الموضوع: مقصد الشريعة
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 17-06-2011, 12:13 AM   #2
عين العقل
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية لـ عين العقل
 
تاريخ التّسجيل: May 2010
الإقامة: مصر
المشاركات: 616
إفتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بصرف النظر عن القوم الذين قالوا فلا يعنينى القوم أكثر من القول

أولا هناك فرق بين الغاية من الخلق ومقاصد الشريعه

قال تعالى بسورة الذاريات "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون "

هذه الآيه المقصوده بها الغاية من خلق الأنس الجن هى عبادة الله وحده لاشريك له

ولكى تنتظم العباده وتكون فى أتم صوره جاء التشريع السماوى لينظم الحياة لهذا المخلوق ويضع له حدود وقواعد لا يتخطها ليستطيع عباده الله كيفما أراد الله

والشريعه هى ما بينه الله عزوجل لعباده وأوضحه لهم من الدين وتطلق الشريعه على أصول العقائد ، ومن ذلك قوله عزوجل "شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذى أوحينا اليك وما وصينا به موسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبى اليه من يشاء ويهدى اليه من ينيب" الشورى الايه 13


وتطلق الشريعه على سائر الأعمال التى أمر بها الله تعالى بها عباده كالصلاه والصيام والزكاه وغيرها من الفرائض
ومن ذلك قوله تعالى " ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون "
سورة الجاثيه الايه 18
فالشريعه طريقه واضحه مبينه يلتزمها أهلها .



مقاصد الشريعه الاسلاميه:
تهدف الشريعه الإسلاميه الى درء المفاسد وتجنبها ، كما تقصد الى رعاية المصالح وتحصيلها
درء "دفع " المفسده:


المفسده قد تكون فى الدنيا بضرر يقع ، وقد تكون المفسده مجرد إنتقاص أو خلل بنال من المصلحه ويهددها و فى الآخره تكون المخافة فوات النجاة أو النعيم


رعاية المصالح :
تهدف الشريعه الاسلاميه الى تحقيق أقصى الخير للعباد لذلك فأحكمها تهدف الى حفظ المصالح وتحصيلها ورعايتهاوالمصلحه فى الشريعه الإسلاميه شامله ، فهى لا تقتصر على ما تستقيم به الحياه الدنيا لكن المصلحة تسع الدنيا والآخره ، وتشمل الماده والروح ، وتوازن بين الفرد والمجتمع ، وبين الطبقه والأمه وبين المصلحه القوميه الخاصة والمصلحه الإنسانية العامه ، وبين مصلحة الجيل الحاضر ومصلحة الأجيال المستقبله.


والمصلحه المراد حفظها قد تكون ضرورة من الضروريات أو حاجه من الحاجات ، وقد تكون المصلحه تحسينا من التحسينات ، و لا يعنى ذلكأن حفظ الضرورات واجب وأن مراعاة التحسينات نفل،فتتحقيق أى مرتبه من المصالح قد تكون بنفل .


الضرورات : هى حفظ الدين والنفس والعقل والمال والنسل ، فشرع الجهاد والعبادات وأحكام الرده لحفظ الدين ، وشرع القصاص والديات لحفظ النفس ، وشرع تحريم الخمر لحفظ العقل ، وشرع حد الزنى وأحكام النظر والخلوة لخفظ النسل وشرع حد السرقه لحفظ المال .


وأما الحاجيات : فهى التى لا تكون الحكم الشرعى فيها لحماية أصل من الأصول الخمسه السابقه بل يقصد للإحتياط أو دفع الحرج والمشقه مثل تحريم بيع الخمر لكيلا يسهل تداولها ومثل اباحة كثير من العقود كالمزارعه والمرابحه والوكاله لحاجة الناس إليها.


وأما التحسينات:
فهى أمور لا تحقق أصل الضروريات ولا تكون للإحتياط لهاولكنها ترفع المهابه وتحفظ الكرامه فى سبيل حفظ الضروريات الخمسه وذلك لحماية الدعاوى الباطله والسب ،فالسب لا يهدد أصل الحياه و لا يهدر حاجه من حاجيتها لكن منعه صياته للنفس مما يمس كمالها وبشينها.


منهج الشريعه الإسلاميه فى تحقيق مقاصدها:


لشريعة الاسلام منهج متفرد فى سعيها إلى درء المفاسد ورعاية المصالح ومنهجاها بتركز على :


1- تقديم درء المفسده على جلب المنفعه :
من تمام المصلحه والمنفعه مطابقة حدود الكعبه التى بنى ابراهيم عليه السلام البيت لأول مرة لكن الرسول صلى الله عليه وسلم أحجم عن إعادة الكعبه الى صورتها الأولى لما خاف من تغير قلوب الناس وهم مازلوا حديث عهد بالجاهليه


2- التوفيق بين المصالح:


أحيانا تتعارض المصالح ، فمثلا مصلحة المرأه تقتضى عدم السماح لزوجها الأ يتزوج عليها ومصلحة الرجل قد تكون فى إطلاق حريته للزواج من أى عدد من النساء شاء وقد تستدعى مصلحة المجتمع أن يسمح له بتعدد الزوجات ، وأما النصارى فقد غلبوا مصلحة المرأه على مصلحة الرجل فمنعوا التعدد، وأما البهود فقد غلبوا مصلحة الرجل فأبحوا له الزواج بأى عدد من النساء ، وأما شريعة الإسلام فإنها أباحت للرجل الزواج بعدد محدود من النساء بشرط أن يعدل بينهن ، وبذلك وفقت الشريعه بين مصالح الرجال والنساء فى المجتمع.


3- تفويت أدنى المنفعتين:


الإنسان مصلحه ومنفعه فى حفظ حياته ونفسه وسلامة بدنه وللإنسان أيضا مصلحه ومنفعه فى حفظ دينه ، فإذا وُضع المسلمون فى خيار بين بقاء دينهم أو إتلاف حياتهم أو أبدانهم فإن المسلم يقبل على الجهاد والإستشهاد حرصا على حفظ السلامه والمنفعه الأعلى وهى حفظ الدين وإن فاتته تلك الأدنى وهى حفظ النفس.


4- تحمل الضرر الأصغر دفعا للضرر الأكبر:


الرضا بارتكاب أخف الضررين من المقاصد التى تحقق مقاصد الشريعه وقد أنكر بن تيميه على صاحبه" نهييه التتار عن معاقرة الخمرلأنهم إن أفاقوا أعملوا القتل والسلب والسبى" المرجع إعلام الموقعين (2/15)

__________________

اللهم جنبنا لفتن ماظهر منها وما بطن


لا تجعل الإختلاف فى الرأى يفسد للود قضيه
عين العقل غير متصل   الرد مع إقتباس