وقد مزجت الكاثوليكية النصرانية فى الغرب الدين بالخرافات والبدع بالوثنية. فقد أعلن الكاردينال "كورمك ميرفي أوكونور" رئيس الكنيسة الكاثوليكية في إنجلترا وويلز في 2001 "أن النصرانية أوشكت على الانحسار في بريطانيا، وأن دين النصارى لم يعد يؤثر في الحكومة، أو في حياة الناس" . وقال: "إن الموسيقى والزنى والسحاق واللواط والمعتقدات المستحدثة والحركة البيئية والتنجيم والسحر واقتصاد السوق الحر حلت محل النصرانية" واضاف قائلا لراديو لندن: "إن فضائح الشذوذ لعدد من القساوسة كانت أحد الأسباب التي دفعت الناس إلى الابتعاد عن النصرانية والتى لم تعد بالنسبة للمجتمع الكثير وهو ما دفع المجتمع عموما إلى ممارسة الرذيلة نفسها والشذوذ كذلك"
وبهذا انعكس سطو الوثنية فى الايديلوجية الغربية وخصوصا الامريكية نتيجة لتسارع انهيار القيم الأخلاقية وكثرة انتشار العقائد الوثنية والانحطاط الاخلاقى والتعصب. وانعكس هذا على الحالة السياسية ومن ثم انتشار سياسة العنف ومفاهيم الفوضى وتوظيف الحماقه حتى في العلاقات الدولية وقد كان جليا عندما اصرت امركا ضرب قوانين الامم المتحدة عرض الحائط وسعت لغزو العراق دون الاعتراف بقانون دولى او انسانى او دينى وبنفس الوقت تطالب العالم الى الالتزام بقنوانين الامم المتحدة والمحافظه على تنفيذها واحترام البنود الموثقة! .
وقد حرّم الله سبحانه وتعالى تلك الظواهر الوثنية اعفافا للمجتمعات الانسانية و للمراءة بصورة خاصة وانتصر لكرامتها وحذر من من زجها والاقتراب لممارستها الرذيلة وثبّت العقوبة الحاسمة على مقترفيها.
والظواهر اللا خلاقية التى يمارسها الغرب تجاه المراءة وكذلك المجتمعات الشرقية الوثنية. انها جريمة قادت البشرية إلى كارثة هددت النسيج الاجتماعى ومزقت روابطه الاخلاقية وفيها اندثر الهرم العائلى و هدمت الأسرة، وانتشرت الأمراض الجنسية التى تهدد البشرية باجمعها. ومن أسباب نزول آيات القرائن الكريم هو تصوير للوضع الاجتماعي المنهار آنذاك وصور الانحطاط والمعاملة اللاخلاقية للمرأة والتى نراها تنتشر اليوم فى المجتمع الغربى والشرق الوثنى.
وقد وصف الله تعالى تلك الظواهرالوثنية الجاهلية بعدة آيات كقوله تعالى:
(محصنين غير مسافحين) النساء-الاية 24. (والزانية لا ينكحها إلا زان) النور-الاية 3. (ولا متخذات أخدان) النساء- الاية 25. (ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصناً) النور- الاية 33.
فالوثنية اصبحت دين المجتمعات الغربية بما انها ظاهرة دينية واجتماعية للمجتمع الشرقى البوذى منها والهندوسى كذلك.
لذا ولّد سقوط الاصنام فى مكة قاعدة الوثنية انذاك ردّود فعل عنيفه فى الجزيرة العربية. فقد كانت الوثنية هى الدين الوحيد الذى استبدل التوحيد ولذلك انقذ الله سبحانه وتعالى البشرية مرة اخرى من وحل الوثنية والتى ما برحت ان طمست وطغت على التوحيد بعد ذهاب نبينا ابراهيم واسماعيل عليهم السلام.
فبعثة الرسول محمد صلواتنا علية كانت رحمة للبشرية من سقوط خطير نحو الهاوية. فقد كانت بعثته اسعاف للبشر ونسخ كامل للديانات السماوية السابقة التى حرفت عن عمد لتناسب الوثنية التى اعتنقها البشر كدين مقتضا ومحتوى.
وقد مكن الله سبحانه وتعالى رسولنا العظيم من سحق الوثنية فى جزيرة العرب وازالتها واعيدت وحدانية الله سبحانه وتعالى مرة اخرى.
وبهذا تحرر البشر من عبادة الاصنام والاوثان مرة اخرى والعودة الى عبادة رب البشر. فكانت معركة حنين استكمال لسقوط المعاقل الوثنية فى جزيرة العرب ورفع راية التوحيد من جديدوبعثة نبوية اخرى بقيادة رسولنا العظيم محمد صلواتنا علية.
ومن هذا نفهم عظمة الاسلام ونقائه كرسالة إنسانية وعلميةعامة وعقل علمي متحرر من دنس الوثنية و سيطرتها المادية والشهوانية على المجتمعات البشرية.
واليوم.. امركا الوثنية و اوربا الصليبية تشنا حربا ضروسا على بلاد المسلمين جنبا الى جنب مع الوثنية الشرقية البوذية والهندوسية والصهيودية لاحراف المسلمين عن دين التوحيد واحلال محله الوثنية من جديد ولكى يتمكنوا من بناء اصنام واوثان جديدة .
"الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح" لشيخ الإسلام ابن تيمية