[جهراوي]

طالبان تعلن انتصارها بعد انسحاب القوات الامريكية من 'وادي الموت' الافغاني

أحـد جنود حركـة طالبـان بنظـرة التحــدي المعهودة
عواصم ـ وكالات: أكدت قيادة عمليات الجيش الألماني مقتل أربعة من جنودها وإصابة خمسة آخرين في أفغانستان.
وقال متحدث باسم القيادة إن الجنود الألمان تعرضوا لهجوم بالصواريخ أثناء قيامهم بدورية امس الخميس شمالي أفغانستان.
وأكد المتحدث أن المعركة مع مقاتلي طالبان لا زالت دائرة حتى الآن دون أن يفصح عن الخسائر بين صفوف المسلحين.
وكانت صحيفة 'رور ناخريشتين' والموقع الالكتروني لمجلتي 'دير شبيغل' و 'فوكس' أفادت في وقت سابق بمقتل الجنود اثر تعرضهم لهجوم بقذيفة مضادة للدروع.
وفي المقابل، قال داد الله محسومي قائد شرطة إقليم باغلان القريب من اقليم قندز شمالي البلاد لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) ان لغما أرضيا انفجر في عربة مدرعة تابعة لقوات المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) التي يقودها حلف شمال الاطلسي (الناتو) في افغانستان، وتسبب في مقتل الجنود.
من ناحية أخرى، أكدت مصادر إيساف مقتل بعض الجنود الألمان وإصابة العديد من زملائهم بجراح ، فيما أشار محسومي إلى وجود عملية مشتركة بين القوات الأجنبية والقوات الأفغانية في المنطقة منذ الأربعاء الماضي. يذكر أن وزير الدفاع الألماني كارل تيودور تسو غوتنبرغ يزور أفغانستان حاليا.
وبوفاة الجنود الأربعة ارتفع عدد قتلى الجنود الألمان في أفغانستان منذ عام 2002 إلى 43 قتيلا.
وقالت الشرطة الأفغانية إن سيارة ملغومة انفجرت في وسط مدينة قندهار بجنوب أفغانستان امس الخميس مما أسفر عن إصابة ستة مدنيين على الأقل.
وقال شاهد عيان لرويترز إن الانفجار دمر عدة محال تجارية وحطم عدة سيارات. وقال محمد نبي ضابط الشرطة في موقع الانفجار إنه لم يتبين بعد إذا ما كان الهجوم انتحاريا. وقال إن ستة أشخاص أصيبوا في الانفجار.
وهذا الانفجار هو الأحدث في سلسلة من الهجمات التي وقعت في المدينة التي شهدت ميلاد حركة طلبان والتي ستكون مركزا لهجوم عسكري منتظر تقوده الولايات المتحدة يستهدف تحويل دفة الحرب ضد التمرد.
الى ذلك اعلن مسلحو طالبان الخميس انتصارهم بعد انسحاب القوات الامريكية هذا الاسبوع من منطقة كورينغال شرق افغانستان والتي تعد معقلا للمتمردين، واصبحت تعرف باسم 'وادي الموت'.
وقد انسحبت القوات من تلك المنطقة الجبلية الوعرة الواقعة في ولاية كونار المحاذية لباكستان في اطار ما وصفته القوة الدولية للمساعدة على احلال الامن في افغانستان (ايساف) بانها استراتيجية جديدة لاعادة التمركز.
ويسعى الجنرال ستانلي ماكريستال الذي يقود القوات الاجنبية في افغانستان الى التركيز على حملة مكافحة التمرد ضد طالبان في المناطق الاكثر اكتظاظا بالسكان.
وقال الجنرال ديفيد رودريغيز احد قادة ايساف ان 'هذه الخطوة لن تمنع القوات من الرد السريع اذا لزم الامر على الأزمات في كورينغال وغيرها من المناطق'.
الا ان مسؤولا في وزارة الدفاع الافغانية قال ان طالبان ستستغل الانسحاب لخدمة قتالها الدموي ضد القوات الاجنبية التي اطاحت بها من السلطة في اواخر 2001.
وصرح المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة 'فرانس برس'، 'ان اخلاء اية منطقة امر يصب في مصلحة طالبان. ويستفيد العدو من اي انسحاب اذ يستطيع التجمع في المنطقة والاستفادة من سكانها'.
وسارعت حركة طالبان، الجماعة المتمردة الرئيسية التي تسيطر على العديد من المناطق في الاجزاء الجنوبية والشرقية من البلاد الى الاستفادة من الانسحاب الامريكي بعد سنوات من القتال الشرس في الوادي القليل السكان.
وصرح المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد لوكالة 'فرانس برس' من مكان لم يكشف عنه 'انه نصر كبير لنا. فالمنطقة مهمة جدا جدا بالنسبة لنا، ويوفر لنا جبلها مكانا جيدا للاختباء ويمكن استخدامها كميدان للتدريب وتنفيذ عملياتنا في انحاء المنطقة'. واكد ان 'القوات الامريكية فرت من هجماتنا المتواصلة'.
ويتزامن الانسحاب مع الزيادة التدريجية في اعداد القوات الاجنبية المنتشرة في افغانستان قبل الهجوم العسكري المقرر ضد طالبان في معقلها في قندهار جنوب البلاد.
ويتوقع ان يرتفع عديد القوات من 126 الفا الى 150 الفا خلال الاشهر المقبلة.
الى ذلك قدم ثلاثة مشرعين أمريكيين الاربعاء قانونا يلزم الرئيس الامريكي باراك أوباما بوضع جدول زمني مفصل لانسحاب القوات الامريكية من أفغانستان.
وعلى الرغم من أن فرص إقرار هذا القانون في الكونغرس ضئيلة للغاية فإنه يؤكد نفاد الصبر من الحرب التي اندلعت قبل ثماني سنوات في أفغانستان حيث يوجد أكثر من 80 ألف جندي امريكي بينما من المقرر إرسال عشرات الالاف من القوات الاضافية إلى هناك.