بدايةً، أود أن أوضح أمراً للكاتب والقراء، نحن نتبع نفس السياسة في الشرق الأوسط كما في بقية أنحاء العالم، فسياستنا شفافة وواضحة وصريحة. إن الوضع الحالي في الشرق الأوسط متأزم بسبب عنف الجماعات الإسلامية المتطرفة من جهة وسعي عامة الشعب لتحقيق سلام واستقرار وازدهار من جهة أخرى. أما بالنسبة للوضع في العراق، فالولايات المتحدة ليست من خلقَ النزاع الطائفي في ذلك البلد بل على العكس، فقد عملنا جاهدين خلال فترة تواجدنا في العراق على التقليل من حدة النزاع. لقد قامت قواتنا بمحاربة العناصر المتطرفة من كلا الجانبين وقد قُدمت العديد من الأرواح في سبيل تلك المهمة. وكما قمنا بمبادرة جهود المصالحة الوطنية التي أسفرت عن دمج أفراد من الصحوات السنية في صفوف القوات الأمنية العراق وفي الوزارات المدنية إضافة إلى قيامنا باستقصاء العناصر المرتبطة بالمليشيات من الوزارات السيادية. إن التزامنا نحو العراق نابع عن رغبتنا في مساعدة البلاد على تحقيق مستقبل أفضل للشعب العراقي أجمع بدلاً من تلك المرحلة التي عاشها الشعب في عهد نظام صدام حسين. والأهم من ذلك هو أننا لسنا منحازين إلى أي فئة دينية وننظر إلى كافة أفراد الشعب العراقي على قدم من المساواة.
أما بالنسبة لاتهامات الكاتب بوقوف الولايات المتحدة وراء عدم تشكيل اياد علاوي حكومة بعد فوزه بالانتخابات، فهذه ادعاءات غير صحيحة على الإطلاق. فلم تتدخل الولايات المتحدة في الانتخابات العراقية ولم تقم بالضغط على الحكومة لاختيار مرشح ما. وعندما منحت الحكومة الأمريكية السيادة للحكومة العراقية المؤقتة في العام 2004 كانت الحكومة حينها برئاسة اياد علاوي، فالقول بأننا عملنا على منع اختياره لمنصب رئيس الوزراء هو ادعاء في منتهى السخافة! نحن نؤمن بأن العراقيين قادرين على معالجة أمورهم بأنفسهم وقد أثبتوا ذلك للعالم من خلال الاتفاق ما بين الأحزاب السياسية مؤخراً.
إن علاقتنا مع دولة العراق، ذات السيادة، تحتاج إلى تواصل مستمر وجهود دبلوماسية مبنية على احترام مؤسساتها وعملياتها السياسية. وفي هذا الإطار، قمنا باحترام نتائج عملياتها السياسية وشجّعنا تشكيل الحكومة الجديدة من قبل جميع الأطراف المعنية. يوجد هناك دول أخرى تضم حكوماتها أحزاب متعددة، وعندما يفشل الحزب الواحد بالفوز بالأغلبية العظمى في الانتخابات البرلمانية تشكل بالعادة حكومة ائتلاف. فإذا نظرنا إلى الحكومة بريطانيا الحالية، نرى أن رئيس وزرائها هو من الحزب الذي احتل المرتبة الثالثة في الانتخابات الأخيرة. لماذا إذاً الافتراض الدائم بأن هناك مؤامرة أمريكية عندما يحدث شيء من هذا القبيل في العراق؟
إن قوات الأمن العراقية هي نتاج ثمانية أعوام من جهود قادتها الولايات المتحدة، والتي بدأت فور الانتهاء من مساعدة العراقيين على التخلص من النظام السابق. لقد تم بناء الجيش الحالي من جديد وهو قادر اليوم على محاربة التمرد. كما وتعمل الحكومة العراقية على بناء قوات أقوى من خلال الاستقطاب المكثف، واليوم نرى كل شاب من ضمن سبعة شباب ملتحق بقوات الأمن. والأهم من كل ذلك، فإن مهنية القوات الأمنية وقدرتها على محاربة الإرهاب تزداد كفاءة يوماً بعد يوم.
القيادة المركزية الأمريكية