عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 09-03-2011, 11:29 AM   #1
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي الرد على الفتوى السياسية المفصلة لحكام الخليج

فضيلة الشيخ ما هو الرد على الفتوى الصادرة من هيئة كبار العلماء في السعودية في تحريم المظاهرات ؟!





جواب الشيخ:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :






مقدمـّـة




قال الحـقُّ سبحانه : ( وأمرتُ لأعدلَ بينكم ).




وقال : ( ولاتفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ).




وقال : ( وكذلك أخذُ ربِّكَ إذا أخذ القرى وهي ظالمة ، إنَّ أخذه أليمٌ شديد ) .




وقال صلَّى الله عليه وسلَّم : ( ما من عبد استرعاه الله رعيّته ، فلم يُحطها بنصحه ، إلاّ لم يجد رائحة الجنة ) رواه البخاري ، وعند مسلم ( إلاّ حرم الله عليه الجنة )




وقال صلّى الله عليه وسلّم : ( من أعان ظالما ليدحض بباطله حقـّا ، فقد برأت منه ذمّة الله ، وذمّة رسوله ) رواه الحاكم وغيره




مقتطفات من رسالة القاضي أبي يوسف إلى الخليفة الرشيد رحمهما الله :




( وليس شيء أحبُّ إلى الله من الإصلاح ، ولا أبغض إليه من الفساد ، والعمل بالمعاصي كفرٌ بالنعم ، وما كفر قومٌ قطّ النعمة ، ثم لم يفزعوا إلى التوبة إلاّ سُلبوا عزَّهم ، وسلّط الله عليهم عدوَّهم )




( فاحذر أن تضيّع رعيَّتك فيستوفي ربها حقُّها منك ، ويضيّعك بما أضعت ، وإنما يُدعم البنيان قبل أن ينهدم )




( واجعل الناس عندك في أمر الله سواء القريب والبعيد ، ولاتخف في الله لومة لائم )




( وجورُ الراعي هلاكٌ للرعية ، وإستعانته بغير أهل الثقة ، والخير هلاكٌ للعامة )




( فلا تلق الله غـدا وأنت سالكٌ سبيل المعتدين ، فإنَّ ديـّان يوم الدين ، إنما يدين العباد بأعمالهم ، ولايدينهم بمنازلهم ، وقد حذَّرك الله فاحذر )




قال ذو عمرو حكيم اليمن لجرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه : ( يا جرير إنّ لك عليّ كرامة ، وإنّي مخبرك أمراً ، إنّكم معشر العرب لن تزالوا بخير ما كنتم إذا هلك أميـر ، تآمرتـم في آخـر ) فتح الباري 9/139 ، ومعنى ما قال أي لايزال أمركم بخير ما دمتم تنصبون عليكم أمراءكم بالشورى ،




( يا أيها الملوك لاتغتروا بما لكم من المال والملك ، فإنّكم أسراء في قبضة قدرة مالك يوم الدين ، ويا أيُّتها الرعية إذا كنتم تخافون سياسة الملك ، أفما تخافون سياسة ملك الملوك ) الفخر الرازي في تفسيـره 1/193




( ما أبين وجوه الخير والشر في مرآة العقل إن لـمْ يصدّها الهوى ) ! عبدالله بن المعتـز ، الفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي 219




( ولايتمكن المفتي ولا الحاكم من الفتوى ، والحكم بالحق إلاَّ بنوعين من الفهم :




أحدهما : فهم الواقع والفقه فيه ، وإستنباط علم حقيقة ما وقع بالقرائن ، والإمارات ، والعلامات حتى يحيط به علما




والنوع الثاني : فهم الواجب في الواقع ، وهو فهم حكم الله الذي حكم به في كتابه ، أو على لسان رسوله ، فـي هذا الواقع ) الإمام ابن القيم ، إعلام الموقعين 1/383





وبعــد :





إقامة الدولة العادلة من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية ، ومقوّمات وجود الأمّـة :





فمن المعلوم المتقـرِّر في هذه الشريعة العليّة الحكيمة ، أنَّ الدولة العادلة من أهـمّ مقوّمات وجـود الأمـّة ، وبغيرها لا تؤدّي الأمّة رسالتها الحضارية ، وأنَّه يجـب على الأمّـة الإسلامية ، أن تقيـم نظامَ الحكم الذي يحـقِّق العدل ، ويحـارب الجور ، ويحفظ مصالح الناس ، ويدرء المفاسد عنهم ، وهـو من أعظـم الفروض على هذه الأمـّة العظيـمة .




كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( يجب أن يعرف أنَّ ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين ، بل لا قيام للدين ولا للدنيــا إلاّ بها ) مجموع الفتاوى 28 /390




وأنَّـه يجب على الأمـَّة أن تسعى لإصلاح أي نظام حكم يُقـام على غير هذا الأساس ، فتختـلّ فيه العدالة ، وينتشر الجور ، وتضطرب مصالح الناس ، وتحـلّ فيهم المفاسد الدينية ، والدنيوية .




وهذا الفرض أعظم بكثيـر من قيامها بإنكار شرب الخمر ، والزنا _ مثلا _ فضلا عن إنكار التبـرُّج ، والإخـتلاط .. إلخ !! وغير ذلك من المنكـرات ، إذ فساد السلطة هـو ينبوع كلِّ فساد في الناس ، وظلمُها مجلبة للمحق العـام لجميع مصالحهم ، بل لزوالهـم ، وحلول العقوبة الشاملة عليهم .




كما في الحديث : ( إنَّ الناس إذا رأوْا الظالم فلم يأخذوا على يديه ، أوشك أن يعمَّهم الله بعقاب من عنده ) رواه احمد وأصحاب السنن.




وفي الترمذي من حديث حذيفة رضي الله عنه مرفوعاً : ( والذي نفسي بيده لتأمرنّ بالمعروف ، ولتنهونّ عن المنكر ، أو ليوشكنّ أن يبعث عليكم عقاباً منه ، ثم تدعونه فلا يستجاب لكم ) .




وكما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : ( ولهذا كان أولوا الأمر هم العلماء والأمراء إذا صلحوا صلح الناس ، وإذا فسدوا فسد الناس ،ولما سألت الأحمسيّة أبا بكر الصديق ما بقاؤنا على هذه الأمـر ، قال : ما استقامت لكم أئمتكم ) انتهى ،




وإنما عنت السائلـة بقولها : (الأمر ) ، استقامة الحال ، وصلاح الأحوال ، واجتماع الشمل ، وانتشار العدل ، خلاف ما كانوا عليه في الجاهلية ، فبيـَّن لها أنَّ ذلك مرهون باستقامة السلطة ، وهو أمرمعلوم بضرورة العقل ، وشهادة الواقع ، والحس ،




ومن الخطأ الشائع الظن أنَّ فساد السلطة نتيجة لفساد الرعية ، والعكس أولى بالصواب ، غير أنّ الرعيـّة تعاقب على سكوتها عن ظلم السلطــان ، ورضاها به ، باستدامة ذلك الظلم عليهم جـزاء وفاقـاً ، ولا يظلم ربك أحداً .


ولهذا ورد في السنة كما في صحيح مسلم أنَّ من الخِلال الحسنة في الروم كونهم أمنع الناس لظلم الملوك ، ولما كانت هذه الخُلـَّة الجميلة فيهم ، لا يكاد يُسلَّط عليهم
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس