عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 09-09-2010, 05:37 PM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,027
إفتراضي

وقد أورد الله لنا عدة مواقف تبين لنا هذا الخطأ وهى :
1-طلب نوح (ص)من الله إدخال ابنه الكافر الجنة رغم كفره والسبب فهمه الخطأ لكلمة الأهل فى قوله بسورة هود"وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن أمن "فقد فسرها بأن الأهل هم الأسرة المكونة من الزوجين والأبناء والأباء بينما قصد الله بها المؤمنين منهم ولذا بين الله لنوح (ص)أن ابنه ليس من أهله أى ليس من شيعته المؤمنين وفى هذا قال بنفس السورة "يا نوح إنه ليس من أهلك "وقد نهى الله نوح(ص)عن هذا الطلب فقال بسورة هود"فلا تسئلن ما ليس لك به علم إنى أعظك أن تكون من الجاهلين "وما إن علم نوح(ص) أن طلبه خطأ حتى طلب من الله الغفران والرحمة حتى لا يكون خاسرا وفى هذا قال تعالى بسورة هود"قال رب إنى أعوذ بك أن أسألك ما ليس لى به علم وإلا تغفر لى وترحمنى أكن من الخاسرين ".
2-إن إبراهيم (ص)طلب من الله إدخال أبيه الجنة رغم كفره وهو ما يسمى استغفار إبراهيم (ص)لأبيه وقد ذكر فى عدة سور منها قوله بسورة مريم "قال سلام عليك سأستغفر لك ربى إنه كان بى حفيا "وهذا الاستغفار كان خطأ من إبراهيم (ص)دفعه إليه سبب هو أنه وعد أبيه بالاستغفار فأحب أن يحقق وعده فحققه مخالفا الشريعة ولذا قال تعالى بسورة التوبة "وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه "ولكن لما عرف إبراهيم (ص)الحق وهو أن أباه عدو لله تبرأ منه وفى هذا قال بنفس الآية "فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه ".
3-أن النبى (ص)والمسلمين كانوا يطلبون المغفرة للمشركين وقد نهى الله القوم عن ذلك مبينا لهم أن هذا خطأ لا يصح حتى ولو كان الكفار أولى قربى لأن الكفار معروف أنهم أصحاب النار وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "ما كان للنبى والذين أمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب النار "وقد بين الله للمسلمين أن استغفارهم أو عدم استغفارهم لن يغير من موقفه وهو عدم الغفران للكفار وفى هذا قال بنفس السورة "استغفر لهم أو لا تستغفر إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله " .
الدعاء والغير :
تنقسم الأدعية لنوعين إذا كان الداعى يدعو للغير هما :
1-الدعاء على والمراد به طلب الأذى والضرر لفرد أو لجماعة محددة .
2-الدعاء لـ والمراد طلب الخير والنفع لفرد أو لجماعة معينة ومن أمثلة الدعاء على الأخرين قوله تعالى بسورة الأعراف "ربنا هؤلاء أضلونا فأتهم عذابا ضعفا من النار "وقوله بسورة ص"قالوا ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا فى النار "ومن أمثلة الدعاء للأخرين قوله بسورة إبراهيم "ربنا اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين يوم يقوم الحساب "وقوله بسورة البقرة "رب اجعل هذا بلدا أمنا وارزق أهله من الثمرات ".
الدعاء والنفس :
تنقسم الأدعية لنوعين إذا كان الداعى يدعو لنفسه وهما :
1-الدعاء على نفسه والمراد طلب الأذى للنفس ومن أمثلته قوله تعالى بسورة الأنفال على لسان الكفار "اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم "فهنا الكفار يطالبون الله بإنزال الأذى عليهم إذا كان القرآن هو الحق من عنده .
2-الدعاء للنفس والمراد طلب الخير للنفس ومن أمثلته قوله بسورة الأنبياء "وأيوب إذ نادى ربه أنى مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين "وقوله "فنادى فى الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين "
الدعاء دنيوى وأخروى :
إن الدعاء موجود فى الدنيا والأخرة ولذا فالأدعية على نوعين :
1-دنيوية وتنقسم للأنواع التالية :
الغفران والرحمة ،اللعنة والعذاب ،الرزق ،منع الرزق ،الشفاء ،الداء ،البيان وهو طلب إجابات الأسئلة .
2-أخروية وتنقسم للتالى :
تخفيف العذاب ،تزويد العذاب ضعفا ،تزويد الرزق .
