التنصير في العراق .. الحقائق الغائبة 2ـ2
لقد أصبح العراق ساحة مفتوحة بعد احتلال القوات الأمريكية له، وقد وفَّر ذلك للمنظمات التنصيرية مجالات واسعة للحركة في مختلف مناطق البلاد، وإن كان التركيز – كما صرح المنصرون أنفسهم – على شمال العراق وجنوبه، ويمكن إجمال أهم الوسائل المتبعة في العراق، وَفْقاً للتقارير الصادرة عن المنظمات التنصيرية:
1
الإغاثة الطبية والخدمية: وتُعَدُّ هذه الوسيلة من أقدم الوسائل التنصيرية التي استعان بها المنصرون منذ بداية نشاطهم في العالم الثالث، وقد عانى العراق من تردِّي الخدمات الطبية كنتيجة طبيعية للحصار الذي امتد أكثر من ثلاثة عشر عاماً، ثم ما تعرضت له المؤسسات الطبية من عمليات نهب وإهمال بعد سيطرة القوات الأمريكية على البلاد، ويأتي هنا اسم (خدمة الكنيسة العالمية) المعروفة اختصراً (سي – دبليو – أس) التي تتكون من 36 مجموعة إنجيلية، والتي قامت بإرسال معونات طبية إلى العراق بقيمة 1.2 مليون دولار، وقد قُدِّمَت على شكل مساعدات طبية لمستشفيات في: الموصل وبغداد والبصرة، كما أرسلت هذه المنظمة هدايا عينية إلى طلاب المدارس، وزودت بعض اللاجئين بالأطعمة، وغالباً ما كانت هذه المعونات تتضمن شعارات (إنجيلية)، وربما بعض القصص والكتيبات المرفقة لأطفال المدارس.
2
الكنائس العراقية: شكلت الكنائس العراقية بؤر انطلاق للعديد من المنظمات التنصيرية؛ فقد كانت هذه الكنائس تزود المنصرين بقوائم الأُسَر المسلمة الفقيرة، ثم يقوم المنصرون بتوزيع المعونات الغذائية والعينية عليهم، وقد شاهدنا بأم أعيننا بعض العوائل الفقيرة المسلمة تقف على أبواب الكنائس في منطقة (كامب سارة) ببغداد طمعاً في الحصول على معونات غذائية، خاصة مع شح أو انعدام المعونات والمساعدات المقدَّمة من قِبَل الدول الإسلامية، بسبب سياسة تجفيف المنابع التي انتهجتها السياسة الأمريكية بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م، وكان هذا سبباً في موجة الاستهداف الذي تعرضت له كنائس نصارى العراق – وإن كنا لا نجيز ذلك – في أغسطس من عام 2005م، ولذلك تراجعت معظم هذه الكنائس عن سياسة دعم المؤسسات التنصيرية علناً؛ فقد صرح (يونادم كنة) ممثل الكلدان الآشوريين في حكومة بريمر لهيئة الإذاعة البريطانية قائلاً: (إن الفِرَق التبشيرية الغربية – وبالأخص الأمريكية – جاءت بعـد الاحتـلال، وأسهمت أنشـطتها في تعكير الأجواء بسبب قيامها بالتبشير بين غير المسيحيين). وقال: (إن الغضب من هذه الأنشطة قد يكون سبباً في التفجيرات التي تعرضت لها الكنائس في عدد من مدن العراق، كما أن هذه الفِرَق كانت محل رفض من الكنائس العراقية نفسها).
3
وسائل الإعلام: شكلت هذه الوسيلة الحديثة جانباً مهماً من جوانب التنصير؛ إذ جرى استغلال وسائل الإعلام - خاصة التلفزيون والراديو – في عرض البرامج التنصيرية، وإن كانت بصورة غير مباشرة، وليس أدلَّ على ذلك من تخصيص قناة فضائية أمريكية باسم (الحرة – العراق)، يجري من خلالها عرض عدداً من المواد الإعلامية التي تحث على اتباع أسلوب الحياة الأمريكية، على اعتبار أنها تمثل قمة الحضارة والانفتاح، كما خصص راديو (سوا) الذي يُدعَم بصورة مباشرة من الإدارة الأمريكية موادَّ مختلفة عن الحياة الاجتماعية والسياسية لنصارى العراق، وهناك قناة محلية عراقية تبث من بغداد باسم (صوت المحبة) تحث على التنصير بصورة واضحة وصريحة، والأخطر من هذا كله أن الإدارة الأمريكية دعمت بصورة مباشرة افتتاح قناة خاصة بالنصارى العراقيين على القمر (عربسات) باسم قنـاة (آشور)، وهي قناة تنصيرية من الدرجة الأولى، وإن كانت معظم برامجها تُبَث باللغة السريانية، ومديرها هو يعقوب يعقوب، واعتمد في إدارة هذه القناة على تمويل مباشر من المنظمات التنصيرية الأمريكية خاصة، ولم تعتمد هذه المنظمات التنصيرية على هذه الوسائل فقط، بل بدأت تقوم بنفسها بتوزيع الأشرطة المرئية على الأُسَر المسلمة مرفقة بالمعونات الغذائية المقدمة لهذه الأسر. وتتألف تلك المواد من أفلام فيديو على رأسها فلم (يسوع) الذي انتجته السينما الأمريكية ليتحدث عن القصص المحرفة لنبي الله عيسى، عليه السلام، وجرى (دبلجته) إلى أكثر من 70 لغة وأكثر من 200 لهجة محلية، وقد وُزِّع هذا الفلم في مناطق متفرقة من العراق، وباللهجة العراقة المحلية.
__________________
كـُـن دائــما رجـُــلا.. إن
أَتـــوا بــَعــدهُ يقـــــــولون :مَـــــرّ ...
وهــــذا هــــوَ الأثـَــــــــــر
" اذا لم يسمع صوت الدين فى معركة الحرية فمتى يسمع ؟؟!!! و اذا لم ينطلق سهمه الى صدور الطغاة فلمن اعده اذن ؟!!
من مواضيعي :
|