10-08-2011, 09:44 PM
|
#16
|
كاتب مغوار
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
|
الشيخ أحمد الجابر الصباح
[ 1340 – 1370 هـ ] [ 1921 - 1950 م ]
الشيخ / أحمد الجابر الصباح تولى حكم الكويت وعمره خمسة وثلاثون عاما في فترة عصيبة من تاريخ الكويت ، فعالج بحكمة علاقات الجوار مع الآخرين، وسعي إلى تأمين الحدود الكويتية و توثيقها و المحافظة عليها رغم الظروف و المتغيرات السياسية الصعبة في المنطقة. مما يشير إلى أنه أعد إعدادا طيبا لإدارة أمور بلاده قبل أن يتولاها، وقد بدأ عهده بإفساح المجال لتأسيس مجلس ينظر في شؤون البلاد ومصالحها ويكون عونا له في إدارة الأمور والأحكام، وعاهد أعضاء المجلس الاثني عشر أن لا يبت في أمر مهم إلا بتصديق المجلس عليه ، ولم يشأ الله لهذا المشروع أن يعمر طويلا لأسباب متعددة.
تأسست في عهده المدرسة الأحمدية ، والمكتبة الأهلية ، والنادي الأدبي ، وغادرت الكويت إلى الخارج أول بعثة لطلب العلم ، وكانت مؤلفة من 7 أشخاص ، كما وافقت الكويت على منح امتياز لشركة بريطانية في الأرض المحايدة بين الكويت ونجد للتنقيب عن النفط ، وشهدت الكويت - بالإضافة إلى ذلك - خلال عهده حدثين هامين:
أولهما :تأسيس المجلس التشريعي عام 1938م ، وصدور قانون يحدد صلاحياته ، جاء في مقدمته أن الشعب ممثلا في أعضائه المنتخبين هو مصدر السلطة ، وقد تحول هذا المجلس بعد عام من إنشائه إلى ما يسمي بالمجلس الاستشاري يعين رئيسه وأربعة من أعضائه من الأسرة الحاكمة ، إلى جانب تسعة أعضاء آخرين من أعيان البلد.
ثانيهما :اكتشاف النفط بكميات تجارية في شهر فبراير 1938م ، وان كانت الكويت لم تستفد من ذلك إلا في 30/6/1946 نظرا لاندلاع الحرب العالمية الثانية ، فما أن أخذت عائدات النفط تتدفق على البلاد - مع قلتها في البداية - حتى استغل الشيخ أحمد الجابر هذه الثروة في بناء نهضة البلاد التعليمية والصحية والعمرانية ، فأسست مدينة الاحمدي ، وتزايد الاهتمام بتحلية مياه الشرب ، والكهرباء ، وظهرت بشائر الحركة الدستورية التي تابعها من بعد خلفه الميمون الشيخ عبد الله السالم الصباح .
الشيخ عبد الله السالم الصباح
[ 1370 – 1385هـ ] [ 1950- 1965 م ]
الشيخ/ عبدالله السالم الصباح عم الرخاء الاقتصادي الكويت مع تزايد إنتاج النفط ، واتجهت البلاد إلى نهضة عمرانية شاملة ، كان وراء مسيرتها الواعية شخصية الأمير وحبه الخير لوطنه وشعبه ، ومشاركته في الحياة العامة قبل الإمارة ، حيث تولي رئاسة المجلس التشريعي ، ثم رئاسة مجلس الشورى ، كما ترأس الكثير من الجمعيات الأدبية والعلمية وكذلك الإشراف على مالية الكويت ، ومن ثم قاد حركة النهضة قيادة راشدة.
وإن كان الشيخ مبارك الصباح قد حافظ على مكانة الدولة السياسية والدولية ، فإن الشيخ عبد الله السالم الصباح قد أرسي دعائمها داخليا بالمؤسسات الدستورية والقانونية التي انطلقت بها إلى آفاق الاستقلال والديمقراطية والنهضة الحديثة.
- في عهده انتشر التعليم وزودت المدارس الحديثة بأحدث الأجهزة والمعامل والأدوات المدرسية ، وقدم الغذاء ، والكساء للطلبة ، وأنشئت معاهد المعلمين ، والمعاهد الخاصة للمعوقين.
- وتم تأمين العلاج للمواطنين والمقيمين مجانا ، وأنشئت المستوصفات والمراكز الصحية لرعاية الطفولة والأمومة ، ومستشفي الصباح النموذجي لتوفير الرعاية الصحية الكاملة.
- كما أنشئت أكبر محطة لتقطير مياه البحر ومحطة كبيرة لتوليد الكهرباء ، وبنيت المساكن لذوي الدخل المحدود ، ونظمت المساعدات المالية للأرامل ، واليتامى والعجزة.
- نشطت التجارة في عهده برا وبحرا وجوا ، ونظمت التجارة الداخلية ، وأصبحت منطقة الشعيبة الصناعية قائمة على صناعة تكرير البترول والإفادة من مشتقاته في الصناعات البتروكيماوية كالأسمدة وغيرها.
- شهد عام 1961م في عهده استقلال الكويت ، وإلغاء معاهدة الحماية المبرمة مع بريطانيا عام 1899 ، واستبدلت بها معاهدة صداقة وتعاون ، وأصبحت الكويت دولة مستقلة ذات سيادة ، وعضوا في جامعة الدول العربية ( يوليو 1961م) وأسهمت في جميع مؤتمرات الجامعة منذ ذلك الحين.
- كما أسهمت الكويت في التنمية الاجتماعية لشقيقاتها العربيات من خلال صندوق التنمية الكويتي الذي قدم معونات مادية وقروضا ميسرة ليست مشروطة بتوجهات سياسية معينة.
- وقامت بإنشاء المدارس في الكثير من إمارات الخليج العربي و اليمن و السودان وزودتها بالمدرسين والكتب اللازمة.
- في عهده شكلت أول وزارة في الكويت بعد الاستقلال وإلغاء معاهدة 1899م ، وأجريت انتخابات عامة لاختيار عشرين عضوا يكونون المجلس التأسيسي الذي اضطلع بمهمة وضع الدستور.
- أجريت الانتخابات لاختيار أول مجلس أمة بعد الاستقلال في يناير 1963م وتوالت بعد ذلك المجالس النيابية وترسخت المسيرة الديمقراطية في الكويت برعاية الشيخ عبد الله السالم ومؤازرته.
- تبادلت الكويت التمثيل الدبلوماسي مع معظم دول العـالم ، وانضـمــت إلـى هـيـئة الأمم المتحدة في 14/5/1963 ، وشاركت في المنظمات الدولية التابعة لها كمنظمة الصحة العالمية ، ومنظمة الأغذية والزراعة ( الفاو ) واليونسكو ، والبنك الدولي ، ومنظمة العمل الدولية ، وعملت جاهدة من خلال نشاطها الدولي على نصرة القضايا العربية بعامة ومن بينها القضية الفلسطينية.
- صدر برعايته أول دستور كويتي ، وصدق الأمير عليه في 11/11/1962، ويشمل هذا الدستور إلى جانب تحديد شكل الدولة ونظام الحكم بها ، اختصاصات السلطات الثلاث: التشريعية والتنفيذية والقضائية ، ومبادئ اجتماعية وسياسية تتضمن حقوق الأفراد ، والحريات العامة ، والفصل بين السلطات مع تعاونها. لمزيد من المعلومات عن الشيخ / عبد الله السالم الصباح ، إضغط على مؤسس الدولة .
الشيخ صباح السالم الصباح
[ 1385 – 1398هـ ] [ 1965 - 1977 م ]
الشيخ/ صباح السالم الصباح سار على نهج سلفه ، فمضت نهضة البلاد بخطي سريعة في كافة الميادين العلمية والصحية والعمرانية والاقتصادية ، فأنشئ الكثير من المدارس وافتتحت في عهده جامعة الكويت، وأنشئت مجموعة من المستشفيات للرعاية الصحية ، ووضع حجر الأساس لكثير من الصناعات الوطنية ، ونالت مساكن ذوي الدخل المحدود، و الرعاية السكنية للمواطنين عناية خاصة من سموه.
وبتوجيهاته وقفت الكويت إلى جانب شقيقاتها العربيات خلال العدوان الإسرائيلي عام 1967م ، وشاركت بجيشها ودماء أبنائها في المعركة.
وكان لحضوره مؤتمر قمة الخرطوم أثر كبير في تصفية الأجواء العربية ودعم الدول المتضررة بالعدوان اقتصاديا حتى تزول آثاره ، وساند في المجال السياسي والعالمي القضايا العربية وعلي رأسها قضية فلسطين ، وعمل على وحدة الصف العربي في مواقف كثيرة ، ولا سيما في مواجهة الخطر الصهيوني الذي كان يمثل هجمة استعمارية شرسة على بعض البلاد العربية.
