عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 24-05-2013, 01:44 PM   #3
اقبـال
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2009
المشاركات: 3,420
إفتراضي

● كيف تفسرون الوجود الإيراني في العراق؟ وهل يعتبر تهديداً للأمن القومي العربي؟ وإذا ما عاد العراق إلى سابق عهده هل سيجنب العرب ودول الخليج خطر إيران؟

المجاهد عزة إبراهيم : أيها الأخ.. انك تعلم والأمة كلها تعلم اليوم أن الذي غزى العراق هي قوى التحالف الامبريالي الصهيوني الفارسي ألصفوي هذا الحلف الثلاثي الشرير.. كان هدفهم الحقيقي ولا زال هو تدمير قاعدة التحرر والتقدم الوحيدة في الأمة التي أصبحت مناراً يضيء الطريق لمسيرة الأمة في كفاحها التحرري الوحدوي التقدمي،وأصبح يستهوي كل شعوب العالم الثالث المتطلعة إلى التحرر والاستقلال والبناء والتقدم.. وكان هدفهم ولا يزال هو تدمير السد العظيم الذي كان يقف شامخاً أمام الغزاة على مر تاريخ الأمة الطويل وهو الذي تصدى لآخر غزو فارسي صفوي للأمة وحطم أول شعار رفعه الخميني وثورته الهوجاء هو الذهاب إلى مكة عن طريق كربلاء والنجف والذهاب إلى إسرائيل عن طريق بغداد.



لقد كان الغزو ألصفوي الفارسي للعراق اخطر بكثير من الغزو الامبريالي الاستعماري لو انه حقق أهدافه واجتاح العراق لا سمح الله، ولكن العراق بقيادته وجيشه العظيم وشعبه المجيد وبمساندة الأمة الواسعة وعلى الصعيدين الرسمي والشعبي قد حطم ذلك الغزو ألصفوي.. هكذا التقت أهداف إيران الصفوية الستراتيجية والعقائدية مع الأهداف الستراتيجية الامبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية لإنهاء أي أمل فيه لنهوض الأمة وينتفض شعبها لتحقيق أهدافها الكبرى في التحرر والتوحد والتقدم والتحضر..



ولذلك قد رأيتم عندما انتصر شعب العراق ومقاومته الباسلة على قوى الغزو والعدوان كيف سلمت أمريكا العراق إلى إيران قبل هروبها حيث أعطته إلى زمره من عملائها وأذنابها لكي يستمر القتل والتشريد والتدمير للعراق وشعبه ولكي تأخذ إيران حريتها في التمدد ألصفوي في الأمة لمزيد من إضعافها وشرذمتها وإذلالها وخاصة في الخليج العربي وفي مناطق أخرى من الوطن مثل سوريا ولبنان واليمن ونساءل الله العلي القدير أن يحمي مصر العروبة من أن تدنس أرضها وتاريخها وهوائها ومائها بقذارة الفرس الصفويين.



أؤكد إني اقصد الصفويين أعداء العراق والأمة ولا اقصد الفرس الذين يحترمون الأمة ويدينون لشعبها في إيصال الرسالة الخالدة إلى بلادهم فأنقذتهم من ظلمات عباده النار والأوثان إلى عبادة رب العباد.. المطلوب اليوم من الأمة وعلى المستويين الرسمي والشعبي وقفه تاريخية كالتي وقفت مع العراق أبان الغزو الفارسي لتحشيد كل طاقاتها المادية والمعنوية مع شعب العراق ومقاومته الباسلة كما فعلت في الثمانينات لسحق الوجود ألصفوي في العراق قبل أن يستفحل وينفلت فلا تنفع يومئذ لومة لائم ولا أسف متأسف فيجتاح الأمة من مشرقها إلى مغربها فلا طريق للخلاص إلا بالوقوف صفاً واحداً وبقوة إلى جانب شعب العراق ومقاومته وقواه الوطنية والقومية والإسلامية.



