بسم الله الرحمن الرحيم
الذي حدث ببساطة شديدة هذه التظاهرة المليونية كانت مقتصرة على الهتاف ضد المجرم الأكبر مبارك لإسقاطه ، ولم يقم المتظاهرون بفعل ما يخرج عن حدود التظاهر السلمي ، واليوم جاء الأوساخ الأنجاس أزلام النظام المباركي ومرتزقة وزارة الداخلية من أجل الحيلولة دون تمكين هؤلاء المتظاهرين تظاهرًا سلميًا من التعبير عن أحلامهم التي بدءوا بالفعل يحققون جزء كبيرًا منها ، ولما تلاقى الجانبان وسالت الدماء قال الشيخ جزاه الله خيرًا كلمة الحق وهي أن هذا النظام المجرم الذي يحاول من خلاله القرد مبارك الحفاظ على منصبه إلى آخر لحظة هو نظام متواطئ على الشعب .
ليس هنالك فتنة أبدًا ، أمس الأول جاء الشيخ محمد حسان وحيّا هذه الجموع وقبل ذلك جاء أحد المشايخ وهو الشيخ جمال عبد الهادي ليعلن تأييده لما يقوم به المتظاهرون . ما الذي أدراه بالغيب ، وأن هناك من يندس ّ لتحقيق المطالب الرئاسية القذرة ؟ الجيش -للأسف- تخلى اليوم عن المتظاهرين ولا نعلم لماذا ولا كيف ، ولكن بفضل الله تمكن المتظاهرون من الاستفادة من أغلبيتهم العددية رغم إنهاكهم على مدى تسعة أيام ورغم ضآلة خبرتهم بالبلطجة .. تمكنوا من دحر هؤلاء السفلة .
السؤال : من الذي قام بهذه الفتنة ؟ الذي قام بها هو مبارك بنفسه وأزلامه من مهزومي الحزب الوطني والأمن خاصة الشرطة السرية .. هذا هو كل ما في الأمر لكن الإعلام المصري يصور المشكلة على أنها فتنة بين شرائح المجتمع ومؤيدي ومعارضي مبارك .
مبارك لم يكن له مؤيدون أبدًا إلا الأزلام الذين يدفع إليهم بالمال ليؤيدونه(وليته مال يسد رمقهم!!) وفجأة -سبحان الله- ظهر له جيش آخر من المرتزقة يقاتلون المتظاهرين الرافضين لألوهيته .
وبعد ذلك نجد من لا يحيي هذا الموقف الذي تبناه ؟ لماذا ؟هل كان عليه الإشادة بأفضال مبارك على العالم العربي والإسلامي ؟ ألم يحيي ثورة تونس ؟ أم أن عليه أن ينظّر للمبدأ الذي لا يفهمه الناس بشكل صحيح وهو حرمة الخروج على الحاكم ؟
باختصار : الكل تواطأ ضد الشعب بما فيهم الجيش في هذه اللحظة (إلا لو كان الجيش يخطط لإسقاط مبارك ). القرضاوي جزاه الله خيرًا يحيي نهضة الشعوب وصمودها ضد البلطجة ذلك السلاح الاستثنائي الذي لم نجده في إطفاء أية ثورة أخرى .
دعوا مباركًا الكلب كما كان يرفع الأسعار والضرائب العقارية وأزمة الأنابيب والتعامل مع إسرائيل بأبوية شديدة لأنه منهم وهم منه والإسلام منه برئ وسبحوا بأهمية طاعته والانقياد لأمره.... ثم قولوا كان على القرضاوي أن يتبنى موقف طنطاوي وشركاءه ومخنثي المؤسسات الدينية الإسلامية في مصر ، وبالمناسبة نفس الذي تبناه القرضاوي -قبل هذه الاشتباكات- أيدته جبهة علماء الأزهر وهم علماء ربانيون وليسوا أبناء المصالح الحكومية الضيقة .
أخيرًا : حينما نسكت على جرائم الرئيس نكون أذلاء ، وعندما نثور عليه فيضربنا نكون متمردين؟!! اللهم إنا نعوذ بك من الجبن والذلة . ولو تركتم مباركًا يحكم مصر بعد ذلك فلن تأمنوا أن يضطركم لبيع ملابسكم الخصوصية للحصول على الغذاء .. تبًا له ولمن ناصروه وساء ما يحكمون .