الموضوع: ما هو الإخلاص؟
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 03-07-2010, 06:02 AM   #2
عين العقل
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية لـ عين العقل
 
تاريخ التّسجيل: May 2010
الإقامة: مصر
المشاركات: 616
إفتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله عنا أخى أبوجهاد خير الخير

يقول الله تعالى فى سورة الكهف" فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك فى عبادة ربه أحدا"


وعن أبى هريرة – رضي الله عنه - ) قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن أول الناس يقضي يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتى به فعرفه نعمته فعرفها , قال : فما عملت فيها ؟ , قال : قاتلت فيك حتى استشهدتُ , قال : كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء* فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقى في النار , ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتى به فعرفه نعمه فعرفها , قال : فما عملت فيها ؟ , قال : تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن , قال : كذبت ولكنك تعلمت العلم وعلمته وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل ثم أمر فسحب على وجهه حتى ألقي في النار , ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال فأتي به فعرفه نعمه فعرفها , قال : فما عملت فيها ؟ , قال : ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك , قال : كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار ) رواه مسلم .
وكما قرأنا فى الحديث فهؤلاء كانت أعمالهم صالحه ولكن النيه لم تكن خالصه لله فحبطت أعمالهم
ولحفظ العمل من الرياء عليك بما يأتى
أولا؛ أن يظل الإنسان يقنع نفسه بعظمة الله تبارك وتعالى، وقدرته، وكمال صفاته، وواسع علمه، ودقيق مراقبته، فهو خالق الخلق، وهو المطلع على كل شيء، وهو الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء.

والوسيلة إلى هذا الإقناع: ذكر الله كثيرا، ودعاء الله تعالى بأن يرزقك الإخلاص في السر والعلن؛ وأنصح -أخي العزيز- بأن يكثر من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في علاج الرياء: (اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم) رواه البخاري في الأدب المفرد وصحح إسناده الشيخ الألباني، ففيه خير كثير إن شاء الله.

وكذلك التفكر في ملكوت الله سبحانه وتعالى، وما خلق في سماواته وأرضه من مخلوقات (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأول الألباب * الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار)، فبهذا التفكر تتربى في النفس ملكة حسن مراقبة الله تبارك وتعالى، وتقدير هيبته وعظمته، وأنه تبارك وتعالى المتصرف ولا متصرف سواه، ولا فعَّال معه، وإنما الخلق جميعا أثر إيجاده، ومدد فيضه، وهو الموجود الواجب الوجود (هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم).

- ثانيا؛ تصغير شأن الخلق، وتهوين أمرهم على النفس، وإقناعها بأنهم لا حول لهم ولا قوة، وكل هؤلاء الخلق فقراء إلى نعمة الله ورحمته (أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد)، كما أنهم لا يملكون خفضا ولا رفعا لأحد (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك من تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير).
يقول أحد الصالحين عن الوسيلة المناسبة لهذا العلاج: "أما الوسيلة إلى ذلك: دوام التفكير، وإنعام النظر في حقائق الأمور، فمن فكر بثاقب النظر، لم ير في الكون إلا الحق تبارك وتعالى فعالا مدبرا حكيما قادرا.. فإذا اقتنعت النفس بهذه العقيدة، وربا فيها الشعور بعظمة الخالق، وصغر شأن الخلق: تضاءل الشعور بالرياء، ولا يزال يتضاءل بنسبة قوة الشعور الأول حتى يفنى، وحتى لا يشعر الإنسان بغيره مع ربه".

- ثالثا؛ لا بد من إقناع النفس بأمر مسلّم، وهو من سنن الله في الكون، وهو: أن رضا الناس غاية لا تدرك، لا يستطيع أحد أن يرضي كل الناس مهما فعل، وقد جرب الدعاة العمل بين الناس، فكم النسبة التي حصل عليها من رضا الناس؟ بل من قبل الدعاة عاش الأنبياء بين الناس فما نالوا رضاهم كلهم، فمنهم من آمن، ومنهم من كفر؛ يقول ولذا لا بد أن يعمل المسلم لرضا الله وحده، ولثناء الله عليه، ومثوبته له، فهو وحده الذي يملك أن يكافئ الإنسان على عمله بما يستحق وأكثر مما يستحق.

- رابعا؛ عوّد نفسك على إخفاء عبادتك، وصدقتك، وكل ما تعمله من عمل الخير؛ وابدأ أولا بالعبادة، فهي تمرين عملي للإنسان لإخلاصه لله سبحانه وتعالى، وبخاصة عبادة السر، من قيام الليل، وذكر الله تعالى وحدك، وتلاوة القرآن وحدك، كل هذا يمرنك على كبح جماح شهوة نفسك في حب الظهور والرياء بالعمل.

ترك العمل مخافة الرياء!
أما عن تركك للعمل مخافة الرياء، أو مخافة أن يقول الناس: إنه مراء، فهذا هو الخطأ بعينه، يقول الإمام أبي حامد الغزالي رحمه الله: "إن ترك الأعمال لخوف الرياء هو عين الرياء، ومدخل من مداخل الشيطان.. لأنه أولا أساء الظن بالمسلمين، وما كان من حقه أن يظن بهم ذلك، ثم إنه إن كان فلا يضره قولهم، ويفوته ثواب العبادة، وترك العمل خوفا من قولهم: إنه مراء، هو عين الرياء، فلولا حبه لمحمدتهم، وخوفه من ذمهم، فماله ولقولهم قالوا: إنه مراء، أو قالوا: إنه مخلص؟".
فالشيطان له مداخل على المرء قبل العمل، وأثناء العمل، وبعد العمل، فقبل العمل يزين لك أنك لن تستطيع أن تتقنه، ولا تملك القيام به؛ وفي أثناء العمل، يحبطك ويصيبك باليأس وأنه لا رجاء ولا أمل من عملك ولا فائدة ترجى منه؛ ثم إذا انتهيت من العمل، وأنجزته وبدأ يؤتي ثماره، يدخل لك بمدخل آخر وهو: إن عملك كان غير خالص لوجه الله، وبذلك فقد حبط عملك!.




__________________

اللهم جنبنا لفتن ماظهر منها وما بطن


لا تجعل الإختلاف فى الرأى يفسد للود قضيه
عين العقل غير متصل   الرد مع إقتباس