طالبان: أمريكا على "شفير الهزيمة" ولن تحقق "النصر"
الخميس 16 ديسمبر 2010
قللت حركة "طالبان" من جدوى مراجعة الإستراتيجية الأمريكية للحرب في أفغانستان التي من المقرر أن تعلن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تفاصيلها الخميس، قائلة إنها لن تنجح في تحويل "الهزيمة" إلى "نصر" للولايات المتحدة، بعد تسع سنوات من الاحتلال الأمريكي لهذا البلد.
يأتي هذا في ختام عام يعد الأسوأ على صعيد الخسائر في صفوف القوات الدولية بأفغانستان تحت قيادة الولايات المتحدة، على الرغم من إرسال الرئيس أوبامها 30 ألف جندي إضافي في العام الماضي لدعم القوات بعد أن كثفت "طالبان" من هجماتها.
لكن البيت الأبيض قال الثلاثاء إن مراجعة استراتيجية الحرب خلصت إلى أن زيادة القوات أدت إلى إحراز تقدم مهم في الحرب المستمرة منذ تسع سنوات وهو ما يمكن أن يسمح بانسحاب بعض الجنود الامريكيين من أفغانستان في يوليو القادم.
لكن المتحدث باسم "طالبان" قاري يوسف أحمدي أكد أن مراجعة الاستراتيجية لن يمكن الولايات المتحدة من تحويل "هزيمتها" في أفغانستان إلى نصر عسكري تسعى إلى تحقيقه إدارة أوباما قبل البدء في خطة سحب القوات في العام المقبل.
ودعا في تصريحات على موقع "طالبان"، "المسئولين الأمريكيين مرة أخرى، بأن يطرحوا أمنية احتلال أفغانستان وتسلطهم عليها عن أذهانهم، فهم لا يستطيعون بتجديد استراتيجياتهم العسكرية أن يحولوا احتلالهم الواقف على شفير الهزيمة إلى نجاح وفوز، وأما وإذا همْ يصرون على دوام هذا الوضع، غير ما يقع في صفوفهم هذا النوع من الارتباكات المفاجئة، وسيواجهون مزيدًا من أزمات مستمرة واضطرابات مستديمة في المجال العسكري والسياسي، ولن يعثروا على شيئ سواها".
ورأى أن الوفاة "المفاجئة" للدبلوماسي ريتشارد هولبروك الموفد الأمريكي الخاص لباكستان وأفغانستان الاثنين عشية الإعلان عن مراجعة الإستراتيجية الأمريكية "يعد درسًا مهمًا ذا عبرة لصانعي السياسة الأمريكية، حدث في وقت مناسب جدًا، قد يُستفاد منه في إتخاذ الإستراتيجية الجديدة".
وعزا المتحدث وفاة هولبرك (69 عامًا) بعد تمزق الشريان الأورطي إلى الضغوط التي تعرض لها بسبب "الفشل" في مهمته، بعد نحو عامين من تكليف الرئيس أوباما له، ليكون موفدًا خاصًا إلى باكستان وأفغانستان، "بعدما تعرضت شهرته واعتباره المكتسب للوم من أجل تعسره، وفشله في أفغانستان، كذلك إطالة الحرب، واساءة حال الاحتلال الأمريكي فيها"، بحسب قوله.
وقارن المتحدث بين وفاة المسئولين السوفيت إبان الاحتلال السوفيتي لأفغانستان، مشيرا إلى أنه قبل ميخايل جروباتتشوف آخر رئيس للاتحاد السوفيتي قبل انهياره في مطلع تسعينات القرن الماضي "اهلك اللهُ ثلاثة قادة الاتحاد السوفيتي الواحد تلو الآخر في زمن قصير وهم برجنف، وجرنينكو، واندروبوف ووضعوا حمل هذه المهمة الصعبة الثقيلة عن كاهلهم بالموت مثل هولبروك".
وأضاف "تشير العلامات والأحداث الأخيرة أن العدوة نفسها قد انطبقت على الدوائر السياسية والعسكرية الأمريكية، فقبل أربعة أشهر أغمي على صاحب أربعة نجوم الجنرال/ ديويد بيترايوس أمام جلسة مجلس الشيوخ الأمريكي وذلك بعدما عرضت عليه أسئلة حول الوضع في أفغانستان، ويتضح بالنظر إلى النهاية المفزعة لهولبروك، ومصير مك كريستال نتيجة كلامه الجنوني نحو قادته، والاستقالة المزمعة لرابرت جيتس أن حرب أفغانستان قد غمت وثقلت على كبار المسؤوليين العسكريين والسياسيين الأمريكيين ولذلك يتخلصون منها إما بالموت أو الجنون أو الاستقالة".
وفي نوفمبر الماضي أقر قادة حلف شمال الأطلسي في اجتماعهم بلشبونة بالبرتغال خطة لبدء سحب قوات "الناتو" البالغة 150 ألف جندي من الخطوط الأمامية في أفغانستان، وذلك اعتبارا من العام المقبل.
ورأت حركة "طالبان" أن خطة انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي من أفغانستان تشكل مؤشرا على فشل الولايات المتحدة. وقالت إن الاتفاق يبرهن أن واشنطن فشلت في الحصول على مساعدات عسكرية إضافية من الدول الأعضاء في حلف "الناتو" أو على التزام بمواصلة العمليات على المدى البعيد