عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 27-12-2010, 11:12 AM   #10
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي


في سنة 10هـ/631م تم أول لقاء بين الدولة الإسلامية دولة المدينة المنورة والتي يقودها الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وبين ممثلي النصرانية، وذلك عندما جاء وفد نصارى نجران للقائه في المدينة، ويومئذٍ استقبلهم الرسول صلوات الله عليه في مسجد النبوة، وقد سمح لهم بأداء صلاتهم النصرانية التي يتجهون فيها للشرق في مسجد النبوة.

وبعد لقاءات وحوارات معهم عقد لهم رسول الله صلوات الله وتسليمه عليه عهداً صار وثيقة دستورية لكل من يتدين بالنصرانية عبر الزمان والمكان. ولقد جاء في هذا العهد الذي لا يزال منفرداً لا نظير له في كل المواثيق التي عرفتها البشرية حتى هذه اللحظة:

( ولنجران وحاشيتها وأهل ملتها ولجميع من ينتحل دعوة النصرانية في شرق الأرض وغربها وقريبها وبعيدها، فصيحها وأعجمها جوار الله وذمة محمد النبي رسول الله على أموالهم وملتهم وغائبهم وشاهدهم وعشيرتهم وبِيعهم وكل ما تحت أيديهم من قليلٍ أو كثير... لا يغير أسقف من أسقفيته ولا راهب من رهبنيته وأن أحرس دينهم وملتهم أين كانوا بما أحفظ به نفسي وخاصتي وأهل الإسلام من ملتي، ولا يحملون من النكاح (الزواج) شططاً لا يريدونه ولا يكره أهل البنت على تزويج المسلمين ولا يُضاروا في ذلك أن منعوا خاطباً وأبوا تزويجاً؛ لأن ذلك لا يكون إلا بطيبة قلوبهم ومسامحة أهوائهم، إن أحبوه ورضوا به. وإذا صارت النصرانية عند المسلم (زوجة) فعليه أن يرضى بنصرانيتها ويتبع هواها في الاقتداء برؤسائها والأخذ بمعالم دينها ولا يمنعها ذلك. فمن خالف ذلك وأكرهها على شيء من أمر دينها فقد خالف عهد الله وعصى ميثاق رسوله وهو عند الله من الكاذبين. ولهم (أي النصارى) إن احتاجوا في مرمة بِيعهم وصوامعهم أو أي شيء من مصالح أمورهم ودينهم الى رفد (مساعدة) من المسلمين وتقوية لهم على مرمتها أن يقوم المسلمون بذلك .... الخ الوثيقة)

[ هذا الميثاق أورده الدكتور محمد عمارة في جريدة أخبار اليوم المصرية يوم السبت 29/12/2008].

وقد اتضح أن الخليفة عمر ابن الخطاب كان حاضراً في تلك اللقاءات وقد استوحى منها ما ظهر في العهدة العمرية لنصارى القدس.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس