عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 02-03-2010, 12:16 PM   #3
العطار
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2008
الإقامة: الاردن
المشاركات: 242
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى العطار
إفتراضي تكمله

القران الكريم شفاء ورحمة

لقد انزل الله تعالى كتابه العزيز هدىً ورحمة وتبيانا للبشر واخراجا لهم من الظلمات الى النور وذلك من تمام رحمة الخالق الرحمان الرحيم , فكتابه العزيز فيه الشفاء والرحمة للمؤمنين فجل العلي العظيم والحمدله في كل حين وزمان حمدا طيبا عطرا مباركا فيه كما ينبغي لجلاله وعظيم سلطانه وقد بين الله تعالى خاصية الشفاء في عدة مواضع من القرآن الكريم ومنها قوله تعالى:
(اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) [ وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ] (الإسراء 57)
إن القرآن الكريم الذي أنزله الله تعالى بوحي على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم , هدىً ورحمة لعباده , ليس فقط كتاب دين أو فقه، إنه كل صنوف العلم، وكل أشكال الحكمة، وكل مايحتاجه الكون، وكذلك كل تصانيف الأدب، وقوله تعالى : (اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) [ ما فرطنا في الكتاب من شئ] سورة الأنعام (38) ، ومن بين ما جمع القرآن الكريم من علوم جمع أيضا علم الطب والشفاء، فكان حقا هدى وشفاء ورحمة كما وصفه الله جل وعلا (اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) [ يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ] (يونس 57)
فالقرآن شفاء ورحمة لمن غمر الإيمان قلوبهم وأرواحهم، فأشرقت وتفتحت وأقبلت في بشر وتفاؤل لتلقى ما في القرآن من صفاء وطمأنينة وأمان،. وقوله تعالى الفيصل دوما والمعين الذي لاينضب والمشكاة التي لابد ان نعود لها :
(اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) [ وإذا قرئ القرآن فاستمعواله وأنصتوا لعلكم ترحمون واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه، وله يسجدون ] (الأعراف 204 - 206)
إنه حقا دستور يستطيع الإنسان أن يحيى به عزيزا بامان من مخاطر كل الهجمات المتتالية على النفس والقلب فيقي القلب من الأمراض التي يتعرض لها كما أنه ينقيه من الأمراض التي علقت به كالهوى والطمع والحسد ونزغات الشيطان والخبث والحقد والتحاسد الذي ابتلى به اهل هذا الزمان ..الخ، فهو كتاب ومنهج أنزله رب العالمين وحيا على قلب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ليكون ويبقى هذا القران لعباد الله نبراسا منيراهاديا ونذيرا وشفاء لما في الصدور , ليخرجهم من الظلمات الى النور , ليريهم طريق الجنة ومايؤدي لها , و أن ترتيل القرآن حسب قواعد التجويد يساعد كثيرا على تخفيف التوتر بدرجة كبيرة و استعادة المسلم لتوازنه النفسي، فهو يعمل على تنظيم النفس ، وحركة عضلات الفم المصاحبة للترتيل السليم , التي تقلل من الشعور بالإرهاق، وتكسب العقل حيوية دائمة ونوع خاص من العلم والاحساس يتميز به المسلم , قال تعالى في سورة العصر: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)
[ والعصر، إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ] ففي هذه السورة القصيرة المكونة من هذه الآيات الثـلاث يتمثل منهج كامل للفكر الإسلامي كما يريده الله عز وجـل، وتبرز لنا معالم شخصية المسلم كما أرادها الخالق عزوجل ، فعلى امتداد الزمان في جميع العصور، وعلى طريق حياة الإنسان مع تقدم الدهر ليس هناك إلا منهج واحد، واحـد فقط يراد دائما في النهاية وطريق واحد فقط هو طريق الحق، ذلك الطريق وذلك المنهج هما اللذان تصفهما السورة وتوضح معالمهما وكل ما وراءهما خسران وتوه، فالعمل الصالح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر والإيمان هي أسس هذا المنهج ومعالم هذا الطريق، فمن أهملها فهو من الخاسرين. وكما وضوح الشمس المشرقة أشرقت وتلألأت معاني هذه السورة وببلاغة لا نظير لها يصف القران الكريم لقلوب العباد التعليمات الإلهية التي لا يصلح غيرها للعباد ، فيهدي إلى منهج العمل المستقيم و طريق التفكير الصحيح ، وهكذا دائما دأب كلمات القرآن الكريم في الوصول إلى قلب الحقائق وجوهرها من أقرب طريق و بإعجاز يشهد عليه كل يوم تشرق شمسه من جديد قبل أن لا تشرق بل لتخرج من المغرب فلا ينفع نفس إيمانها بعد ذلك , إن القرآن الكريم يجمع قلوب المسلمين على حب الواحد القهار، ويصل بين قلوبهم وبين الباقي الخالق الذي أبدع هذا الوجود، فيعلمهم كيف يؤمنون به بالغيب دون رؤيتـه، ويكتفون بآثار خلقه وإبداعه على صفحة الكون الفسيح، ويعلمهم التوكل عليه في كل أمورهم، ويزرع فيهم الإيثار والتواد والتراحم والترابط، فتلتقي أرواحهم وترتقـي نفوسهم وتتآلف قلوبهم برباط شفاف نسيجه حب الله والخوف من قدرته سبحانه وتعالى، انه الإيمان و الخوف والرجاء، بل رقة الشعور وعلو الهمة، إنها معان عميقة يتشربها القلب المؤمن من آيات القرآن الكريم فتعمل على بناء المجتمع المسلم بناء طبيعيا نحو القوة والسؤدد والتقدم المستمر لقوله تعالى(اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) [ محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما ] (الفتح 29)
وقوله عزجل (اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) [ وبالحق أنزلناه وبالحق نزل وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث و نزلناه تنزيلا قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا ] (الإسراء 105 - 109)
إن الله تعالى يقول في سورة الإسراء (اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) [ وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنيـن] فالقرآن إذن شفاء ورحمة كما ذكرت الآية، ولكنه شفاء ودواء للمؤمنين بالله تعالى وفي آياته، المهتدين بهديه سبحانه وتعالى وبسنة النبي صلى الله عليه وسلم، أولئك المؤمنون هم الذين جاء وصفهم في سورة الأنفال لقوله تعالى (اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) [ إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون، الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون، أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم ] (الآية 2 - 4)
.
العطار غير متصل   الرد مع إقتباس