25-06-2012, 03:48 PM
|
#2
|
كاتب مغوار
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
|
لقد قبل الناس ذلك بعدما رأوْا هذا الحزب ، قد أنجز لهم ما وعدهم من إنجازات إقتصادية ، قضت على فساد العسكر ، والمافيا التي كانت تعبّـث بالإقتصاد التركي حتى أهلكت الشعب جوعا ، وأسقطت كلّ قيمة لتركيا في العالم !
وإنّ مثَـلَ ثورة مصر اليوم ، مثـَلُ فرقة إنقاذ نزلت إلى خندق عظيم الهوّة ، لانتشال ضحايا فيه ، فهي بحاجة إلى زمن ليس باليسير حتى يرى الناس إنجازهم على السطـح ، وهم يصعدون إليه من تلك الهوة السحيقـة !
3ـ لن يتمكّن عهد الثورة الجديد أن يغيـّر _ وشيكـاً _ كثيراً في الملفات السياسية الخارجية عموما ، ولا الملف الفلسطيني ، ولا حتى إلغاء كامـب ديفيد ، لكنه سيمهّد _ ناحيا منحى حزب العدالة التركي _ لتحوّل كبير في العلاقات مع الصهاينة ، سيؤدي إذا استمر هذا النهج _ ونسأل الله أن يستمر _ في النهاية إلى إخراج مصـر من حفرة العلاقات الصهيونية ، وتغير سياستها كليـّا بإذن الله تعالى .
ويكفي في هذه المرحلة أنّ مصر لن تكون بعد اليوم مكتباً للتجسُّس على حماس ! ولا جمعية خيرية توزّع الغاز مجاناً للكيان ، ولا موقعا لعقد المؤامرات على المقاومة الفلسطينية بإذن الله تعالى .
4ـ ستحتاج مصر الجديدة إلى تكوين مثلث إقليمي ضخم يضم تركيا الجديدة ، والخليج ، لإحداث إستدارة كبيرة في السياسة الخارجية لمواجهة المخططات الصهيونية ، ولمواجهـة التحالف الإيراني ، الروسي ، الصيني ! وإنقاذ العراق ، وسوريا ، ولبنان ، من كونها تحولت إلى حديقة خلفية لهذا التحالف الخبـيث .
فبدون هذا التحالف الإقليمي الضخم لن تستطيع مصر لوحدهـا أن تقف في وجه التحالف الصهيوغربي ، ولا أن تصنع شيئا لحماية المنطقة من المشروع الإيراني الخطير .
وهنا يأتي دور المفكّرين ، و المثقفين ، والسياسيين الأحرار في الخليج ، لتسويق هذه الفكـرة وتحويلها إلى واقع .
غير أنّ المؤسف جدا أن بعض دول الخليج ، قد استبقت الأحداث بالتجهُّم لمصر الجديدة ، والسعي لإفشال ثورتها ، وإعادة العهد البائد ، وهي لاتعلم _ أو ربما تعلم ! _ أنها بهذا التصرف تضعف نفسها أمام إيران ، وتفقد أكبـر حليف يمكنها أن تستقطبه بما لديها من ثورة هائلة ، تستقطبـه ضد المشروع الإيراني .
وإنها لعادة قبيحة في بعض دول الخليج أنها تتخلى عن حركات ، أو دول ، لغير سبب سوى ضعف التخطيط الخارجي ، أو الإنصياع الأعمى للإرادة الغربيـة ، ثم عندما تقيم إيران مع تلك الدول علاقات مصلحة محضـة ، يتحجّجون بذلك لمزيد من القطيعـة !!
وأخشى ما نخشاه هنا في الخليج أن يطغـى على هذه الدول الخليجية السعي لإفشال الرئاسة الجديدة ، بغية إجهاض الثورة ، خوفا من امتداد الربيع العربي ، أن يطغـى على التفكير المنطقي ، والمتزن ، والحكيم ، بالإستفادة من هذا التحوُّل السياسي الإيجابي في مصر ، لتكوين تحالف ( مصري ـ تركي ـ خليجي) ، يعيد القضية الفلسطينية إلى حضنها العربي والإسلامي الطبيعي ، بعيـدا عن حضن إيران المزيـف ، ويعيد إيران إلى حجمها ، ويحرر سوريا ، والعراق ، ولبنان من مخالـب المشروع الإيراني !
5ـ لاريب أنّ الربيع العربي قد قفز قفزة هائلة بانتصار الثورة المصرية يوم أمس بفوز مرشحها بالرئاسة ، وأعطى لبقية الشعوب العربية أملا عظيما ، بانتشالهـا من مثلث : ( الفقر ، والتهميش ، وإنتهاك الكرامه ) ، ذلك أنّ مصـر هي ثقل الأمة ، وقطب رحاها ، وقلبها النابض ، ومركز تحولاتها الكبرى .
ولهذا سيلقي هذا النصر الثوري في مصـر بظلاله على الأمة ، وسيقودها إلى مزيد من التحـرُّر من قبضة الطغـاة.
كما يبشـر الثورة السوريّة بالنصـر ، ويجدّد فيها روح الأمـل .
وهذا مما يؤكد وجوب نصرة فوز الثورة المصرية بالرئاسة ، ودعمها .
6ـ (يجب أن لاننسى أنّ ما تحقق بالثورة المصرية من مفاهيم عظمى في شريعتنا ، هو أنجاز لحضارتنا ، وليس للشعب المصري فحسـب.
ذلك أنّ من أعظم أركان هذه الشريعة العظيمـة :
تحرير إرادة الأمّة من استعلاء الأجنبي عليها ، واستبداد الطغيـان فيها .
وتحرير ثروتها من سطـو اللصوص الذين يفقرونها ، ويذلونها ، ويرجعونها إلى ذيل الأمم
وتحرير أبنائها من حياة الذل ، والمهانة ، والخوف ، والتهميش ، والفقـر ، والتخلُّف.
ولو نجح عهد الثورة الجديد برئاسته الجديدة بتكريس هذه المبادئ في ضمير الشعب المصري ، فالأمّـة ، فقد وضع كلّ أسس العودة الشاملة لنهضة الأمة بإذن الله تعالى ، والعمل بشريعتها ، ويكفيه هذه الإنجاز في هذه المرحلــة ) .
فالذين يقولون : أين الشريعة ؟! نقول لهم : هذا من أعظم أركان الشريعة وقد تحقـّق في الأمـّة ، وستأتي بإذن الله تدريجيا بحسب الإمكان ، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها ، وقد نشرت سابقا فتوى مفصلة في جواز التدرج بتطبيق الشريعـة هنــا .
7ـ وأخيرا فإنّ قوى الشر ، والظلام ، والتخلُّف ، والاستبداد ، لم تختف ، ولن تختفي من مصـر ، وستعمل جاهدة بكلّ سبيل لإعادة مصر إلى ما كانت عليه :
شعب مستعبد ، وثروة منهوبة ، ومرتع للكيان الصهيوني ، ودولة لاقيمة لها في الإقليم فضلا عن العالم ، وميدان استثمار غربي في لعبة إدارة الأزمات ، والعبث بمقدرات الأمـة !
هذا مع أنَّ مصر يمكنها _ لولا إجـرام عهد الطغاة الماضي فيها _ بمقدراتها ، وعقول رجالها ، وموقعها ، أن تكون دولة عظمى ، لا تقل عن روسيا ، والصين ، في التأثيـر في العالـم .
وهي تحتاج لترقى إلى هذا المستوى ، لتكاتف كلِّ الجهود الخيرة ، من داخل مصر ، وخارجها .
والمقصـود أنَّ أعداء الثورة ، من الداخل ، والخارج ، سيركزون جهودهم الآن إلى إفشال الرئاسة الجديدة التي تولَّدت عن الثورة ، وسيضعون أمامها كلّ العراقيل الممكنة ، وسوف يشوّهون صورتها بما يعجز عنه ربما إبليس نفسه !
فلنعن ثورتنا المصرية لإفشال كلّ مخططات أعدائها ، بالمال بضخ الاستثمارات إليها ، وبالرأي بالدفاع عن مكتسبات الثورة ، ودعم مسيرتها ، وبكلّ ما أوتينا من قوة لكي تحقق ثورة مصـر كل نجاحاتها .
ذلك أنّ نهضة مصر ، نهضة الأمـّة ، وعزُّها عزُّ للأمـّة ، وحريّتها حرية الأمّة ، وصعودها صعـود للأمـّة.
هذا .. وإنا لمتفائلون بما أرانا الله من آياته الباهـرة في هذه الثورات المباركة ، وإسقاط الطغاة ، بأن ما يحمله المستقبل لأمّتنا كلّه خير ، وبركات ، وستشرق بإذن الله شمـس حضارتنا المتألقـة قريبا ، فتبهـر الدنيا بقيمها العادلة ، ومبادئها السامية ، فنسأل الله تعالى أن يستعملنا في هذا النصـر المؤزّر ، ويشرفنا بأن نكون جنودا أوفيـاء لهذه النهضـة المباركة .
والله الموفق ، وهو حسبنا ، عليه توكلنا ، ولنعم المولى ، ولنعم النصيــر
حامد بن عبدالله العلي
|
|
|