذاته منح ذلك الاقليم حقوقا تصل للاستقلال الفعلي بينما حرمت بقية الاقاليم من تلك الحقوق واعطيت حقوقا ادارية صرفة .

ب – ان الاقليم السني سيقع تحت سيطرة نفس الاشخاص الذين ساهموا بغزو العراق وايصاله الى ما نحن عليه ولذلك فانهم عاجزون عن حل المشاكل بسبب فسادهم وتخلفهم وتبعيتهم لاجهزة هي التي تقرر خياراتهم .

ج – ما ان يقوم الاقليم السني حتى تبدأ عجلة الانفصال بالدوران بقوة ، فالظلم سوف يتعاظم ضد اهله والحصار سوف يفرض وستقف امريكا وايران واسرائيل ومن معهما من الحكومات العربية مع الانفصال عن العراق وتاسيس دولة سنية بصفته الخيار الوحيد المتاح للتخلص من الاضطهاد ، وهكذا سوف يجد الصادقون من دعاة الاقليم انفسهم امام واقع اما ان يقبلوه او يذبحوا من الوريد الى الوريد على يد اقرب الناس لهم .

ماذا نسمي هذه النتائج ؟ انها عبارة عن تطبيق حرفي لمخطط الاحتلال القائم على انهاء الكيان الوطني العراقي بتقسيمه الى اقاليم اولا، ثم الى دويلات مستقلة ثانيا وجعل الصلة بين تلك الدول صلة عداء دائم ثالثا . فهل يفهم دعاة الاقليم السني هذه الحقائق ؟

14 – اذن كيف نرد على هذا المخطط الجهنمي ؟ الرد الوحيد هو الخيار التحرري فكما بدأت الفتن الطائفية بابعاد الخيار التحرري الوطني واحلت محله الحروب الطائفية يجب اعادة كل شيء الى اصوله ، فنحن لسنا بصدد اخذ حقنا من سني او شيعي بل نحن بصدد اخذ حقوقنا من امريكا واسرائيل وايران ، ولهذا لابد من اعادة النظر والاقتناع بان الانقاذ لا يتحقق الا بالتمسك بالعراق الواحد الضامن لحقوق كافة مواطنيه ومن كافة الاديان والطوائف والاثنيات والقوميات .

لن نستطيع انهاء المعاناة ابدا الا بالخيار الوطني مادام الخيار الطائفي قائما على جوهر واحد الحروب الطائفية ، فحتى لو قام اقليم سني فانه سيواجه اقليما شيعيا مدعوما من ايران وامريكا وستتواصل الماساة العراقية والعربية الى ما لانهاية . اذا لم نخرج من لعبة حروب الطوائف فسنبقى وقودا لها تحرق اطفالنا وشبابنا وتشرد ملاييننا وتهدم كل ما بنيناه خلال قرون وعقود ، الخروج من مستنقع الطائفية هو الحل الوحيد ولذلك يجب ان تتوجه بنادقنا الى ايران المصدر الاساس لقوة الطائفية ، وعندما تدحر ايران فان امريكا واسرائيل ستجردان من مصدر قوتهما الاساس .

هذا ما يجب الانتباه اليه الان وليس غدا اذا كان اللاعب مع القرش يريد ان يحتفظ برأسه فوق كتفيه ، لان سمكة القرش (الامريكية والايرانية ) مصممة لقضم رؤوس البشر وليس العكس !
اقبـال غير متصل   الرد مع إقتباس