يقول الإمام القرطبي رحمه الله في تفسير قوله تعالى في سورة الأعراف " فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه ....." يقول رحمه الله : " وهذا الوصف الذي ذم الله تعالى به هؤلاء موجود فينا - يريد المسلمين - " ثم استدل على قوله هذا بأثر موقوف على الصحابي الجليل معاذ بن جبل -رضي الله عنه - " سيبلى القرآن في صدور أقوام كما يبلى الثوب فيتهافت يقرؤونه لا يجدون له حلاوة ولا لذة ، يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب أعمالهم طمع لا يخالطه خوف إن قصروا قالوا سنبلغ ، وإن أساءوا قالوا سيغفر لنا ، إنا لا نشرك بالله شيئا" أخرجه الدارمي ...
والقضية هنا ليست في الوقوع في المعاصي أو التقصير في طاعة الله إنما المشكلة في الزعم بأن الله سيغفر لنا مع التقصير في طاعة الله والاستمرار على المعصية .... وهذا والله لناشئ عن ضعف العلم واستيلاء الغفلة على القلوب ....
يقول الإمام " ابن القيم " في " الداء والدواء " ( وكثير من الجهال اعتمدوا على رحمة الله وعفوه وكرمه وضيعوا أمره ونهيه ، ونسوا أن الله شديد العقاب ، وأنه لا يرد بأسه عن القوم المجرمين )
وعن الحسن البصري - رحمه الله - قال : " إن قوماً ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا من غير توبة ، يقول أحدهم : لأني أحسن الظن بربي ! وكذبوا ، لو أحسن الظن لأحسن العمل " وقال أيضا - رحمه الله - :" إن المؤمن أحسن الظن بربه فأحسن العمل ، وإن الفاجر أساء الظن بربه فأساء العمل "
هذا والله الهادي إلى سواء السبيل..........
|