عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 28-08-2010, 06:00 PM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,053
إفتراضي الشيطنة والشياطين 2

الاستعاذة والقرآن :
طلب الله من المسلم أن يستعيذ بالله والمراد أن يحتمى بطاعة حكم الله من وسوسة الشيطان الرجيم وذلك عند قراءة القرآن أى عند طاعة حكم الوحى وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ".
الاستعاذة من الشيطان :
طلب الله من نبيه (ص)أن يقول رب أعوذ بك من همزات الشياطين أى احتمى بطاعتك من وساوس القرناء ،رب أعوذ بك أن يحضرون أى احتمى بطاعتك أن يضلون وفى هذا قال تعالى بسورة المؤمنون "وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون "وطلب من المسلم أن يستعيذ بالله أى أن يحتمى بطاعة حكم الله عند وسوسة الشيطان أى الشهوة وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله "والاستعاذة ليست قول يقال وإنما هى قول يتبعه فعل فليس المطلوب أن أقول أعوذ بالله من الشيطان ثم أطيع الشيطان ولكن المطلوب أن أقول القول ثم أطيع حكم الله فى المسألة التى يوسوس بها الشيطان .
مس الشيطان :
إن مس الشيطان هو وسوسة قرين السوء وقد ورد الأتى عن المس :
أن المسلمين إذا مسهم أى تمكن منهم طائف من الشيطان والمراد إذا تمكن منهم قول الشيطان ففعلوا الباطل الذى يقوله فإنهم يتذكرون أى يتوبون فإذا هم مبصرون والمراد أن المسلمين إذا تمكن منهم قول الشيطان ففعلوه فإنهم يتوبون فإذا هم مسلمون مرة أخرى وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون "وقد شبه الله آكلة الربا بأنهم يقومون كما يقوم الذى يتخبطه الشيطان من المس والمراد أن آكل الربا حاله كحال الذى يوجهه الشيطان أى الشهوة من التمكن فيه وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذى يتخبطه الشيطان من المس ".
المبذرون إخوان الشياطين :
المبذرون هم الكافرون المسرفون ولذا فهم إخوان الشياطين أى الكفار وما دام المبذر أخ للشيطان فهو كافر والسبب أن الشيطان وهو قرين السوء كان كافرا بربه وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء "إن المبذرين إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا ".
ماذا يعبد الكفار ؟
إن الكفار يدعون أى يعبدون الشيطان المريد وهو القرين المريد السوء والمراد أن كل كافر من الكفار يعبد أى يطيع قرينه السيىء أى شهوته وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "وإن يدعون إلا شيطانا مريدا".
ما يريد الشيطان من إباحة الخمر والميسر :
أراد الشيطان وهو قرين السوء – وهو أحد الناس – بإباحته الخمر والميسر إيقاع العداوة والبغضاء والمراد نشر الكراهية بين الناس والصد عن ذكر الله أى الصد عن الصلاة أى عن طاعة حكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء فى الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة "وهكذا كل تشريع يشرعه الشيطان الممثل فى القرين أى الشهوة يريد من خلفه صد الناس عن طاعة الله .
العلاقة بين الشياطين أى حزب الشيطان :
جعل الله رسول من الرسل عدو هو شياطين أى كفار الجن والإنس وهؤلاء الشياطين أى الكفار علاقتهم ببعضهم هى أن كل منهم يوحى للأخرين زخرف القول والمراد يقول للأخرين سيىء الحكم والمراد أن كفار الإنس يحرضون بعضهم البعض على ارتكاب الجرائم وأن كفار الجن يحرضون بعضهم البعض على ارتكاب السيئات وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا شياطين الإنس والجن يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون "وشياطين الإنس والجن هم حزب الشيطان مصداق لقوله تعالى بسورة المجادلة "استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون ".
لماذا يوحى الشيطان إلى أولياءه ؟
إن الشيطان وهو قرين السوء يوحى أى يوسوس إلى أوليائه وهم أنصاره فى بعض الأمور مثل أكل الذى لم يذكر اسم الله عليه والسبب فى وسوسته هنا هو أن يجادل الكفار أى أولياء الشيطان المسلمين وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم ".
عهد الله إلى الناس فى الشيطان :
عهد الله لبنى آدم عهدا هو ألا يعبدوا الشيطان أى ألا يطيعوا الشهوة أى ألا يطيعوا القرين والسبب أنه للإنسان عدو مبين أى كاره معروف وفى هذا قال تعالى بسورة يس "ألم أعهد إليكم يا بنى آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين ".
الشياطين والسماء :
زين الله السماء الدنيا وجملها بزينة الكواكب وقد حفظ الله السماء من كل شيطان مارد أى كل بعيد عاصى وفى هذا قال تعالى بسورة الصافات "إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد "والشيطان الرجيم وهو الجنى الكافر الملعون إذا استرق السمع أى أراد التصنت على السماء كانت عقوبته هى أن يدمره شهاب عظيم وفى هذا قال تعالى بسورة الحجر "وحفظناها من كل شيطان رجيم إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين "وكان الله قبل عهد محمد(ص)لا يعاقب الجن على التصنت فكانوا كما حكوا فى سورة الجن يقصدون مقاعد للسمع أى للتصنت على أخبار السماء ولكن بعد عهد محمد (ص)أصبح لكل قاعد للسمع عقاب هو أن يفنيه الشهاب الراصد وفى هذا قال تعالى بسورة الجن "وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا".
التسمية والشيطان :
إن امرأة عمران لما ولدت مريم (ص) قالت إنى سميتها مريم كما قالت وإنى أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم أى وإنى أحميها بك ونسلها من البعيد الملعون والمراد أنها تطلب من الله أن يحمى مريم (ص)ونسلها من وساوس الشهوات المحرمة وطريقة الحماية أن تتبع مريم (ص)ونسلها حكم الله فهذا الذى يقيها من الوساوس وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "فلما وضعتها قالت رب إنى وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإنى سميتها مريم وإنى أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ".
الشيطان وملك سليمان (ص):
إن بعض أهل الكتاب اتبعوا أى أطاعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان (ص)والمراد ما ألقته الكفار عن ملك سليمان والمراد الشريعة التى ألفها الكفار عن كيفية امتلاك سليمان (ص)للملك وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان "والشياطين أى الكفار الذين ألفوا الشريعة الضالة قاموا بتعليم الناس السحر أى المكر والخداع وطبعا سليمان (ص)لم يكفر ولم يؤلف شىء وإنما الشياطين كفروا وفى هذا قال بنفس الآية "وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر "
الشياطين وسليمان (ص):
سخر الله لسليمان (ص)كل من الريح التى تسير بأمره رخاء حيث أراد والشياطين وهم كفار الجن وقد عملوا فى البناء والغوص ومن عصى منهم أمره كان عقابه هو قرنه فى الأصفاد أى تقييده فى القيود والمراد الحبس فى مكان محدد وفى هذا قال تعالى بسورة ص"فسخرنا له الريح تجرى بأمره رخاء حيث أصاب والشياطين كل بناء وغواص وأخرين مقرنين فى الأصفاد " وفى كون الشياطين من الجن قال بسورة سبأ "ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير ".
الشيطان والهدهد وسليمان (ص):
قال الهدهد لسليمان (ص):وجدت امرأة تحكمهم وأعطيت من كل شىء ولها كرسى عظيم وقال وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أى القرين أى الهوى الضال أى الشهوة أعمالهم فكانت النتيجة أن صدهم عن الحق فهم لا يهتدون وفى هذا قال تعالى بسورة النمل "إنى وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شىء ولها عرش عظيم وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون ".
الشيطان وانقضاء الأمر:
لما قضى أى عرف الأمر والمراد لما علم كل إنسان من الجن والإنس حكم الله فيه فى يوم القيامة قال الشيطان وهو الشهوة للكفار :إن الله وعدكم وعد الحق ،وهذا اعتراف منه بأن اتباع كلام الله هو الحق وقال ووعدتكم فأخلفتكم أى وأخبرتكم فنقضت خبرى ثم قال ما كان لى عليكم من سلطان أى قوة إلا أن دعوتكم أى قلت لكم فاستجبتم لى أى فأطعتمونى ثم قال فلا تلومونى أى فلا تعاتبونى ولوموا أنفسكم أى وعاتبوا أنفسكم ثم قال ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخى أى ما أنا بمنقذكم وما أنتم بمنقذى ثم قال إنى كفرت بما أشركتمون من قبل أى إنى كذبت بما أشركتمون من قبل ثم قال إن الظالمين لهم عذاب أليم وهكذا أعلن الشيطان براءته من الكفار وفى هذا قال تعالى بسورة إبراهيم "وقال الشيطان لما قضى الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لى عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لى فلا تلومونى ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخى إنى كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم "وقد بين الله لنا البراءة الشيطانية من الكفار بألفاظ أخرى محذرا من اتباع الشيطان: إن الشيطان قال للإنسان اكفر والشيطان يقول اكفر بصور مختلفة كثيرة هى ما نسميه التزيين ولما أطاعه الإنسان قال له إنى برىء منك أى إنى معتزلك أى إنى لا أعرفك إنى أخاف الله رب العالمين والشيطان القائل هنا هو القرين وهو الشهوات وكذلك فى الآية التى قبلها وفى هذا قال تعالى بسورة الحشر "كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إنى برىء منك إنى أخاف الله رب العالمين ".
تبرؤ الشيطان من الكفار :
إن الذين خرجوا من ديارهم كبرا ومراءة للناس وصد عن دين الله زين أى حسن الشيطان وهو الشهوة أى القرين لهم أعمالهم وقد قال لهم :لا غالب لكم اليوم من الناس وإنى جار لكم أى ناصر لكم ولما حدث القتال بين الفئة المتبعة للشيطان والفئة المسلمة نكص أى ارتد الشيطان أى القرين على عقبيه والمراد هرب من المعركة وقال لأصحابه :إنى برىء منكم أى إنى لست منكم أى إنى معتزل لكم والسبب إنى أرى ما لا ترون أى إنى أعرف الذى لا تعرفون وقال إنى أخاف الله أى عذاب الله وفى هذا قال تعالى بسورة الأنفال "ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإنى جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إنى برىء منكم إنى أرى ما لا ترون إنى أخاف الله والله شديد العقاب ".
الشيطان ومعركة أحد :
إن السبب فى الفشل فى معركة أحد هو الذين تولوا أى عصوا الرسول (ص)من المسلمين عندما التقت الفئتان وسبب عصيان القوم هو استزلال الشيطان لهم ببعض ما كسبوا والمراد إيقاع الشهوة لهم ببعض ما أخذوا والمراد أن الأموال حسنت الشهوة لهم أخذها وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور رحيم ".
إبراهيم (ص)وآزر والشيطان :
بين إبراهيم (ص)لأبيه أن الواجب عليه هو ألا يعبد أى ألا يطيع الشيطان والمراد ألا يطيع القرين أى الشهوة وبين له أن الشيطان أى القرين كان للرحمن عاصيا وفى هذا قال تعالى بسورة مريم "يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا "ووضح إبراهيم (ص) لأبيه أنه يخاف أن يمسه عذاب أى عقاب من الله لأنه عند سيكون ولى أى ناصر للشيطان أى ناصر للقرين وفى هذا قال تعالى بسورة مريم "يا أبت إنى أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا ".
القرآن والشياطين :
نفى الله أن تنزل الشياطين أى الكفار والمراد كفار الجن بالقرآن وقد بين الله التالى أن ذلك لا ينبغى لهم أى لا يجوز لهم وبين أنهم لا يستطيعون إنزال القرآن والسبب أنهم معزولون أى ممنوعون من السمع وفى هذا قال تعالى بسورة الشعراء "وما تنزلت به الشياطين وما ينبغى لهم وما يستطيعون إنهم عن السمع لمعزولون "
المنسلخ والشيطان :
طلب الله من نبيه (ص)أن يعرفنا خبر الذى أعطاه الآيات فانسلخ منها أى فكفر بها فأتبعه الشيطان أى فأضله القرين السوء فكانت النتيجة هى أنه أصبح من الغاوين أى الكافرين وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "واتل عليهم نبأ الذى أتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين "
والحمد لله رب العالمين
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس