عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 01-06-2010, 07:11 PM   #5
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

هل سيتآمـر النظام العربي علـى تركيـا

ولهذا فإنه لو توقـَّع محلّـل أن ما يشـغـل النظام العربي الآن ، أعنـي الذي يدعي الإعـتدال ، هــو كيـف يتآمر مع الصهاينة على الحزب الحاكم في تركيا ، ليسقطه ، ويرتاح مما يسببه له هذا الحـزب من إحراج ، لكان تحليلا قريبـا من الواقع ،

ولولا الإزعاج الإيراني للمنطقة لكان النظام العربي قـد قطع شوطا في هذه المؤامرة ، أليس هو المتولـّد من التآمر على الخلافة العثمانيـة و(الخروج على ولي الأمر ) العثماني !!

الـدور الإيرانــي

ولئن سأل سائـل أين إيران فيما جـرى ؟! فالجواب أنه لاريب أن الإيرانيين في غيـظ شديد من تعكير الأتراك لهم الصـيد في بركة القضية الفلسطينية التي يصطاد فيها الإيرانيون المكاسب الكبيرة لمشروعهم التوسعي ، لاسيما بعدما نجحوا في سرقة القضية من النظام العربي ، أو الأصـح أنـّه تركها لهـم مجانا !

كما أنـّه من الواضح حرص الأتراك على أن لايبدو الحضور الإيراني بارزا في حراكها لغـزّة .

هذا ولايخفى أن تبنـّي الأتراك للقضية الفلسطينية تبنٍ بالأصالة ، نابـع من ضميـر صادق ، وينطلق من إنتماء حضاري عميق في التاريخ ، بخلاف التبنّي الإيراني الذي هو تبنٍ تبعـيّ فحسـب ، يتوقف على مدى الإستفادة الإيرانية من الأوراق الفلسطينية لحرقها في التنافس مع الغرب ، ولاشـكَّ أنَّ هــذا لايخفى على الأتراك ، ولهــذا فإن الدور التركي في القضية الفلسطينية دور إنقاذي مهم ومحوري في مرحلة خطرة للغاية ، أعنـي مع وجـود الدور الإيراني المشبوه .

دماء الشهداء الأتراك ترسم خارطة الطريق الجديدة للقضية الفسلطينية

ولا أدلَّ على ما ذكرته أعنـي صدق التبنـي التركي للقضية الفلسطينية ، من الدماء التي قدمـوها في قافلة الحرية _ ولك أن تتساءل أخي القارىء مقارنـاً عن الدماء الإيرانية التي قدمت للقضية الفلسطينية أين هـي !! _ فالشهداء الأتراك قد رسموا بدمائهم خارطـةَ طريق جديـدة ، ترسـم هـذا المثـلث السحري للتغيير : الحراك السياسي الذكي ، والتضحيات المبنية على كسب الرأي العام العالمي ، وطول النفس على أرضية المعركة حتى الوصول إلى الهدف النهائي ، ولهذا لاحظنا التصريح التركي الذي تضمن : ( مهاجمة قافلـة غزة سيكون لها أثـر طويل ) .

التضحيـات التركيـة

ولهـذا يجب أن نبقي في ذاكرتنا أنّ الأتراك يقدمون تضحيات كبيرة بوقوفهـم مع غـزة ، ومكاسبهم الداخلية في ذلك قليلة ، وهم يعلمون أنَّ غـزة إنـّما تمثل خط المقاومة في القضية المركزية من قضايا أمّتنـا ،

كما يجب أن نتـذكر دائمـا أنَّ الأتـراك يعلمون جيـّدا أنهم يواجهـون تحالفا صهيوغربيا طالما كان ذا يد طويـلة قادرة على الإضـرار ، غيـر أنهـم قبلوا التحـدّي ، مستغلّيـن أنّ هذا التحالف يعاني من تراجع ، وأنّ المشهد الإسلامي في حالة يرثـى لها ، ولـم يعـد يتحمّـل غياب الدور التركي ،

ولهذا قلت كثيـراً وفي مناسبات عديدة ، أنه يجب مـد اليد للحالة التركية وتقديـر الدور الذي تبحـث عنه وتريده في عالمنا المليء بالمآسي ، وأنَّ الإكتفاء بالهجوم ، والتنديد ، وتشويه الصورة ، وإجهاض المواقف ، والتعامل مع التحول في تركيا نحو الإسلام ، كما تحاسب حركة إسلامية خالصة تتحرك في إطار أنصارها وأتباعـها فحسب ، ليس من الحكـمة في شيء .

أهميـة الإعلام وإستنهاض الضميـر العالمي

كما يجـب الإهتمام البالغ بإستثمار الثورة الإعلامية لكسب الضمير العالمي إلى صفّنـا في قضايـانا ، فهـا نحـن نرى بجـلاء كيـف أنّ الإعــلامَ سلاحٌ فتـّاك استطاع أن يوجه الحدث إلى صالح قضايانـا العظمـى ، وإلى إعادة ترميم _ وهنا ننوه بجهود قناة الجزيرة المشكورة _ الشعور الإسلامي تجاه القضية الفلسطينية ، وإشعال الحماسة في شعوبـنا ، بدءا من التحليلات السياسية الموفقة من النخـب ، وإنتهـاء بإبراز التظاهرات الشعبية ، ومرورا بأسلوب إبراز الصورة الأهـم ، أعنـي قضية حصار غـزة طيلة فتـرة التغطيـة .

وهذا بخلاف قناة ( العبرية ) التي قالت إنَّ ناشطي الإغاثة هم الذين بادروا بالهجوم بالأسلحة البيضاء والسواطير و السكاكين على الصهاينة ! فاضطر الصهاينة إلى الدفاع عن أنفسهـم !!

وأخيـرا :

فإنـّه لـولا الجهاد الإسلامي في غـزة ، ولولا خط المقاومة الذي اختارته حركة حماس المباركة ، وغيرها من فصائل الجهاد المبارك في غزة ، وفلسطين ،

ولولا صبـرهم ، ونضالهم ، وإحتسابهم التضحيـات ، لما تحـققت كل هذه المكاسب العظيمـة ،

ولما وقف الأتراك مـع غزة هذه الوقفة البطوليـة حتى اختلطت فيـها دماؤهم أمام بحـر غـزة ، مع دماء شهدائها على أرضها .

ولمـا جـاء النشطاء من جميع أنحاء العالم لإغاثتـها .

ولما استطعنا أن نجعل مظلومية شعبنا الفلسطينية قضية في كلّ ضميـر حيّ

ولما أعدنا إحـياء الحماسة في الأمّة الإسلامية لقضيتهم المركزية في فلسطين .

ولما فضح الكيان الصهيوني وبدت حقيقته أمام العالم بأسره في مشاهد حية .

ولما استطعنـا أن ننطلــق إلى العالمية ، ولا أن نشرك العالم في نظرتنـا إلى وحشية الصهاينة ، وخروجهم عن كلّ قيم الحق ، والعدالة ، والحرية .

ولما استطعنا أن نخرج حصار غـزة إلى أن يتعاطف معـه كلّ العالم .

فتحيـّة عبقــة مليئة بعطـر النـصر الوشيـك ، مكلّلة بزهـور العـزّة ، مبخـّرة بريح الفخـر والسنـاء ، لكـلّ مجاهد على أرض غزة المباركة ، أو على ثرى فلسطين الطاهـر ، من فخامة رئيس الوزراء إسماعيل هنيـة ، مروراً بكـل امرأة فلسطينية أخرجـت من رحمـها هذه الأسـود التي شرفـّت أمتنـا ، إلى أصغـر جندي في أصغـر فصيــل جهـادي حول بيـت المقدس .

وإلى النصـر القريـب بإذن الله تعالى ، لنصلي صلاته في المسـجد الأقصى ، ولننثـر وروده بإثـرها حـوله ، وعلى أسـواره المجيـدة .

والله الموفق ، وهو حسبنا عليه توكلنا وعليه فليتوكـل المتوكـلون .

حامد بن عبدالله العلي ( كاتب كويتي يكتب من داخل الكويت )
( يخاطبني السفيه بكل قبح ****وأكره أن اكون له مجيبا )
( يزيد سفالتا وأزيد طيبا ***** كعود زاده الأحراق طيبا )

آخر تعديل بواسطة جهراوي ، 01-06-2010 الساعة 07:27 PM.
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس