عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 22-04-2010, 08:35 AM   #2
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
Red face

القصة تبدو متماسكة وجيدة وسردك للأحداث كان متقنًا ، فلم أشعر بالتململ من القراءة ، وهذه
إحدى مزاياك أعمالك الأدبية
أنا لا أعرف ما هي شوارع سالم وأين تقع ، لكن من خلال سردك شعرت أنها أي مكان نحتت جدرات الحارة أصالته،
أشعر به حيًا من أحياء الأرمن في الإسكندرية أشعر به أحد أحياء الموسكي والأزبكية القديمة ..
لقد قرأت تعليقًا على روايتك أحلام نارية وأعجبني نقد أحد الأشخاص لها في منتدى لا أذكر اسمه لما تنبه إلى رمزية معنى المترو في عملك ..

من هذا المدخل أحاول النظر إلى رمزية هذه العبارة :
تسربت الكهرباء إلى جسدي ، فجأة أصبحت أمسك أسلاك الكهرباء بيدي دون خوف ودون مبرر ، وكأن جسدي تحول إلى شيء خاص آخر
لهذه الجملة -في ظني المتواضع والله أعلم- دلالة معينة ، فهي تأتي بمعنى التجربة والخبرة الحياتية.

القضية المحورية التي تدور حولها وترتكز عليها القصة هي الثقة بالنفس والشعور بالنقص الدائم والخوف . هناك ظاهرة نفسية مرضية مؤاداها أن بعض
الأفراد يتلذذ من خلال الاعتداء عليه ويكتسب بذلك تعزيزًا لسلوك يجعله يشعر بأنه محط انتباه الآخرين . وهذا ما شعرت به من خلال هذه الجزئية :
كنت أشاكس الأطفال بعنف وشدة وأسحبهم إلى أسفل بيتها؛ كي يضربونني ، بينما أحدق أنا إليها مستغيثا بها ، تهبط بعد تؤدة ، وقد سحبت في يدها كلب أبيض " لولو" اسمه شاكي ، تنهر العيال وبطريقتها الغريبة، يخشونها ويهربون
خاصة وأنك ذكرت قبلها أصبتُ بمرض غريب .
الشعور بالجبن اتخذ أشكالاً مختلفة ، فهو مرة من الأنثى ومرة من أبناء الشارع ومرة من ابن عثمان ، مما يجعل العقدة ذاتها محور العمل وهي -فيما يبدو- لم تنته بعد .
الذي كنت أستغربه شيء لا أعرف سببه ، وهو تعلمها الملاكمة وممارستها هذه اللعبة مع الشخص الذي تتحدث على لسانه في القصة .. ثم إنها طفلة فلا أفهم دلالة أن تطبع قبلة على هذا البطل . من الخطأ أن نعزو ذلك لثقافتها الغربية إذ أن هذا السلوك يغلب على الكبار ، كذلك قامتها المشدودة وهي طفلة أمر لا أستوعب دلالته .
كان الاستخدام للتعبيرات ذات الدلالة العكسية رائعًا ومعطيًا تأكيدًا على عدمية هذا البطل من خلال الجزئية الآتية :
وكأنه يشعر بحاجتها إلى دمية خاصة
فالبطل يصبح (دمية) لطفلة تكبره بشهور قليلة ، لعلها من الأمور التي تحفظ ماء الوجه فلو كانت أصغر منه لكانت أكثر إيلامًا .
هنا يكون التعبير عن الشخصية العدمية المتعبة التي هي كالدمية لا حراك لها ولا غاية لها سوى أن تكون أداة تسلية للآخرين .
إلى ذلك كان في القصة أمر أستغربة أن يكون المعوق ذهنيًا قادرًا على الضرب والهروب ، فأنا أدرس جزءًا من خصائص هؤلاء الأفراد ، الغريب أنه معوق
ذهنيًا فكيف يمكن له وهو بائع ذرة أن يحسب ويقوم بالعمليات الخاصة من جمع وضرب وطرح وقسمة ؟!!
لكن ألمح في القصة ملمحًا جيدًا هو التوحد في الآخر والأزمة الأنكى أنه رغم ذلك فشل أيضًا في إثبات ذاته ، فالجبن يتخذ علامة مأساوية من خلال عجزه أمام نفسه ثم عجزه أمامها ، ولعل في ذلك إلماح إلى مشكلة التعامل مع الـ(مستعمر). فهذا البطل لم يكن لدى هذا الأجنبي إلا دمية وحتى ابنته تستهزئ وتقول له أنت جبان . . هنا قد نكون بإزاء إشكالية فكرية كبيرة للغاية لو ثبت فعلاً اتكائك على هذا الجانب كمحور أساسي للعمل .
والذي يعزز من استغرابي من المعوق ذهنيًا هذا الحوار بينهما :

ضربتها صح، ضربتها صح وضربتك، أنا بطل ضربت الانجليز..أنت جبان تلعب مع الانجليز
فهذا يدل على أننا أمام شخصية ذات طابع تحليلي . كيف يكون المعوق ذهنيًا كذلك ؟ إلا لو كان المعوق ذهنيًا هو عثمان نفسه .

ربما ألمح في " جمرة الفحم" وهي تلتمع دلالة رمزية للألم الباقي في أعماقه من جراء ذلك الموقف لكن هذا يتعلق بكيفية تركيزك على هذه الجزئية .

ولعل دلالة الكهرباء تنسحب إلى معنى آخر وهو أنها لم تعد لديه بعد ذلك قابلية الشعور بالإحساس بالحزن من ضعفه فكأنما استمرأ أي اعتاد هذا الضعف فلم يعد يضايقه أن يتذكره .
القصة جيدة جدًا وهي في ضوء خبرتي المحدودة للغاية كانت موفقة في التعبير عما بداخلك .. وفقك الله .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس