05-05-2010, 09:18 PM
|
#6
|
عضو جديد
تاريخ التّسجيل: Feb 2010
الإقامة: ليبيا
المشاركات: 37
|
إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة ابن حوران
الأخ الفاضل الغذيوي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأسأل حضرتكم سؤالاً.. في حالات الشراء، عندما يود أحدنا شراء سيارة، أو خروفاً، فهل يقوم بعملية الشراء مباشرة؟ أم أنه يبحث بين أقاربه أو أصدقائه عمن يتفوق عليه في معرفة أمور السيارات أو الخرفان ويستعين به لإتمام الشراء؟
طيب ربما تكون هذه هي المشورة في الأمر وصولاً إلى النتائج المرجوة والتي يجب أن تكون إيجلبية ..
في أمور الانتخابات.. عملية الشراء أو الانتخاب، سياسية بحتة، فهل يُعقل أن يتساوى الناس في فهمهم لأمور السياسة، وأحياناً تجد من بينهم ما يزيد عن النصف من الأميين.. فكيف يكون للشعب أن يختار من بين المرشحين الذين لا يمكن التعرف عليهم وعلى إمكانياتهم السياسية، وإن كان يعرفهم فإنه لم يحقق قدرته على معرفة من هو الصالح ومن هو القادر، فيكون تأثره بعوامل أخرى تحول دون أن يختار من هو الأفضل ومن سيخدم الصالح العام، هذا إن لم نقل أنه لم يتعرف بعد عما هو الصالح العام.
لم أقل بأنه يجب أن ينتخب من يمثله سواء سياسياً أو غير ذلك ، فالتمثيل أعتقد بأنه تدجيل على الديمقراطية ، وهنا قلتُ بأنه لابد وأن يكون الشعب هو الحاكم ، ولم أقل بأنه يجب أن يختار من يحكمه ...
الفردية أخي لابد وأن تكون لها نتائج سلبية ، فإن كان الإنتخاب هو الوسيلة لذلك ، فسنجد أن هنالك 51% من الشعب قد أختار من يحكمه ، فماذنب البقية 49% ، هل هم من غير الشعب .. أين ذهبت نتائج تصويتهم ...
هنا الإختلاف ما بين الديمقراطية المزيفة والديمقراطية الحقيقية ، فالديمقراطية المزيفة هي حكم الحزب أو حكم الفرد أو الطائفة أو القبيلة أو الجماعة أو العائلة ، والديمقراطية الحقيقية هي الديمقراطية الشعبية المباشرة ... يلتقي جميع أفراد المجتمع لمناقشة جداول أعمال يضعونها بأنفسم ويقرون بشأنها ما يقرونه وبعدها يلقونه على لجان يتم أختيارها ويكلفونها بالتنفيذ ويقوم الشعب بمراقبة التنفيذ ...
هنا سيجد كل مكانه الصحيح ، حتى من لا يجيد القراءة والكتابة ( الأمي ) سوف يجد مكاناً له ، لأنه ببساطة يحمل قدراً معين من الخبرة ولو كانت في مجال الرعي أو الزراعة أو حتى صناعية في بعض الحرف مثلاً ..
في حالات الانتخابات الخاصة بمنظمات المجتمع المدني، قد يتعرف المحامون على من هو الأفضل من بينهم كما يفعل الأطباء والعمال وغيرهم من أصناف المهن والاهتمامات، لكن ليس بصورة كاملة، فالنقابات أيضاً لها ما يشبه الصالونات التي تفرز قادة بعيدة عن اختيار القاعدة الواسعة للنقابة، لكنها تبقى أقل سوءا من حالة الانتخابات العامة.
نعم هنالك روابط مهنية ونقابات وإتحادات لها مكانة في المجتمع تستطيع أن تدلي بدلوها في مجالات عدة ومختلفة كل حسب طبيعة عملها ، وهذا لا خلاف عليه البتة ..
إن من شروط أن تعطي الانتخابات نتيجتها المرجوة منها، هو الارتفاع بالوعي وتقليل الفوارق بين المواطنين في حيازتهم على المعلومة الصحيحة. وهذا لن يتأتى إلا في إطلاق الحريات العامة، وفتح سجلات الدولة أمام الفاحصين من مراقبي مسار أداء الدولة، ولن يتم ذلك بسهولة، بل يحتاج مزيداً من النضال أوله: تحرر الدولة من المؤثرات الخارجية التي تقنن عملية الانتخابات..
لا أعتقد بأن في الإنتخابات حلٌ يرضي الجميع ، فكما قلتُ وبينت سابقاً مهما كانت نتائج الإنتخابات سليمة ولم يتم تزييفها فسوف تظهر لنا أن هنالك مجموعة من الناس لم تؤخذ نتائج تصويتاتهم بعين الإعتبار ... فإن أعطينا مثال على دولة بها حزبان يتصارعان على الحكم فسوف نجد أن نسبة الفوز بالكرسي هي 15% ، فماذا نقول عن النسبة الخاسرة وهي 49% ، بمعن لو قلنا أن الدولة يعيش فيها 1002 إنسان منهم 2 هم المتصارعان على الحكم ، عندها يجب على الفائز أن يتحصل على عدد 501 صوت كي يضمن الفوز ، ويتحصل بالتالي الخاسر على 499 صوتاً وهو بالتالي خاسراً ، إذا أستثنينا 2 اللذان هما على قمة الصراع .. فبالتالي نجد أن هنالك 499 إنسان في هذه الدولة لم يتحصلوا على حقوقهم وسيبقى الأمر كذلك طالما أن الحزب لم يفوز في الإنتخابات ..
الإنتخابات مهزلة العصر ، فالديمقراطية المباشرة ، لا تتواجد فيها أحزاب إنما حزب واحد هو ( حزب الشعب ) .. ولا يتواجد فيها حاكم أو فائز إلا ( حكم الشعب ) ..
سررت بمداخلتكم الكريمة
|
وأنا كذلك سررت بردك القيم ، فبارك الله فيك
|
|
|