شهد الربع الأول من العام الحالي ارتفاعًا كبيرًا بخسائر قوات الاحتلال الدولية "ناتو" بأفغانستان، إذ بلغت حتى اليوم 134 قتيلاً مقارنة بـ78 قتيلاً بنفس الفترة من عام 2009.
وقد أعلن الناتو في بيان صدر مساء الأربعاء مقتل جندي من قوات المساعدة الدولية "إيساف" التي يقودها بأفغانستان في هجوم بأسلحة خفيفة جنوب البلاد، ليرفع خسائر تلك القوات منذ مطلع العام إلى نحو ضعف ما تكبده العام الذي سبقه. فيما لم يشر البيان إلى جنسية القتيل أو موقع الهجوم.
ووفقًا لآخر إحصائية استقتها وكالة الصحافة الفرنسية من موقع إلكتروني مستقل، فإن الخسائر الحالية لحلف شمال الأطلسي قد بلغت معدلاً قياسيًا مقارنة بالعام الماضي، حيث قتل هذا العام حتى اليوم 134 جنديًا، فيما لم تتجاوز حصيلة العام الماضي 78 جنديًا قتيلاً.
وعلى الرغم من هذه الأعداد المعلنة إلا أن جنود الاحتلال حريصون على عدم إعلان النتائج الحقيقية لقتلاهم التي ادعت مواقع إلكترونية تهتم بإحصاء أعداد الجنود القتلى إلى ما يزيد عن 36.000 جندي منذ بدء الاحتلال في العام 2001م.
وكان الناتو أعلن أمس أيضًا مقتل اثنين من جنوده جنوبي أفغانستان في انفجار عبوة ناسفة استهدفت عربتهما.
ومن المقرر أن يبلغ قوام القوات الأجنبية التي تقودها واشنطن والناتو بأفغانستان 150 ألف جندي بحلول أغسطس المقبل، في إطار إستراتيجية أمريكية جديدة لإدارة الرئيس باراك أوباما لقمع حركة طالبان التي لا تزال تتمتع بالقوة والسيطرة على أجزاء كبيرة جدًا من البلاد.
طالبان تتبنى إسقاط مروحيتيْن للناتو:
وكانت حركة طالبان الأفغانية أعلنت مسئوليتها عن إسقاط مروحية تابعة لقوات حلف شمال الأطسي "الناتو" بولاية قندوز في شمال أفغانستان. كما تبنت إسقاط مروحية أخرى قرب العاصمة كابول.
وقال الناطق باسم الحركة "ذبيح الله مجاهد": إن مقاتلي الحركة استهدفوا مروحية للناتو بقذيفة "آر بي جي" حينما كانت تطير على ارتفاع منخفض فوق منطقة "لايقي" بمديرية "دشت ارتشي" في ولاية قندوز.
وأضاف المتحدث في بيان نُشر على موقع الحركة أن استهداف المروحية وقع قرابة الساعة الواحدة من ظهر أمس الأربعاء ، موضحًا أنه بعد إصابة المروحية بالقذيفة اشتعلت فيها النيران ثم سقطت على الأرض.
وأشار الناطق إلى أنه حتى لحظة نشر البيان كان حطام المروحية باقيًا في مكان سقوطها، فيما باشرت قوات الاحتلال تطويق المنطقة وجمع أشلاء الجنود القتلى الذين كانوا على متنها.
وبحسب المتحدث باسم طالبان، فقد اعترفت قوات الاحتلال بإسقاط هذه المروحية في قندوز.
إسقاط مروحية تركية:
وأعلن "ذبيح الله مجاهد" مسئولية حركته كذلك عن إسقاط مروحية أخرى لقوات الاحتلال أول أمس قرب مدينة "ميدان شار" مركز ولاية وردك الواقعة جنوب غرب كابول.
وأشار الناطق إلى أن قوات الناتو اعترفت بإسقاط هذه المروحية أيضًا.
واعترف مسئول أفغاني محلي، بأن مروحية تستخدمها القوات التركية للإمداد تحطمت الثلاثاء جنوب غرب كابل؛ ما أدى إلى مقتل جندي تركي وإصابة ثلاثة آخرين بجروح.
وقال شهيد الله شهيد المتحدث باسم حاكم ولاية وردك: إن المروحية مدنية تستخدمها القوات التركية لنقل الإمدادات إلى قاعدة للقوات التركية العاملة في قوة إيساف.
لكنه لم يشر إلى تعرض المروحية لهجوم من قبل طالبان، وادعى أن مروحيتين تابعتين للفريق التركي كانتا تستعدان للهبوط حين تحطمت إحداهما على تلة.