ولا ما قام به سابقا ـ على سبيل المثال ـ معهد الفنون الحديثة في بريطانيا ، وهـو مؤسسة غير ربحية مسجلة في بريطانيا ، تحصل على مساعدة مالية من مجلس الفنون البريطاني ومعهد الفيلم البريطاني ومؤسسة راين، ومن أهدافه توفيـر المكان للتعبير عن وجهات النظر المتعددة
ما قام به من استضافة عدد من الكتاب ، والأدباء العرب لإلقاء محاضرات أو المشاركة في ندوات .
أما الذين استضافهم هذا المعهد فمنهم : محمد شكري صاحب كتاب " الخبز الحافي " ، الرواية الممنوعة في معظم البلاد العربية وتسخر من الإسلام ، وكذلك عبد الرحمن منيف صاحب رواية " مدن الملح " التي هي مثل رواية الخبز الحافي ، كما يبدي هذا المعهد اهتماما خاصا بكل المعادين للإسلام ، فيجري لقاءات مع نوال السعداوي ، وحنان الشيخ ، وعائشة جبار وغيرهم .
ولا إستضافة الغرب عموما ، لكلِّ من أعلن ردّته شاتما الإسلام ، من أمثال سلمان رشدي الذي قال في شأنه ذلك الوزير البريطاني الذي ينتمي لحزب المحافظين : ( يجب إعادة فتح بريطانيا للانجليز، ويجب طرد المسلمين إلى ديارهم إذا كانوا لا يستطيعون أن يعيشوا في بلد يسمح فيه لسلمان رشدي بحرية التعبير عن آرائه )!
،
ولا أهانة المصحف الشريف ، وإلقائه في القمامة في سجون غوانتنامو ، وأبو غريب كما شهد بذلك المفرج عنهم من تلك المعتقـلات
ولادخول آلاف المنصّرين ، ومئات المؤسسات التنصيريـة ، مع القوات الصليبية الغازية إلى العراق وأفغانسـتان ، وسعيهم الحثيث لتخريب عقيدة الإسلام.
ولا محاربة الجمعيات الخيرية الإسلامية ـ تحت كذبة مسمِّى الإرهاب ـ التي تنشر الدعوة الإسلامية في الأرض مما شل جهود المنصرين وأصابهم بخيبة الأمـل .
لم يكن ذلك كله إلاَّ وفق مخطط منظـِّم جاء مرادفا للحملة الصليبية التي حلت جيوشها في عاصمة الخلافة والحضارة الإسلامية بغـداد ، وعاصمة الجهاد الإسلامي كابـل ، وتزامنت مع تصعيد تهويد القدس , وبناء المستوطنات ، وإشتداد الحملة في محاربة الجهاد الفلسطيني
وما ذلك كله إلاّ إمتداد للحملات الصليبية الغابرة في التاريخ ، وليس يختلف شيء سوى أنها اليوم ترتدي أردية الزيف والخداع ، وتختفي وراء شعارات سياسية كاذبة.
وإنَّ الواجب على العالم الإسلامي اليوم أن يقوم بفريضة الإنتصار للدين التي هي أعظم فريضة في الإسلام ، وذلك بمواجهة هذه الحملة الإعلامية الحاقدة على مقدسات المسلمين عبر القنوات التالية :
أولا : دعم موجـة الجهاد الإسلامي التي تنتشـر في الأمة الإسلامية ماديا ، وإعلاميـا ومعونيـا بتشجيع ثقافته ، ونشـر ثقافة المقاومة التي من أهم ركائزها تبصير المسلمين بالمخطط الغربي الصهيوصليبي لمحاربة الحضارة الإسلامية ،
كما يجب التركيز على إلحاق الهزيمة بفكر الإنهزام ، وثقافة الإنبطاح ، وسياسة الذل التي تنتهجها الأنظمة العربية وملحقاتها الدينية من ( شيوخ البلاط ) ،
فالجهاد هو شوكة الإسلام ، ورادع أعدائه ، ومعـزُّ أوليائه .
ثانيا : عدم الإنخـداع بأي موقف غربي يكتفي بالتنديد ، ذلك أنَّ هذه الجرائم التي تهين مقدساتنا علنا ، ليست حوادث معزولة كما ذكرنا ، بل هي منهجٌ شامل ، وسياسة مدروسـة ، كما أن تذرعهم بالحرية ليس سوى كذبة كبيرة ، فهم يقومون بمصادرة كلِّ الحريات ، وإسكات الأفواه ، والأخذ على الأيدي ، بوسائل تتجسَّس على كلِّ شيء في بلادهم ، إذا كان ذلك ضدهم ، فإن جاء الهجوم على الإسلام تذرعوا بالحرية ! ومن الواضح أن جريمة إحراق المصحف هي إعلان حرب على الأمة الإسلامية.
ثالثا : التحرك في جميع الوسائل المتاحة لردع العدوّ ، وتأديبه ، والتنكيل به ، جراء جرائمه ، وعدوانه ، وبغيه على أمتنا العظيـمة .
ويدخل فيه هذا أيضا التحرك ضد المتطاولين على ثوابت الإسلام كمكانة الصحابة الكرام ، وامهات المؤمنين ، كما فعل الزنديق الشيعي ياسر الخبيث الذي تنقَّص من امنا عائشة رضي الله عنها ، وأمهات المؤمنين ، والصحابة الكرام برعايـة وحمايـة الحكومة البريطانية الصليبية .
قال الحق سبحانه : ( قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ )
والله أكبـر ولله الحمد ، وهو حسبنا عليه توكلنا وعليه فليتوكل المتوكـلون
حامد بن عبدالله العلي
عيد الفطر السعيد ، غرة شوال ، 1431هـ