الشيخ جابر الاحمد الصباح
[ 1398 هـ ] [ 31/12/1977 ]
تولى الإمارة في 31/12/1977م ، وقاد البلاد مستثمرا خبرته السابقة بالشؤون المالية ، والتدبير المحكم في استثمارات الكويت داخل البلاد وخارجها ، واتصاله الفاعل والمؤثر الذي خدم القضايا الرئيسية للوطن والأمتين العربية والإسلامية.
الشيخ / جابر الأحمد الصباح في ضوء سياسته الرامية إلى وحدة الصف العربي ، ودعم القوي السياسية والاقتصادية بمنطقة الخليج والجزيرة العربية انعقد مؤتمر القمة الأول لدول مجلس التعاون الخليجي بدولة الإمارات العربية المتحدة عام 1981م لتحقيق التكامل السياسي والأمني والاقتصادي بين دول المنطقة ، ودعم مواقفها تجاه قضايا الحق والتنمية والسلام ، ولا يزال هذا المؤتمر حتى يومنا هذا يعقد في موعده سنويا في دولة من دول الخليج ، ويمثل الخطوة الواعدة على طريق التكامل العربي ، ووحدته الاقتصادية والسياسية المأمولة
وفي عهده عقد مؤتمر القمة الإسلامي بدولة الكويت ، واختير رئيسا لمنظمة المؤتمر الإسلامي خلال دورة كاملة ( الدورة الخامسة ) أسهم خلالها بإبراز دور المنظمة على المستوى العالمي ، وعمل على ترسيخ الكثير من قانون تنظيمها.
كان له دور فعال ومؤثر في حشد القوى العالمية والدولية لنصرة الحق الكويتي ، وإعادة الكويت دولة حرة مستقلة ذات سيادة على أرضها ، حين فاجأ النظام العراقي العالم باحتلال الكويت عام 1990.
عمل مــع الأشـــقـاء والأصــدقــاء من دول العــالم على تحرير الكويت وتطهير أرضها من براثــن العـدوان ، الذي اجتمعت على ضرورة القضاء عليه بإرادة المجتمع الدولي وبشكل لم يسبق له نظير في التاريخ المعاصر . وكان لقدرته على استثمار الكفايات والقوي الوطنية خارج الوطن آنذاك ، وإرسال الوفود الشعبية والرسمية إلى دول العالم كافة - الأثر الواضح في شرح قضية الكويت وبيان عدالتها في مواجهة الإعلام العراقي الزائف ، والدعاوي الباطلة.
استطاع أن يقود من خلال تنظيم محكم العمل السياسي خارج البلاد ، و المقاومة الكويتية داخلها ، وتوفير الأموال اللازمة لدعم النشاط المكثف والمتصل لكل منهما ، فضلا عن رعاية المواطنين الكويتيين داخل الكويت وخارجها على نحو حفظ لهم كرامتهم ، ووفر لهم متطلبات الحياة ، أعانهم على الصمود وتحمل آلام البعد والفراق عن الأهل والوطن في الخارج ، وقسوة الاحتلال وبشاعة جرائمه في النفس والمال والممتلكات العامة والخاصة في الداخل.
وكان لهذه الجهود أثرها في دعم وحدة المواطنين وإكسابهم الصلابة والقوة والصمود ، فاجتمعت كلمة أبناء الكويت خلف قيادتها الشرعية على نحو أذهل العدو والصديق ، وكشف عن معدن الشعب الكويتي وتلاحمه في الشدائد والأزمات ، وظهر ذلك واضحا في أمرين:
- رفض الصامدين في الداخل أي مظهر من مظاهر التعاون مع سلطات الاحتلال ، والتضحيات البالغة التي قامت بها المقاومة الكويتية ضد المحتل.
- تكاتف القوي الوطنية بفئاتها المختلفة خلف حكومتها الشرعية في مؤتمر جدة ، ومساندتها في نضالها المشروع لتحرير البلاد من المعتدي الآثم.
وبعد تحرير الكويت قاد الجهود المكثفة ، لإعادة إعمارها وإزالة آثار العدوان عليها في فترة قياسية لا تقارن بأي حال مع التقديرات العالمية التي وضعتها وتوقعتها المؤسسات المتخصصة العالمية.
واستمر جهده بعد تحرير الكويت في حركة دائبة تستهدف الإعمار والبناء وتنشد الأمن والسلام ، و تؤمن بالتعاون الدولي وسيلة لحياة إنسانية كريمة.
|
|
|