عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 11-08-2012, 02:06 PM   #3
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

تعتبر أفغانستان من المناطق التي تنتج ما لا يقل عن 75% من إجمالي الإنتاج العالمي من المخدرات، وكانت تهرب عبر إيران وباكستان والجمهوريات الإسلامية الوسطى، وتهرب إلى أوروبا وأمريكا عبر تجار المافيا في روسيا، حتى بات الطريق الذي يوصل أفغانستان بالجمهوريات الإسلامية الوسطى وروسيا يوصف بطريق الخشخاش والأفيون.

الأمم المتحدة من جهتها صرفت مئات الملايين للقضاء على زراعة المخدرات، ولكنها فشلت، وذلك لعدم ثقة الشعب الأفغاني بجهود الأمم المتحدة والدور الذي تلعبه في أفغانستان، وبسبب مواقفها السلبية من قضايا العالم الإسلامي، مثل كشمير وأفغانستان وفلسطين، ولقناعتهم بوجود المعايير المزدوجة لدى الأمم المتحدة تجاه قضايا المسلمين، الملا عمر أمير حركة طالبان تمكن من القضاء على المخدرات في مناطق طالبان دون توجيه من أحد، ودون انتظار ثمن أو مساومة على ذلك، واستطاع عبر قرار أصدره بحرمة زراعة المخدرات القضاء عليها في المناطق التي يسيطر عليها، وكان باعثه لذلك الفتاوى الشرعية التي أصدرها علماء أفغانستان ، هذا و قد استجاب الشعب الأفغاني للفتوى رغم الأضرار المادية التي لحقت بمزارعي المخدرات وتجارها، ولتدين الشعب الأفغاني الفطري وطاعته للعلماء، قام بتدمير جميع مزارع المخدرات وقد تضرر عشرات الآلاف منهم، ولم تقدم الأمم المتحدة أي عون لهم ليقوموا بزارعة الأراضي بالخضروات والقمح، حيث أن خطوة طالبان بتحريم ومنع زراعة المخدرات وفرت على الأمم المتحدة أموالا طائلة كانت تصرف على برامج مكافحة المخدرات.

و من جهتها أكدت الأمم المتحدة خلو مناطق حركة طالبان من المخدرات، إذ قام وفد رسمي بمسح شامل في مناطق طالبان طيلة أحد عشر يوما، وزار 2770 قرية في مختلف المناطق التي كانت تنتج نسبة عالية من المخدرات، وتفقد كذلك مدن هيرات وقندهار وجوزجان ولغمان وكونر ومدن أخرى تنتج 10% من المخدرات ، ورجع وفد الأمم المتحدة بتقرير مفاده أن مناطق طالبان خالية من المخدرات، وهي شهادة تبرىء طالبان من التهم الباطلة التي توجه إليها من الولايات المتحدة، هذا وقد أكد بيرنارد فراهي مسؤول مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات في باكستان وأفغانستان أن طالبان استطاعت أن تنجح في القضاء على المخدرات، ومناطقها خالية من زراعتها.

خلو مناطق طالبان من المخدرات جعل الكرة في مرمى المعارضة الأفغانية، حيث لا تزال شحنات المخدرات تهرب إلى مناطق روسيا ثم أوروبا وأمريكا، ما يؤكد أن مناطق المعارضة لا تزال مستودعا لزراعة المخدرات، وانه في حالة استيلاء طالبان على تلك المناطق فان المخدرات ستنتهي من أفغانستان، ويبدو أن الدول الغربية تساهم بشكل أو بآخر في تنشيط زراعة وتهريب المخدرات عبر دعمها للمعارضة الأفغانية، ورفض اعترافها إلى الآن بحركة طالبان، بل تفرض عليها عقوبات ظالمة أضرت بالعباد والبلاد ، و استمرت هذه العقوبات فقد يتوجه المزارعون إلى زراعة المخدرات من جديد، إذ لم يجدوا البديل ولم يقدم لهم أحد يد العون، والأراضي الأفغانية شاسعة ويمكن لهم زراعة المخدرات خفية ودون علم طالبان. لتضاف هذه البلوى إلى مأساة الشعب الأفغاني، وقد عاد وفد طبي تابع لليونسيف من أفغانستان أرسل مؤخرا لمعاينة الوضع هناك، وقدم تقريراً خطيرا ذكر فيه أن نسبة 50% من أطفال أفغانستان يعانون من نقص في النمو، وذلك بسبب سوء التغذية.
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس