عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 01-03-2010, 06:39 AM   #61
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

مثيرة هي تصريحات السلطات الإيرانية وقراراتها المتعلقة بتسمية الخليج العربي التي منعت بموجبها شركات الطيران التي تحلق فوق أجوائها من ذلك إذا كانت تذكر ان الخليج عربي وليس فارسيا، أكثر من كونها مقلقة، وتبقى أهمية أن تعرف إيران وموالوها أن الخليج العربي فيه شعوب إلى جوار الأنظمة والحكومات، وأود أن أقرع آذانها برأي الشعوب الذي تعبر عنه هذه المقالة. فهل تدرك إيران أن لغة التعامل بمنطق القوة مع الموضوعات التي تعتبر ذات خلاف قديم ومستمر إنما يفرض أجواء من التوتر والحساسية في العلاقات الدولية من ناحية، وعلاقات حسن الجوار مع دول المنطقة وشعوبها من جهة أخرى.
هذا ويلزم أن تعلم إيران وبعض الاستفزازيين من قياداتها أن مسلكها هذا هو تدخل مرفوض لفرض هيمنة إيرانية على إقليم الخليج، وهو أمر لا نقبل به، خصوصا أن إيران تتجه بقرار كهذا إلى إظهار شعوبيتها المتعصبة بعد أن أظهرت طائفيتها المقيتة وتعيد إلى الأذهان فكر تصدير الثورة الإيرانية للمنطقة، وهو المسلك الذي تباشره وبكل أسف ميدانيا بتغذية المتطرفين في المنطقة، حتى إنها قامت بتدخلات سافرة في شؤون بعض دول المنطقة متناسية مبادئ حسن الجوار، وهناك حديث متزايد عن حضور استخباري لإيران في بعض هذه الدول، فما الذي تريد أن تصل إليه إيران؟ وأين تتجه نواياها وربما خططها المستقبلية؟!
إن في التاريخ والجغرافيا حقائق لا يمكن أن تلغيها القرارات والأعمال السياسية مهما كانت مسنودة بالقوة وقدرات الدولة التي تقوم بها، فكما لا يمكن إسرائيل أن تلغي حقيقة كونها دولة احتلال وتقيم دولة على أرض لا تملكها، وكون جرائمها تجاه الفلسطينيين والعرب جرائم حرب، فإن إيران لا يمكن أن تغير حقيقة عروبة شعوب الخليج وعروبة كل سكان المناطق المطلة على الخليج بمن فيهم سكان إيران من العرب، وهو ما يجعل الخليج عربيا خالصا بما يلزم معه أن تعود إيران للمنطق والعقل في التعامل مع هذا الموضوع.
وأخيرا ماذا لو قررت دول الخليج العربية منع شركات الطيران من المرور فوق أجوائها إذا وضعت في مطبوعاتها ومنشوراتها أن الخليج «فارسي»؟ وما هو موقف الدول العربية كافة من هذا الموضوع؟ وماذا لو قررت تركيا منع شركات الطيران التي تدخل أجواءها من ذلك إن لم تسمّ. العالم الإسلامي والعربي بالدولة العثمانية أو الإمبراطورية التركية؟ قليلاً من التفكير.
اللهم إني بلغت.


جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس