عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 07-12-2010, 06:47 PM   #2
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

بالأرقام والوثائق .. ذبح الجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان
الاحد 05 ديسمبر 2010




}بقلم: عامر عبد المنعم
aamermon@alarabnews.com
الجيش الأمريكي منهك وغير قادر علي غزو أي دولة أخري، وأي تهديدات بغزو دولة إسلامية كاليمن أو باكستان أو السودان أو إيران مجرد كلام أجوف وغير واقعي. فالجيش الأمريكي بعد تكسير عظامه في العراق وفي أفغانستان عاجز عن خوض حروب جديدة، وغير قادر علي اجتياح دولة ثالثة برياً، لا الآن ولا مستقبلاً. وضاع الحلم الإمبراطوري مع تمزيق هذا الجيش العدواني في أرض الرافدين وقري الأفغان.
تؤكد الأرقام والوثائق التي تحت أيدينا أن الحرب في العراق وفي أفغانستان كانت أكبر محرقة لمعدات وجنود الجيش الأمريكي منذ نشأة الولايات المتحدة وحتي الآن. لقد خسرت أمريكا ما يزيد عن 600 ألف قطعة من العتاد، ما بين دبابة وعربة قتال ومدرعة وهمفي ومروحية، وسقط ما يزيد عن مليون عسكري بين قتيل وجريح ومعاق ومصاب بالأمراض النفسية وأمراض الدماغ.
ربما تكون هذه الأرقام مذهلة للبعض، وقد كانت بالفعل مفاجئة بالنسبة لي شخصيا، ولكن بعد عملية بحث دقيقة، وضعت يدي علي الكثير من المعلومات من مصادرها الأمريكية، كالبنتاجون والكونجرس وغيرها. وهالني الكم الكبير من المعلومات المتاحة والتي تستحق أن نضعها أمام أعيننا لنفهم مايدور حولنا ولا نكون كجن سليمان نعمل في العذاب بينما أمريكا الإمبراطورية شاخت، وشلت، وسقطت.
وقد تلقيت رداً من القيادة المركزية الأمريكية للمرة الثانية علي مقالي السابق الذي ذكرت فيه 22 دليلاً اقتصادياً علي الإنهيار الوشيك للولايات المتحدة الأمريكية، وكنت أتوقع أن يكون رداً علميا يستحق النقاش حوله ولكن وجدته كالرد الأول مجموعة من الإدعاءات، والكلام المكرر الذي لا يقف علي ساقين.
وقد رددت في المقال السابق علي معظم ماورد في الرد الأخير، وحتي لا نبتعد عن صلب موضوعنا، فإنني سوف أتعرض لما يستحق التفنيد في مقال قادم إن شاء الله.

كنت في المقال السابق قد ركزت علي الانهيار الاقتصادي الذي تعاني منه أمريكا ودوره في إنهاء الهيمنة الأمريكية وإسقاط المشروع الإمبراطوري الأمريكي وسردت الأدلة علي أننا ننتظر لحظة الانهيار الوشيك كما حدث مع الإتحاد السوفيتي.
وفي هذا المقال - كما وعدت القراء- فإنني سأركز علي الانكسار العسكري للجيش الأمريكي في العراق وفي أفغانستان، وأكشف عن معلومات تفضح حقيقة الثور المذبوح بأيدي حفنة من أبناء الأمة بإمكانات عسكرية بسيطة جدا، في أفقر دولتين مسلمتين عانتا من حصارٍ زاد عن عقدٍ من الزمن.
ولكي نقف علي حجم التدمير الذي تعرض له الجيش الأمريكي، فإنني ركزت علي حجم الخسائر في المعدات وأنظمة التسليح، والخسائر البشرية بالقتل والإصابة أثناء العمليات العسكرية، وإصابات ما بعد الحرب، والقتلي والمصابين من المتعاقدين من غير العسكريين. ولم أتعرض للتكلفة الاقتصادية إلا في حدود ضيقة لأنني أشرت إليها في المقال السابق.
أولاً: الخسائر في المعدات وأنظمة التسليح
1- المعدات المدمرة والمعطوبة
- قدرت دراسة لمكتب الميزانية بالكونجرس الأمريكي في سبتمبر 2007 عدد القطع التي فقدها الجيش وتحتاج إلي تعويض علي وجه السرعة بنحو 300 ألف معدة من كل الأنظمة الأساسية، خاصة المروحيات ودبابات أبرامز وبرادلي والمدرعات والهمفي والمدافع.[1]
وقالت الدراسة المتعلقة بعملية الإصلاح والإحلال والتجديد للمعدات المدمرة والمعطوبة التي تم استقدامها من ساحات الحرب بعنوان" Replacing and Repairing Equipment Used in Iraq and Afghanistan " أن عمليات إصلاح وتعويض هذه الأسلحة ستأخذ وقتا طويلا.
- قالالجنرال روبرت رادين رئيس قيادة العتاد في الجيش الأميركي ونائب رئيس الأركان للعمليات اللوجستية والعمليات أن عدد المعدات التي دمرتها الحرب وخضعت للإصلاح مثل عربات القتالبرادلي ودبابات ابرامز وقطع المدفعية والعربات ذات العجلات في عام 2005 بلغت 20000 قطعة. وفي 2006 بلغت 33000 قطعة، و في 2007 بلغت حوالي 47000 قطعة من المعدات خضعت للإصلاح.[2]
- وفقا لمكتب الميزانية بالكونجرس عام 2006 فإن النقص في المعدات نتيجة التدمير كان كالتالي:
13 ألف من المركبات سريعة الحركة ومتعددة الأغراض (همفي)
32 ألف مركبة تكتيكية متوسطة
7,600 آلاف مركبة تكتيكية ثقيلة
- قال بيتر شوميكر رئيس أركان الجيش الأمريكي في سبتمبر 2006 أمام مجموعة متخصصة في الكونجرس أن 1500 من عربات هامفي و الدبابات ام 2 والمركبات القتالية برادلي وغيرها تنتظر الإصلاح في مركز الصيانة في "رد ريفر آرمي"، وتنتظر 500 دبابة ام 1 في مركز انيستون في الاباما. وقال إن مراكز الصيانة الخمس الكبري التابعة للجيش لاتعمل بنصف طاقتها بسبب نقص الاعتمادات.[3]
- في نهاية 2006 بدأت عملية نقل الآلاف من الدبابات والمركبات المعطوبة إلي مستودعات وورش الجيش في الولايات المتحدة للإصلاح. ففي مستودع " Red River "في ولاية تكساس ، حسبما ذكرت " Fort Worth Star-Telegram" ما لا يقل عن 6200 عربة همفي ودبابة ومدرعة وشاحنة وسيارات الإسعاف تنتظر الإصلاح .
- وهناك مقبرة أخري للدبابات وعربات القتال في مستودع الجيش في انيستون في ولاية ألاباما. وقالت المتحدثة باسم المستودع جوان غوستافسون أن المستودع سيقوم بإصلاح 1885 من الدبابات والعربات المدرعة الأخري خلال السنة المالية التي بدأت في 1 أكتوبر 2006. وقالت ان المستودع قام باصلاح 1169 دبابة وآلية في 2004 واصلاح 1035 في 2005.[4]
- كثير من المعدات الأمريكية تعطلت بسبب الإجهاد والإهلاك، والحركة، كرا وفرا في أرض المحرقة، واستنفاد الطاقة المحددة لها. ففي جلسات استماع بالكونجرس في يناير 2007 قال الجنرال تشارلز اندرسون مدير تطوير الجيش أمام أعضاء اللجان الفرعية لجهوزية القوات الجوية والبرية: إن الحرب أجهدت الشاحنات والدبابات وطائرات الهليكوبتر وأهلكتها، فالدبابات تتحرك في أرض المعركة بمعدل يتجاوز خمس مرات المعدل المقرر لها، والشاحنات بما يفوق المعدل بـ 5-6 مرات، ونفس الأمر مع المدرعات الثقيلة كما أن المروحيات استهلكت حيث تطير بمعدل يزيد 5-6 مرات عن المقرر لها.[5]
- نسبة أخري من المعدات تعطلت بسبب ظروف التشغيل القاسية حيث تتحرك الدبابات والمدرعات لمسافات طويلة علي الطرق الأسفلتية المعبدة التي تزيد من معدلات الاهتزازات بالنسبة للأنظمة الإلكترونية و الميكانيكية مما يتسبب عنه إهلاك هذه الأنظمة.[6]
- الظروف البيئية فيالعراق حاربت الجيش الأمريكي، فالمعدات التي لم تصبها العبوات الناسفة علي الطرق وقذائف المورتر في القواعد العسكرية، تعطلت بسبب عواصف الرمال والغبار التي أفسدت محركات الطائرات والأنظمة الإلكترونية والفلاتر، وأتلفت محركات الدبابات. ويصعب إصلاح ما أتلفته الرمال والغبار في الميدان ويحتاج إلي ورش تم التوسع في بنائها في الولايات المتحدة خصيصا لإنقاذ معدات الجيش.[7]
- أعلن الجيش أن كل الدبابات أبرامز وبرادلي العائدة من العراق تم إرسالها إلي المستودعات لإصلاحها بسبب الرمال التي سدت المحركات والفلاتر. ويكلف اصلاح الدبابة الواحدة وتخليصها من الرمال 800 ألف دولار، ويكلف ذلك للبرادلي 500 ألف دولار.[8]
- مع استنزاف كل الترسانة الأمريكية وإرسالها إلي العراق وأفغانستان والمناطق المحيطة بهما في أول خمس سنوات للحرب أكد الخبراء في وزارة الدفاع الأمريكية عدم توفر معدات للقوات المتوجهة إلي المعركة، علاوة علي عدم توفر معدات للتدريب. [9]
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس