فرأينا النهر "يعدو" ورأيناه "راكضًا" وباسطًا في لمعة الفجر ذراعه..إلى الجماهير المفزوعة المرتاعة ، ورأينا له "قدمين" و "يدين" و "شفتين" ..إلى آخر هذه الصورة التشخيصية الجزئية التي تدعم الصورة الأساسية الكلية.
وثمة قصائد كثيرة في الشعر العربي الحديث تقوم كلها على أساس التشخيص ، سواء في ذلك تشخيص مظاهر الطبيعة الجامدة ، أو تشخيص المعاني الذهنية والمشاعر المجردة ، وعدا هذه القصائد التي تقوم كلية على أساس التشخيص فإن التشخيص يظل وسيلة أساسية من وسائل تشكيل الصورة في كل شعرنا العربي الحديث بكل اتجاهاته وتياراته المختلفة ، بما في ذلك التيارات التي لم تتأثر تأثرًا مباشرًا بالرومانتيكية.