والسبب فى اختلاف المطالب هو اختلاف الدارين من حيث الموجود فيهما فالدار الأولى دار بلاء وعمل والدار الأخرة دار ثواب وعقاب ولذا كان لابد من اختلاف المطالب اختلافا جزئيا وليس كليا فالمطالب بعضها متفق فى الدارين وهو مطلب الرحمة ومطلب العذاب وإن كان فى داخل هذه المطالب نفسها اختلاف فى الدنيا والأخرة.
رفع اليدين فى الدعاء محرم :
إن رفع اليدين لأعلى فى الدعاء خطأ للتالى :
-أنه يجعل لله اتجاه هو العلو والله ليس له اتجاه كالمخلوقات لأن لو كان له هذا الاتجاه المكانى لأشبه الخلق وهذا ما يتنافى مع قول الرب بسورة الشورى "ليس كمثله شىء."
-أن النصوص فى مجال الدعاء خالية من حكاية رفع اليدين لأعلى .
-أننا حتى لو افترضنا أن الله – سبحانه وتعالى عن ذلك- جسم معلوما لكان هذا الجسم محيط بالكون بمعنى أنه فى كل جهة من الجهات ومن ثم يجوز أن ندعوه وأيدينا لأسفل وأعلى ويمينا ويسارا ولكن الله ليس جسما معلوما ولذا فإننا لا نصفه بالعلو أو بالسفل أو باليمنة أو باليسرة أو غيرها من الجهات.
-أن الدعاء هو شىء جهرى أو خفى مع رفع اليدين ظن خاطىء فالرافع يظن أن الله لا يراه إلا وهو رافع اليد مع أنه يراه فى كل حال .
الاستغفار للمسلم :
إن من واجبات المسلم دعاء الاستغفار لأخيه المسلم وقد فرض الله على رسوله (ص)أن يستغفر للمؤمنين والمؤمنات فقال بسورة محمد"واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات "وعبر عن ذلك بوجوب صلاته أى استغفاره لهم وفى ذلك قال بسورة التوبة "وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم "وقد فرض الله على المسلمين الصلاة والسلام على النبى (ص)وهو الاستغفار له فقال بسورة الأحزاب "يا أيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما "وإذا كان الاستغفار هو واجب على المسلم تجاه المسلمين فإن الدعاء الذى يطالب بغير الغفران مثل طلب الشفاء وطلب الرزق للمسلمين الأخرين شىء فاضل بمعنى أنه ليس فرض ولكنه شىء إن فعل فهو أفضل حيث ينال الداعى الثواب بينما لو لم يدعو لن ينال شىء .
الدعاء والمخلوقات الأخرى :
إن الدعاء ليس أمر قاصر على بنى البشر وإنما هو أمر تفعله المخلوقات لحاجتها إلى الله وقد بين الله لنا التالى :
أن الملائكة حملة العرش ومن حول العرش منهم يقومون بالتسبيح بحمد الله والإيمان بالله والاستغفار للمؤمنين وفى هذا قال تعالى بسورة غافر "الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين أمنوا "وقال بسورة الأحزاب "هو الذى يصلى عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور ".
فصلاة الملائكة هى استغفارهم للمؤمنين ومن أدعية الملائكة لهم قوله بسورة غافر "ربنا وسعت كل شىء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم "و"ربنا وأدخلهم جنات عدن التى وعدتهم ومن صلح من أبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم "وقوله بسورة الرعد "سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ".
أدعية المسلمين :
أدعية المسلمين فى القرآن نوعان :
1- أدعية عامة وهى التى قالها المسلمون معا فى عصر أو إحدى جماعاتهم .
2- أدعية فردية وهى التى قالها فرد مسلم .
والآن لذكر الأدعية العامة :
قوله بسورة البقرة "ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به واعفو عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين "وقوله "ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم " وقوله "ربنا افرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين ".
قوله بسورة آل عمران "ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب " ،وقوله أيضا "ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا فى أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين "و قوله "ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار ربنا إننا سمعنا مناديا ينادى للإيمان أن أمنوا بربكم فأمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ربنا وأتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد "وقوله"ربنا أمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ".
قوله بسورة المائدة "ربنا أمنا فاكتبنا مع الشاهدين وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا بالحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين ".
قوله بسورة الأعراف "ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين "
قوله بسورة الكهف"ربنا أتنا من لدنك رحمة وهيىء لنا من أمرنا رشدا".
قوله بسورة المؤمنون "ربنا أمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين "
قوله بسورة الفرقان "ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما إنها ساءت مستقرا ومقاما "وقوله"ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما".
قوله بسورة الحشر"ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل فى قلوبنا إلا للذين أمنوا إنك رؤف رحيم "

رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس