رام الله الله ـ وكالات : نشرت قوات الاحتلال الاسرائيلي حوالي 3000 جندي وشرطي في القدس الاثنين بمناسبة افتتاح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو كنيس الخراب اليهودي بجوار المسجد الاقصى بكلمة متلفزة وسط توزيع منشورات يهودية في شوارع القدس تطالب الفلسطينيين بالرحيل.
وفيما تحولت القدس الى ثكنة عسكرية لتوفير الحماية للمستوطنين والمسؤولين الاسرائيليين المشاركين في افتتاح كنيس الخراب بشكل رسمي الاثنين دعت الجماعات اليهودية المتطرفة الفلسطينيين الى مغادرة فلسطين.
وقالت الجماعات اليهودية في منشور وزعته في شوارع القدس 'مكتوب في التوراة ايضا بان ارض اسرائيل هي الارض الصغيرة هي ملك للشعب اليهودي فقط، ومن الممنوع سكن غيرهم فيها بصورة دائمة'.
واضاف منشور الجماعات اليهودية: 'مكتوب ايضا في اسفار الانبياء انه بسبب عدم قيامنا بهذا الامر الإلهي، الشعب اليهودي طرد وبقي خارج بلاده 2000 سنة.
الآن بعد عودة الشعب اليهودي الى اسرائيل حان الوقت ان يقوم شعب اسرائيل بتنفيذ هذا الامر الالهي وبذلك نطلب منكم مغادرة ارض اسرائيل، لنضمن السلام في هذه الارض نحن نشرح لكم المقولات التوراتية والقرانية لهذا'.
وتابع المنشور: 'لديكم بلدان واسعة يمكن السكن فيها وتفهمون بان علينا القيام بالامر المكتوب في التوراة ونقترح ان تتفاوضوا مع اسرائيل لتعوضكم ماليا'.
وفيما تطالب الجماعات اليهودية غير اليهود بمغادرة فلسطين واصلت قوات الاحتلال الاثنين فرض حصارها على البلدة القديمة والمسجد الاقصى لليوم الرابع على التوالي، في حين منعت طلاب المدارس في البلدة القديمة من القدس من الوصول لمدارسهم خشية من اندلاع مواجهات احتجاجا على افتتاح كنيس الخراب اليهودي على بعد عشرات الامتار من الاقصى.
وقال المتحدث باسم الشرطة الاسرائيلية ميكي روزنفيلد 'نظرا الى خطر حصول اضطرابات نبقي على حال التأهب وعلى القيود المفروضة على الدخول الى جبل الهيكل (باحة المسجد الاقصى)'.
وفي ذلك الاتجاه منعت شرطة الاحتلال الاسرائيلي الاثنين وصول حافلات تنقل المُصلين من قرى ومدن وبلدات وتجمعات داخل الاراضي المحتلة عام 1948 الى مدينة القدس المحتلة والتوجه الى المسجد الاقصى المبارك لاداء الصلوات فيه.
وكانت شرطة الاحتلال نصبت العديد من الحواجز والمتاريس في الشوارع الخارجية السريعة واوقفت الحافلات قبل ان تُقرر اعادتها الى اماكنها.
يذكر ان الحركة الاسلامية في الاراضي المحتلة عام 1948 دعت المواطنين الى شدّ الرحال والتواجد في المسجد الاقصى الاثنين والثلاثاء للوقوف بوجه اي محاولة لليهود المتطرفين لاقتحام المسجد الاقصى في ذروة احتفالاتهم بافتتاح كنيس الخراب بالقرب من المسجد الاقصى، مشيرة الى خطوات اعلنتها الجماعات اليهودية المتطرفة بالبدء الجدي والفعلي ببناء الهيكل الثالث منذ اليوم الثلاثاء مكان المسجد الاقصى المبارك، حيث اعدت حجارة خاصة قالت انها اساس بناء الهيكل وتم تغليفها بالاعلام الاسرائيلية ووضعها على شاحنة خاصة بالقرب من باب المغاربة بانتظار نقلها الى داخل المسجد الاقصى.
ومن جهتها حذرت حركة فتح من اقدام الجماعات اليهودية من اقتحام الاقصى بمناسبة افتتاح كنيس الخراب الاثنين واحياء اليوم العالمي اليوم الثلاثاء لاقامة الهيكل اليهودي المزعوم مكان الحرم القدسي.
وقال حاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس في حركة فتح الاثنين ان 'اي محاولة لدخول الاقصى من قبل اليهود المتطرفين خلال (الاثنين) او الايام المقبلة سيشعل لهيب كل المنطقة ولن يقتصر على الاقصى او مدينة القدس'، مشددا على ان 'الفلسطينيين لن يقفوا مكتوفي الايدي امام دخول المتطرفين الى الاقصى'.
واعتبر عبد القادر ان 'كنيس الخراب ليس مجرد كنيس عادي، فهو نقطة ارتكاز ومقدمة لما يسمى بناء الهيكل على انقاض الحرم القدسي، وهذا الكنيس سيكون مقدمة للعنف والتعصب الديني والتطرف'.
من جانبه قرر المجلس الاعلى للقضاء الشرعي الفلسطيني تعليق العمل في جميع المحاكم الشرعية الاثنين والثلاثاء، احتجاجا على افتتاح ما يسمى بـ'كنيس الخراب' بمشاركة نتنياهو وعشرات الآلاف من اليهود من مختلف انحاء العالم.
واوضح المجلس ان 'كنيس الخراب' يعتبر اكبر واعلى كنيس يهودي بالقدس في حارة الشرف وعلى بعد امتار من المسجد الاقصى المبارك وانه يمثل حجر الاساس للهيكل اليهودي المزعوم.
ودعا الشيخ الدكتور تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين رئيس الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات المسلمين في جميع انحاء العالم الى النفير العام للدفاع عن المسجد الاقصى المبارك لمواجهة القرار الاسرائيلي بدعوة يهود العالم لاقتحامه اليوم الثلاثاء اضافة الى وضع حجر الاساس للهيكل 'المزعوم' بمناسبة افتتاح ما يسمى بـ 'كنيس الخراب' الذي يبعد امتارا عن المسجد الاقصى المبارك، والتعبير عن غضبهم بالخروج بمسيرات ومظاهرات مليونية لتأكيد تمسكهم بالمسجد الاقصى المبارك ورفضهم محاولات الاحتلال الاسرائيلي تدميره.
وبدوره حذر الشيخ الدكتور عكرمة سعيد صبري رئيس الهيئة الاسلامية العليا وخطيب المسجد الاقصى المبارك من اي محاولة للمساس بالمسجد بأي شكل من الاشكال.
واوضح الشيخ صبري ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي تسعى منذ عدة عقود الى تنفيذ خطة شاملة لطمس الاماكن الحضارية وتهويد المواقع التاريخية العربية وسلب المقدسات في مدينة القدس والسيطرة على المسجد الاقصى المبارك ومرافقه.
ومن جهته اكد حماد الرقب الناطق باسم حركة حماس ان ما يحدث بالقدس من جرائم اسرائيلية اعتداء على ميراث الاسلام والأمة العربية والاسلامية وتجاوز للخطوط الحمر.
ودعا الرقب الشعب الفلسطيني للاستعداد لمرحلة الفداء المقدس من اجل المسجد الاقصى المقدس والدفاع عن حرماتنا، كما دعا الى الخروج بانتفاضة شعبية وثورة عارمة ضد الاحتلال والمستوطنين.
واعلنت حماس الاثنين ان اليوم الثلاثاء يوم غضب ونفير فلسطيني عام لنصرة المسجد الاقصى والمقدسات الاسلامية والمسيحية في الاراضي الفلسطينية، داعية في الوقت ذاته الجماهير الفلسطينية، والشعوب العربية والاسلامية، الى ضرورة التحرّك الفاعل والجاد نصرةً للقدس والمسجد الاقصى.
ودعت حماس الحكومات العربية والاسلامية الى القيام بواجبها في حماية القدس والمسجد الاقصى، كما طالبت منظمة المؤتمر الاسلامي وجامعة الدول العربية باتخاذ زمام المبادرة في الوقوف بحزم وحسم ضد اجراءات التهويد الاسرائيلية واتخاذ مواقف وخطوات عملية، فلم تعد تكفي جُمَل الادانة والشجب والتنديد .