2ـ باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال، والفطرِ لرؤية الهلال، وأنه إذا غُمَّ في أولهِ أو آخره أكملت عدة الشهر ثلاثين يوماً
أ ـ هذه الروايات كلها في الكتاب على هذا الترتيب وفي رواية للبخاري: (فإن غبى عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين). واختلف العلماء في معنى فاقدروا له فقالت طائفةٌ من العلماء معناه ضيقوا له وقدروه تحت السحاب وممن قال بهذا أحمد بن حنبل وغيره ممن يُجَوِّز صوم ليلة الغيم من رمضان. وقال ابن سُريج وجماعة منهم مطرف بن عبد الله وابن قتيبة وآخرون: معناه قدروه بحساب المنازل. وذهب مالك والشافعي وأبو حنيفة وجمهور السلف والخلف الى أن معناه قدروا له تمام العدد ثلاثين يوماً، قال أهل اللغة يقال قدرت الشيء وأقدره وقدرته وأقدرته بمعنى واحد وهو من التقدير.
قال الخطابي: ومنه قول الله تعالى { فقدرنا فنعم القادرون} واحتج الجمهور بالروايات المذكورة فأكملوا العدة ثلاثين وهو تفسير لا قدروا له.
ب ـ الحديث رقم 1080: حدثنا يحيى ابن يحيى، قال قرأت على مالك، عن نافع.
عن ابن عمر، عن النبي صلوات الله وتسليمه عليه، أنه ذكر رمضان فقال: (لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه، فإن أغمي عليكم فاقدروا له [أخرجه البخاري 1906،1907].
ج ـ حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، حدثنا أبو أسامة، حدثنا عُبيد الله، عن نافع.
عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكر رمضان، فضرب بيديه فقال: ((الشهرُ هكذا وهكذا وهكذا، (ثم عقد إبهامه في الثالثة) فصوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته، فإن أغمي عليكم فاقدروا له ثلاثين))
وعندما عقد إبهامه، معناه أن الشهر قد يكون تسعاً وعشرين.
وقوله صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته: المراد رؤية بعض المسلمين ولا يشترط رؤية كل إنسان بل يكفي جميع الناس رؤية عدلين في الصوم ويجوز بعدل واحد، لكن في الفطر لا يجوز إلا بعدلين لرؤية هلال شوال، إلا أبا ثور فجوزه بعدل واحد.
د ـ وقوله (فإن غم عليكم) فمعناه حال بينكم وبينه غيم. وعند مالك والشافعي والجمهور أنه لا يجوز صوم يوم الشك ولا يوم الثلاثين من شعبان عن رمضان إذا كانت ليلة الثلاثين ليلة غيم.
هـ ـ ( ) وحدثني زهير ابن حرب، حدثنا إسماعيل، عن أيوب، عن نافع.
عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما الشهر تسعٌ وعشرون فلا تصوموا حتى تروه، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فاقدروا له)
__________________
ابن حوران
|