عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 20-05-2010, 07:10 PM   #2
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
قصيدة يتضح فيها قدركبير من الصدق والمشاعر الإنسانية الجياشة ، وهي تمثل امتدادًا لقصائد بعض الشعراء مثل كثير عزة وجميل بثينة ، وكان الجناس في أكثر من بيت من الشعر عاملاً على زيادة النص روعة وجمالاً .وأجمل ما فيها أنها تحمل حالة من القلق تجاه نظرة الآخرين للشاعر هل يبادلونه إياها أم لا ؟ وفي هذه القصيدة كان تعبير الحب فيه حرارة تتمثل في أن يكون المطلوب هو المحب أو حتى من يوصل إليه، فكأن الشاعر قد صار منهكًا مشتاقًا إلى أي شيء يقربه من الأحبة .وهذا البيت عبر عنه بشدة :

أمـر على الأبواب من غير حاجة

لعلي أراكـم أو أرى من يراكـم
فالرؤية للمحبوب صارت أداة ينبغي السعي من أجلها سواء كانوا في طريقه بطبيعة الحال أم غيّر طريقه ليصل إلى بابهم.وقيمة هذا العذاب الناتج عن هذه المشاعر تتضح بشكل أكثر إنسانية عندما يكون الشاعر مفضلاً اللقاء بالقلب دليل المشاعر الصادقة قبل العين ،لذلك قيل والعين تعشق قبل القلب أحيانًا ، إذ القاعدة أن يكون الحب نابعًا من القلب .
متى تجمع الدنيا التي فرقت بيننـا


ويحظى بكم قلبي وعيني تراكـم

كما أن القصيدة كانت لها نزعة دينية مستمدة منها مثل "رضى الرحمن ثم رضاكم" وهذه من المرات القلائل التي لا يتجاوز الشاعر فيها حدود الأدب مع الله بتفضيله غيره عليه كما يفعل العديد من سفهاء الشعر في كل العصور .وتتأكد هذه النزعة بشكل أكثر عندما يكون استخدام (الرجاء) هو أداته لهذا اللقاء المتمنَّى ،ويكون الرجاء هنا فيه نوع من التورية والذي هو مأخوذ من الخوف والرجاء في الإسلام الخوف من الله والرجاء في رحمته.وهذه النزعة تتبلور بشكل نهائي في تمني الاجتماع بعد الموت "وجل مرادي بعد موتي اراكم" ففكرة البعث متحققة لديه وباعثة على تحريك مشاعره في القصيدة . وهذا النهج انتهجه شعراء العصر الإسلامي من قبل كقول جميل بثينة على نفس المنوال :
ديـار ليـلى إذ نحلّ بهـا معـا * * * وإذ نحن منها بالمودّة نطمـع

إلى الله أشكو لا إلى الناس حبها * * * ولا بد من شكوى حبيب يروّع

ألا تتقيـن الله فيمـن قتلـتـه * * * فأمسى إليكم خاشعـا يتضـرّع

فإن يك جثمـاني بأرض سواكم * * * فإن فـؤادي عندك الدهر أجمع

ألا تتقين الله في قتـل عاشـق * * * لـه كبـد حرّى عليـك تقطّـع

فيا ربّ حببنـي إليهـا وأعطني * * * المـودّة منها أنت تعطي وتمنع

وإلا فصبّرني وإن كنت كارهـا * * * فإني بها يـا ذا المعارج مولـع

تمتّعْتُ منها يوم بانـوا بنظـرة * * * وهل عاشـقٌ من نظـرةٍ يتمتّع


قصيدة جميلة أشكرك على نقلها إلينا ، وما أقصر ساعات الشجن الجميل!
أشكرك على هذا النقل ودامت مواضيعك الجميلة وننتظر مزيدًا من مشاركاتك
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس