الأخ الفاضل الغذيوي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فهمت من تعقيبكم الكريم، أنكم تقدمون فكرة الشعب كجهة لها أولوية الحق بالتصرف بإدارة شؤون الدولة، وهو أمرٌ لا يختلف عليه اثنان.
لكن أي شعب وكيف ومتى؟ هل يفيق سكان بلدة أو بلاد من الصباح الباكر، ويتوجهون دون تنسيق فيما بينهم لتصويب مسألة ما؟
في مهنتنا، عندما نصمم تجربة أو نحلل نتائجها، نخضعها لعدة نظم:النظام العشوائي، نظام القطاعات، نظام الشقائق الخ، ومع ذلك نضع ما يسمى بالانحراف القياسي لمعادلة الخطأ بنتائج القراءة.
هذه المسألة، يلجأ لها واضعو الاستبيانات وقياسات الرأي العام، ويتركون مجالاً لنسبة الخطأ.
أزعم أنني فهمت ما ترمي إليه من هيئات مبتكرة تفترض في نفسها أنها ممثليات صادقة عن جماهير منطقة أو مهنة. هذا الأمر أُعتمد في نظريات البلشفية عندما افترضوا فكرة السوفياتات، والتي تشكل منها نظريا الاتحاد السوفييتي (سابقا). على افتراض أن الشعب ليس بحاجة الى دولة أو حكومة طالما تلك السوفياتات قائمة. وقد اكتشف لينين منذ أن وضع قدمه الأولى في الحكم حيث توجس من قيام جماعة أو جماعات في الانقضاض على الدولة، فكانت الدولة السوفييتية من أقوى دول العالم في مركزيتها وافتراضها الوصاية على الشعب.
إن تفويض الدولة (المجتمع السياسي الحاكم) بالحكم لن يتم إلا في رضا المحكومين ومن خلال تقوية ممثلياتهم وصدق تمثيلها (فكلما زادت عينات الاختبار كلما زاد صدق تمثيل تلك العينات للمادة المأخوذة منها).
أشكر وعيكم في التعقيب
__________________
ابن حوران
|