عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 09-02-2010, 01:47 PM   #124
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

القصة الثانية :
القصة بدأت عندما لاحت في الافق ارهاصات غزو افغانستان فقررت «ريدلي» ( من مواليد 1959م)خوض المغامرة بدخول افغانستان بلا جواز أو فيزا لترصد عن قرب كيف استعدت هذه البلاد الفقيرة للحرب التي أعلنتها عليها أضخم ماكينة حرب في التاريخ
ريدلي صاحبة الخبرة في الصحافة والتي تمتد لثلاثين عاما تسللت بليل منتحلة شخصية امرأة أفغانية خرساء اسمها «شميم» وارتدت نقاب افغانية وسافرت إلي احدي قري ضواحي مدينة جلال بصحبة شخص قالت انه زوجها صحبها لزيارة أمه المريضة والقاطنة في تلك القرية ، وعلى الحدود وقعت المفاجأة التي ربما لو لم تقع لما أشهرت «ايفون ريدلي» إسلامها.
فقد سقطت ريدلي ( 49 سنة ) من فوق « الحمار» الذي كانت تمتطيه ولم تدر بنفسها إلا وهي تصرخ باللغة الانجليزية ، وسقطت الكاميرا التي تحملها ليتحول الأمر إلى كارثة ورعب بعد أن سمعها أحد جنود طالبان........... وكانت النهاية في زنزانة طالبان .. ومن داخل تلك الزنزانة كانت بداية قصتها مع عالم جديد ..مع الاسلام .. فماذا حدث لها بالضبط في سجون طالبان وما ذا جري من حوارات .. ولماذا وفت بوعدها لطالبان بدراسة الاسلام رغم انها في البداية كانت تخدعهم حتي يفرجوا عنها .. وكيف كانت صورة طالبان لديها وكيف اصبحت بعد ان وقعت في قبضتهم ..
وكيف تحولت بهذه السرعة من كاتبة غربية تحب المغامرة الصحفية ليس اكثر الي اعلامية مسلمة تتبني قضايا الاسلام والعالم الاسلامي في الغرب وبحماس شديد و مناصرة لقضايا الحق والعدل ..
شاركت في اول سفينة لكسر الحصار عن غزة والتقت مع قادة حماس وقادة الفصائل وكانت لها انطباعاتها وتجولت في شوارع غزة وعاشت اياما بين المحاصرين وكانت لها رؤاها .. ذهبت الي تركيا دفاعا عن الحجاب والقت محاضرة بحجابها في احد الجامعات وتصدت لمن حاول منعها من الدخول الا بعد خلع الحجاب .... وتعد لزيارة تونس وتنظيم حملة دفاعا عن الحجاب في تونس ومارؤيتها للحملة الدائرة في الغرب ضد الاسلام وماذا عن مستقبلها مع الاسلام ؟
تم هذا الحوار في لاهور حيث كانت تستعد لمغامرة جديدة لدخول افغانستان بحثا عن النساء المسلمات السجينات في سجن قاعدة باجرام االعسكرية.. وقدأخبرتني انها خاطبت البنتاجون ثلاث مرات بسؤال واحد عن صحة وجود سجينات مسلمات لديهم وكان الرد هو الانكار التام لكنها لم تيأس وواصلت رسائلها للبنتاجون واخيرا ردوا عليها بوجود سجينة واحدة هي رقم 650 وتقوم اليوم بالبحث عن تلك السجينة .
• بدأت حواري معها من لحظة سقوطها من فوق ظهر «الحمار» التي كانت تمتطيه وانكشاف أمرها واعتقال طالبان لها .. وسألتها عما حدث بالضبط ؟
قالت: في البداية رفضتُ الحديث معهم وأضربتُ عن الطعام وكنتُ كلما ازددت رفضًا لتصرفاتهم ازدادوا لطفًا معي وكانوا يقولون أنتِ أختنا وضيفتنا، ونريدُ أن تكوني سعيدةً وكنتُ لا أصدق كلامهم وكنتُ أقول في نفسي ربما لو عاملتهم بلطفٍ سيعاملونني بقسوةٍ وستبدأ رحلة التعذيب بالكهرباء والاغتصاب وغير ذلك، وكنتُ أتصور أنهم سيفعلون معي كل ما يفعله الأميركان في المسلمين بجوانتانامو أو أبو غريب..
• هل حاول احد منهم إيذاءك خلال الأسر ؟
لا ..أبدا ... وأتذكر أنني في أول ليلة من اعتقالي دخل أحد الأشخاص إلي غرفتي لكنه عاد وخرج مسرعا ، وقد اشتكيت من ذلك لقادته فأعطوني مفتاح غرفتي وأطلقوا حريتي في فتحه أو غلقه دون تدخل من أحد ... لقد كنت أتعامل معهم بشدة لأنني كنت أعلم أنني ميته ميته كنت أعلم أنهم سيقتلونني .
فى اليوم السادس من اعتقالي أرسلوا بأحد الدعاة وعرض علي اعتناق الإسلام فرفضت متعللة بأن هذا قرار مصيرى لا يصح أن أتخذه وأنا في قبضة الأسر فانصرف الرجل واكتفى بوعد مني بدراسة الإسلام بعد العودة الى بلادي واتخاذ قراري.
لقد فوجئت ان طالبان بشر وليسوا وحوشا أو ذئابا ويتحلون بأخلاق انسانية لا تتوفر عند غيرهم من الذين يتهمونهم بالوحشية , فلا تعذيب ولا رجم ولا اغتصاب ، بل معاملة حسنة من المحققين والسجانين والحراس .
• من خلاصة تجربتك معهم.. ما رأيك الصريح فيهم؟
-هم طيبون وبسطاء، لكن الأفغان بصفة عامة لديهم شدة وجلافة في التعامل.. إنهم يحبون القتال ولا يعرفون الخوف.. هذا عن الشعب بصفة عامة وطالبان جزء من هذا الشعب، كما أن الإسلام وفق مفهومهم ليس فيه مرونة.
لكن وسائل الاعلام العالمية تبالغ في تشويه صورتهم، فمثلا ركزت وسائل الاعلام على عملية طالبان قتل لبعض النساء بإطلاق الرصاص على رؤوسهن، لكن تلك الوسائل تجاهلت محاكمة طالبان لمن ارتكبوا جرائم اغتصاب في حق النساء وتفويض امر هؤلاء المعتدين للنساء المغتصبات ليقررن ما يرونه بشأنهم.. أي إن الحكم على المغتصبين كان موكولا للمغتصبة نفسها، وذلك امر لم يحدث في العالم.
• هل تتمنين عودة طالبان لحكم افغانستان؟
-أتمني او لا أتمني فذلك امر غير مهم.. الأهم هم الافغان انفسهم.. هل يريدون طالبان ام لا؟

آخر تعديل بواسطة جهراوي ، 09-02-2010 الساعة 01:57 PM.
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس