عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 30-10-2010, 02:54 PM   #2
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

والكتاب الرابع هو كتاب " سادة العالم الجدد " لجون زيغلر ، وهو أحسن كتاب يلقي الضوء على الدور الذي تلعبه أمريكا بكلِّ صندوق النقد ، والبنك الدوليين ، ومنظمة التجارة العالمية ، تحت شعار العولمة ، لتحقيق الهيمنة على العالم ، وأسواقه ، مما أدى إلى كوارث خارجة عن حدّ الوصف على شعوب العالم لاسيما الفقيرة ، ولهذا فقد أكثرت من الإستشهاد به في مقالات سابقة .

والكتاب الخامس هو " أفضل ديمقراطية يستطيع المال شراؤها" ، لغريغ بالاست ، وفيه بيان تفصيلي بأنَّ أمريكا إنما تحرِّك السياسة ، والحروب ، كما تحرِّك ما يُسمَّى بـ(الديمقراطية) نفسها، نحـو هدف واحـد هو نهـب ثروات وأسواق العالـم ، وللنهب فقط ، ولو أبيدت الشعـوب.

ومن شأن هذه الكتب الخمسة أن تضع قارءها على (الخارطة السياسية الحقيقية للعالم) ، وتكشف الستر عن المشهد الحقيقي الذي يختلف وراء ديكورات ما يسمى بالمؤسسات السياسية الدولية ، وكراسيها الفاخرة ، وكاميرات الإعلام المخادعـة .

فإن كان القارىء مفكـراً سياسيا شريفا محبـَّا لأن تسود العدالة العالم _ مسلما كان أو غيـر مسلم _ علم أن لاخلاص للعالم إلاّ بتحطيم الهمينة الغربية بقيادة أمريكا ، وإزاحتها عن كونها في (مركز العالم ) ، ذلك المركـز الذي صنعته من نهب ثورات الشعوب ، وإبادتهـا ، وإمتصاص دمائها .

وإن كان عالماً شرعياً مسلماً علم أنّ أوَّل خطوة لفهم المعركة بين الإسلام ، وعدوِّه التقليدي التاريخي وهو الغرب الصليبي ، هو أن يُخرج ( الدروشة ) من أمِّ رأسه ، ويعرف من الذين يديـرون العالم بأشـدّ الوسائل إجرامـا وفسادا ، وكيف ، ولماذا يفعلون ذلك ؟

وأن ما يسمى بـ( المعاهدات ، والمواثيق الدولية السياسية ، ومؤسساتها ) ما هي إلاّ أدوات لتلك الإدارة الجائـرة ، ولهذا لايمكن أن يسمحـوا بإعادة صياغتها _ كما اقترح الزعيم القذافي في مؤتمر الأمم المتحـدة _ لتخرج عن كونها أدوات بيد الغرب ، لتصبح ميزانا حقيقيا للعدالة الدولية .

وأنَّ هؤلاء الذين يديرون العالـم _ ونقصد ساسة الإجرام الدولي _ يديـرونه بالجور ، والظلم ، والفساد ، والوحشية _ كما في الحديث تمُلأ ظلما وجوْرا _ وأنَّ من يصفهم بالعدالة ، هـو إمـّا جاهـل ، أو متزلف لمن اشتـروا ذمَّتـه ليقول ما يرضيهـم .

وحينئذ يكفُّ _ أعني العالم المسلم إذا قـرأ _ عن ترديد بلاهـة ( مشايخ البلاط والدروشـة ) عن الحاجـة إلى تجديد الفقه ليلائم ( متغيرات عصر المواثيق الدولية في ضوء الدولة القطرية ) ! ، ويتعلم أنَّ ( العقيدة السياسية الغربية الصهيوصليبية ) لم تُغيـِّر سوى أدواتها ، فالمعركة هي ذاتها ، والعقليـّة هي ذاتها ، والأهداف هي ذاتها ، والغاية النهائية هي إبادة الحضارة الإسلامية في مشروع هيمنة على العالم بأسره .

وأنَّ الغرب المتصهين لا ينظر أصلا إلى ما يُسمَّى بـ( الدول القطريـّة ) لاسيّما في المنطقة الجغرافية لحضارتنا ، إلاَّ على أنها مستعمرات _ تُوضع لها بين الفينة والأخرى صيغ سياسية وفق نظامه الدولي الذي يفصِّله على مقاس أطماعه _ لحضارته الصليبية المتحالفة مع الصهيونية .

كما سيفاجأ قارىء هذه الكتب بمدى إنتشار (السذاجة السياسية ) في العالم لاسيما في عالمنا العربي ، إلى درجة أنَّ شرائحَ منتشـرة _ لاسيما من ( شيوخ الدروشة ) _ لازالوا يصدّقـون فعـلا بأنَّ ( الإرهابيين ) ذوي الإمكانات المتواضعة الثائرين على الظلم العالمي بوسائل شبه بدائية ، هم الخطر الأعظـم على مستقبل البشرية ،

ولهذا يجب _ عندهم _ عدم إشغـال ( الحالة الإسلاميـة ) بصدِّ الهجمة الصهيوصليبية على أمتنا ، أو الخطـر على المقدَّسات على رأسها القـدس ، بل الإنهمـاك بتغييـر حتَّى مناهج التعليم في البلاد الإسلامية ! وإغـلاق مراكـز تحفيـظ القرآن ! لإنقاذ البشرية من هذا خطر (الإرهاب) الماحـق ، وإعادة ( الأمن الفكري ) إلى بنـي جميـع آدم المصطلين بنـاره التي لاترحــم !!

وكـم هي سذاجة بالغة حـدَّ إثارة الشفقة ، تلك التي تُجرف وراء خبر ( طرود بريدية تحمل متفجرات ) ، فتنسي ( فلـم ) مشاهـد ملايين الضحايا الذين ينزفـون بالدماء ، أو الجوع ، أو المرض ، أو الفقـر ، كلَّ يـوم ، بالعقيدة السياسية الغربية القائمة على عقليـّة الإبادة الجماعية ،

حتى لو كان الخبـر يُشاع ، في خضـم فضائح ( الويكيليكس ) التي وقعت كالصاعقة على الإدارة الأمريكية ، يُشاع ليريحها ولـو قليـلا من إزعـاج الفضائـح !!

والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل ، نعم المولى ، ونعم النصيـر .

الكاتب: حامد بن عبدالله العلي
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس