بسم الله الرحمن الرحيم
من السابق لأوانه أن ننظر للدكتاتوري القادم المنتظر ، ببساطة لأن الشعب الذي أسقطه -بإذن الله- قادر على إعادة الكرّة مرة أخرى عليه إذا لم يصلح الأوضاع .
وإلى ذلك ، فالمرحلة الانتقالية من تداعي نظام من أنظمة الحكم الديكتاتورية إلى تحقق نظام ديمقراطي أو نظام قريب من الديمقراطية لا يكون ممهدًا ومفروشًا بالورود وإنما يستدعي مدة زمنية تتغربل فيها جميع الأفكار والتوجهات حتى يستقر الناس -باختيارهم- على ما يرونه مناسبًا . وفي هذه الحالة فإنهم يتحملون مسؤليات اختياراتهم وتبدأ من هنا الاستفادة من هذه التجارب .
إننا على أول أدراج السلم ومن الترف الفكري أن نتصور أن هناك ثورة قامت بخطط تنموية قبل إسقاط النظام وأنها كانت -محدِدة سلفًا- مرشحيها ونوابها وكأنها دولة داخل الدولة أو نظام ينقلب على نظام .
دعوا الأوضاع تأخذ مسارها الطبيعي وائتونا ببدائل إن كانت ثمة بدائل جاهزة . من الخطأ أن نظهر المجتمع العربي في شكل (حتمية المعاناة) إن كان خانعًا -كما كان يظن البعض-قلنا لماذا لا يثور ؟وإن ثار قلنا لماذا لم يجن ثمرة ما أنجزه بعد .
اعلموا أن شهرين وحتى ثلاثة أشهر ليست مدة كافية في تاريخ أية أمة للحكم على صحة أو خطا مسار الثورة ، أمامنا على الأقل سنة بكاملها حتى تكتمل لنا الصورة ونكون على إلمام بكافة الجوانب ، خاصة أننا أمام مرحلة استثنائية لا يمكننا إصدار الأحكام عليها بهذه السهولة والسرعة.