إذا كان هذا المتعصّب النرويجي قد ارتكب هذه المجزرة المروّعة في بني جنسه لتبنِّيهم سياسات لاتعجبه عن المهاجرين ، والأجانب ، فكيف ليت شعري سيفعل بالمهاجرين والأجانب أنفسهـم ؟!!
يقيـم الغرب الدنيـا ، ولا يقعدها ، وكأنّ الكرة الأرضية يكاد ينفجـر مركزها المنصهر فيمزّقهـا إربـا ، عندما يقع عنف يُنسب إلى المسلمين ، أو يقترفه بعضهم بغيـر علـمٍ ، ولا هدى ، ولا كتاب منيـر .
بينما يتسـتِّر ويتغافل بحقارة عن الحركـات الصلييبـة الإرهابيـة التي تتخـذ القتل العشوائي منهجا لتفريـغ ما في عقولها المليئة أرجاؤُها بالحقـد ، والكراهية ، والتعصِّب المقيت .
ومن بابا الفاتيكـان _ الملهِم الأكبر لجماعات التعصُّب الصليبي _ الذي يقف على رأس هرم (الإرهاب الصليبي) عندما يواصل هجومـه على القرآن ، والإسلام ، والنبيّ صلى الله عليه وسلم ،
ومعـه آلاف المجموعات الإرهابية الصليبيّة مـن أوربـا ، إلى منتهى الغرب الأمريكي ، على شاكلة جونـز الذي حرق المصحف في أمريكـا ، ودعـا إلى يوم عالمي لحرقه !
مرورا بالمحافظين الجـدد أنفسهم في أمريكا ، الذين يحتشد وراءهم كنائس التعصب الأعمى الصليبي في أمريكـا ، تلك التي تولـد من أحدها بوش المعتوه المقـذوف بالحـذاء .
ومرورا بأمثالهم من الأحزاب السياسية المتطرفة الآخـذة بالتصاعـد في أوربـا.
كلُّهم يصدق عليهم ذلك الوصف.
ولاريب كـمْ يحـلو للصهاينة صـبُّ الزيـت على نـار هذا التعصب الصليبي ، بالإعلام الصهيوني الذي لم يـزل يبثُّ الرعب من الإسلام ، ويغذي فزّاعة ( الإسلامو فوبيا) ، وبالمنظمات الصهيونية التي تدعم المنظمات الصليبية المحرضة على إزالة المساجد ، ومنع المآذن ، وحظر الحجاب ، وطرد المهاجرين المسلمين ..إلخ.
ولهذا لـم يجـد أحـد رمـوز التعصُّـب الصليبي أعنـي (خيرت فليـدرز) ، القائل : ( إنّ ثقافتنا تقوم على النصرانية ، واليهودية ، والإنسانية ، والإسرائيليون يحاربون في معركتنا ، وإذا سقطت القدس فستليها أمستردام ، ونيويورك )!
لم يجـد مأوى له _ بعد حزبه المتطرف في هولندا _ مثـل الكيان الصهيوني ، حيث يلقى هناك الدعم اللامحـدود ، ومن ثـمَّ كـان يدافـع عن فيلمه الشهير ( فتنة ) ، وأقيم له هنـاك بمناسبته حفل تكريـم !
ثـم إن المشهـد مخيف جداً في الغـرب بأسـره ، فالأحزاب اليمينية المتعصبة التي على هذه الشاكلة ، تنتشـر بسرعـة في جنوب ، وشمال ، ووسط القارة الأوربية ، وتفوز بتشكيل الحكومات ، إمـّا وحدها أو بالتحالف مع غيرهـا ،
ففي فرنسا يتقدم حـزب المتعصِّـب جان ماري لوبان متحالفـا مع ( الإخاء المسيحي ) و( إخاء القديس بطرس ) ، كما يصعـد بسرعة كلُّ من ( حزب رابطة الشمال ) في إيطاليا و( حزب ديمقراطيي السويد ) في السويد ، وفي سويسرا قاد الإتحاد الفدرالي الديمقراطي ، وحزب الشعب السويسري مبادرة اليمين المتطرف لحظر المآذن ، وصُدم المراقبون من نتيجة التصويت بالأغلبية المؤيدة للمبادرة ، ومن حجـم التأييد الشعبي لها ! ،
وأما ألمانيا فلا تسأل عن سرعة إنتشـار التطرف اليميني فيها ، إلى درجـة أنّ نواباً ينتمون إلى هذا التطرُّف المقيـت ، رفضـوا الوقوف في البرلمان حدادا على ضحايا هتلـر !
وعلى هذا المنوال تنمو الأحزاب المتطرفة في الغرب الأوربي ، والأمريكي ، وتتوالد تحت سطحها ديدان جماعـات التعصُّب الصليبي ، والتطرف الغربي ، منتشـرة على طول الخريطة من شرق الغرب الأوربي ، إلى حدود المكسيك .
ومما أذهل المراقبون في تفجيري النرويج ، أنّ مرتكب المذبحة ، هو بعينـه مستشار رابطة الدفاع الإنجليزية المتطرفة ، خصوصـا في الكراهية ضد المسلمين ، وكان يقدم النصائح لها بهذا الشـأن ، وكان محـطّ إعجابها ، وسبـق أنْ ناقش مع الرابطة تكتيكات وقف أسلمة أوربـا !
أمـّا في أمريكا ، فحدث عن هذا الثالوث البغيض : ( التعصُّب ، والإرهاب الصليبي ، والتطرف ) ولا حـرج ،
ومن آخـر الأخبار ، أنـه ظهرت أكثر من خمسين منظمة متطرفة صليبية جديدة في السنتين الأخيرتين ،
ووصل عدد المجموعات الإرهابية المتطرفة الصليبية في أميركا إلى نحو 1000 منظمة بنهاية عام 2009 م ، وهي على غرار منظمة تيموثي ماكفي الذي فجر في مبنى حكومي في أوكلاهوما عام 1995م ، وقتـل أكثر من 168أمريكيا ، ثم شُـدّدت الرقابة على المباني الحكومية الأمريكية ، فأحبطت أكثر من 50 عملية تفجير خططت لها الجماعات الإرهابية اليمينيّة في أمريكا !
ثم تكاثـرت الجماعات اليمينية المتطرفة في أمريكا إلى درجة أنّ مؤلف أفضل كتاب يتحدث عنها بالتفصيل _ أعني كتاب عودة كلمة اللام _ قـد صرح : أنه يستحيل حصرها بدقة !
وتأمّلـوا .. أننـا لم نتحـدَّث بعـدُ عن الإرهاب الغربي الرسمـي الذي تنفـذِّه الجيوش الأمريكية في العالم بأسره _ لاسيما العالم الإسلامي _ و تأمر به الحكومات الغربيـّة متّخـذة من آلتيها العوراوين ( مجلس الأمن ، والأمم المتحدة ) غطاء سياسيا ،
ولا عـن جرائم هذا الإرهاب وكوارثه التي يندى لها جبين البشرية ، لاسيما بدعمه اللامحدود لجرائم الكيان الصهيوني منذ عقود ، وحمايته للطغاة ، وإحتلاله للشعوب ، وتدميـره لإقتصاد العالم ، ولبيئته .
وإنما حديثنا عن الحركات الإرهابية الغربية فحسب ، تلك التي تنتهج القتل العشوائي ، إنطـلاقا من كراهيـة (الآخر) لاسيما المسلمين !
ولعلَّك بعد هذه النبـذة السريعة ، تصـرخ بأعلى صوتـك _ أيها القارئ _ متعجِّبـاً : ياللهول أهـذا كلُّـه في الغرب !
ولا نسمع عنه شيئا ؟!!
ورويـدك ..لا تعجـب أخي القارىء ، ذلك أنّ الآلة الإعلامية الصهيوغربية كانت _ وستبقى تحاول _ مشغولـة بسـتر هذه العورة المغلَّظـة ، وبصـرف الأنظـار عنها إلى تشويه صورة الإسلام ، وأنـَّه تهديد خطيـر ، ويوشك أن ينهار العالم الحـرّ بسببه !!
وذلك لتحقيق ثلاثـة أهـداف :