● كيف تقيمون الأوضاع في الوطن العربي ومن المستفيد من حمامات الدم التي نراها هنا وهناك؟

المجاهد عزة إبراهيم : ارجوا أن يعلم أحرار العراق اولاً ومقاومته الباسلة التي ركعت القطب الأوحد في عالم اليوم المنفلت الطاغي والمتجبر وحطمت قوته القوية قواته المسلحة واقتصاده شرياني الحياة لأمريكا الامبريالية الاستعمارية المتجبرة المتغطرسة ووضعتها في حال من الضعف والوهن والتقهقر لا تحسد عليه..



ارجوا أن يعلم هؤلاء الرجال الأبطال في شعب العراق وفي بعث العراق وفي مقاومته الوطنية والقومية والإسلامية أن ما حصل في وطننا الكبير من انتفاضات وثورات شعبية في تونس ومصر واليمن وسوريا هو بفعل الحافز الذي أفرزته مقاومة شعب العراق وثورته بوجه الغزاة الطغاة البغاة فكسر حاجز الخوف وجداره الذي بنته أجهزة القمع الدكتاتورية العميلة في وطننا الكبير، فالثورة أو الانتفاضة بوجه حسني مبارك أو ابن علي أو النظام ألصفوي في سوريا هو أسهل بكثير من الانتصار على الامبريالية وحلفها الدولي الشرير فهب شعبنا العربي في مصر العروبة وفي تونس وفي سوريا وستتسع ثورته لتشمل الوطن الكبير من مشرقه إلى مغربه مستمداً الإيمان والهمة والتضحية من الذي أداه العراقيون لانتصارهم وتحريرهم بلدهم..



مليوني شهيد قدم شعب العراق منهم مئة وخمسون ألف شهيد قدمهم حزب البعث العربي الاشتراكي وكما ذكرت آنفا نقيمها إنها انتفاضة شعبية عارمة عبرت فيها جماهير الأمة عن وجودها وعن حقها في الوجود وحقها في الحرية والتطور والتقدم حقها في تحرير الوطن وبناء المستقبل ولكن مع الأسف لم تحقق أهدافها إلى اليوم.. اقصد أهدافها في التحرير والتحرر والاستقلال والبناء وتحقيق العدالة الاجتماعية والحياة الكريمة التي تليق بالأمة وشعبها.. وذلك بسبب اولاً غياب القيادات الثورية الواعية الراشدة ذات الخبرة والتجربة ثم تدخل القوى الأجنبية الامبريالية والاستعمار والصهيونية والصفوية الفارسية المتربصة بأمتنا وشعبها فاحتوتها وكادت تقزمها بل قزمت بعضها حتى حصل تراجع لبعضها بدل التقدم الدائم والمتصاعد... وإننا نحذر إخواننا وأشقائنا ورفاقنا في الانتفاضة العربية أن لا يمدوا يداً للقوى الاستعمارية المعادية للأمة وتاريخها وتطلعها مهما جار عليها الجائرون من حكام خونة وعملاء كما يحصل اليوم في سوريا الشقيقة من قتل وتدمير وتخريب وتهجير وتشريد، وان يكون الاعتماد على الله القوي العزيز اولاً ثم على جماهير الأمة وشعبها الأبي صانع التاريخ وباني الحضارات الإنسانية.



مرة أخرى احيي الأعلام المصري صاحب التاريخ العريق والباع الطويل في الدفاع عن الأمة ومصالحها الحيوية وبشكل خاص جريدتي الجمهورية والأهرام... وأشكركم آملين أن تتواصلوا مع مسيرتنا الجهادية حتى تحرير العراق وإعادته إلى حضن أمته كما كان طليعة لمسيرتها..



تحياتي من خلالكم مرة أخرى لشعب مصر الكنانة ونسال الله وندعوه أن يجنب مصر وشعبها كل سوء ومكروه وما يحاك لها من دسائس ومؤامرات.

جريدة الجمهورية القاهرية 24/5/2013
اقبـال غير متصل   الرد مع إقتباس