(كيف السبيل للخروج من هذا الواقع المتردي)
فسأل العلماء الموثوق بهم وأساتذته
هل يجوزمبايعة قادة هذه الفصائل المتناحرة؟؟
وهل يجوزالسكوت على ما يقترفونه من جرائم وفساد بحق الشعب الافغاني؟؟
وهل الخروج عليهم واجب؟؟
فبعد أن أخذ الحكم الشرعي المتطابق مع القرأن والسنة قررالخروج عليهم وأعلن الانتفاضة ضدهم,فقام هو ومجموعة من الطلاب بالسيطرة على منطقة (قندهار)حيث كان يعيش وطرد أنصارالفصائل منها وإعادوا الامن والامان لها, فشعرالناس لأول مرة بالامن والامان وبعدها زاد انصارهم من الطلاب,فقاموا بالزحف على الولايات المجاورة وفرض الامن والامان عليها مما جعل سُمعتهم الطيبة وصيتهم الحسن ينتشربين مختلف الولايات مما دفع الشعب الافغاني الإنضمام إليهم ومدهم بالمال والسلاح والبنين,فصارت الولايات تخضع لسيطرتهم بسهولة ويُسروتتخلص من المفسدين في الارض حتى انه خلال عامين من عام 1994- 1996 إستطاعوا ان يُسيطروا على 95% من مساحة افغانستان واطلقوا على حركتهم هذه
(نهضة الطلاب المسلمين الأفغان)ويُعرفون(بالطالبان)
وصارزعيمهم يُعرف بإسم(الملا محمد عمر)وكانت الامورالتي قام بها(الملا محمد عمر)هوإعادة الاعتبارإلى المجاهدين العرب وغيرالعرب الذين تنكر لهم قادة فصائل المجاهدين وأعلن حمايته لهم وانه لا يجوزالتنكرلهم بعد ان قاموا بدور أساسي في محاربة الاتحاد السوفياتي والدفاع عن الشعب الافغاني,ونتيجة لإعاد الاعتبارهذا قام المجاهدون العرب وغير العرب بمبايعة(الملا محمد عمر)كأمير للمؤمنين وكان في مقدمة هؤلاء(الدكتور ايمن الظواهري)وفي هذا الأثناء وصل(اسامة بن لادن)الى افغانستان وكان(اسامة بن لادن)من الذين تطوعوا للجهاد في افغانستان ولكنه عاد الى بلاده بعد انسحاب الاتحاد السوفياتي ولم يمكث طويلا حيث اخذ يُحرض علنا ضد القوات الأمريكية التي نزلت في السعودية عام 1990 للهجوم على العراق مما جعل الحكومة السعودية تقوم بإبعاده الى السودان وإسقاط الجنسية السعودية عنه,وفي عام 1996 طلبت امريكا من السودان إبعاده من اراضيها فطلب بأن يعود الى افغانستان,فعند وصول(اسامة بن لادن)إلى افغانستان ذهب إلى صديق له قديم ايام الجهاد ضد الاتحاد السوفياتي في ولاية(جلال اباد) إسمه(يونس خالص) فإستقبله هذا إستقبالاً جيداً وحسناً وأكرم وفادته وأخبره بأن هناك الأن وضع جديد في افغانستان بقيادة(الملا محمد عمر وحركة طالبان)وشرح له عن الحركة ونشأتها وعن زعيمها وبأنه الأن مُبايع(للملا محمد عمر)مما جعل(اسامة بن لادن)يرغب في مبايعة(الملا محمد عمر)والتحالف معه فذهب الاثنان إلى قندهارإلى حيث يقيم(الملا محمد عمر)وقام بمبايعته وأثناء ذلك إلتقى اسامة بن لادن بالدكتور ايمن الظواهري الذي بقي في افغانستان بعد خروج الاتحاد السوفياتي منها لأن النظام المصري رفض عودته وكان قد إجتمع حوله معظم المجاهدين العرب وغيرالعرب وإتفق الاثنان على إنشاء وتأسيس جبهة تضم جميع المجاهدين الذين تطوعوا للجهاد في افغانستان ضد الاتحاد السوفياتي أسموها (الجبهة الاسلامية العالمية لمحاربة اليهود والصليبية العالمية وتحرير فلسطين وجزيرة العرب)وبويع أسامة بن لادن زعيما لها وكان ذلك في عام 1998 وبالفعل بدأت هذه الجبهة أوالمنظمة التي عُرفت فيما بعد ب(القاعدة نسبة إلى القاعدة أي المعسكرالذي كان يُستقبل به المجاهدون العرب وغيرالعرب في افغانستان)بالقيام بعمليات عسكرية إستهدفت المصالح الامريكية في كثيرمن بلدان العالم وكانت ذروة هذه العمليات ما عُرف ب
(ضربات الحادي عشرمن سبتمبر عام 2001 )التي إستهدفت نيويورك وواشنطن (برجي التجارة العالمي ووزارة الدفاع الامريكية البنتاجون)
فكانتت هذه الضربة غيرالمتوقعة لا في المكان ولافي الزمان ولا في الوسيلة بمثابة ضربه بالدماغ أصابت امريكا بالخوف والذعروالرعب مما جعلها تفقد صوابها فطلبت من(حركة طالبان)تسليمها(زعيمي القاعدة اسامة بن لادن والدكتورايمن الظواهري) فرفضت طالبان هذا الطلب .
فأعلنت امريكا على لسان رئيسها انذاك(بوش الابن)حرباً صليبية ضد المسلمين والقيام بشن حرب لاهوادة فيها على افغانستان وإحتلالها,وبعد ان إحتلتها قامت بتنصيب رئيسا كاروكاتوريا دُمية تحركه كيفما تشاء إسمه
(حامد كرزاي)صارمضرب المثل بالحكام العملاء .
ومن الامورالتي تظهرحقيقة(فصائل المجاهدين)التي كانت تحارب الاتحاد السوفياتي بدعم امريكي كما وضحنا سابقا أن جميع هذه الفصائل وقادتها قد إنضموا إلى امريكا وتحالفوا معها في حربها الصليبية بالإضافة إلى مساندة إيران,ومن أشهرزعماء الفصائل الذين تحالفوا مع الامريكان(عبد الرسول سياف وبرهان الدين رباني وعبد الرشيد دستم ومُجددي وجماعة أحمد شاه مسعود الذي قتل قبل الغزوبإسبوع)وقد جمع هؤلاء جميعا حلف سُمي ب(تحالف الشمال)ولقد دعمت ايران هذا الحلف بقوة, فقام هذا الحلف بإرتكاب المجازرضد(حركة طالبان والمجاهدين المتطوعين من العرب وغير العرب) وأشهرهذه المجازرما جرى في(قلعة مزار الشريف)حيث كان يتم وضع الطالبان الذين أسروا في حاويات البضائع التي لايوجد فيها أي مُتنفس ثم يتم إطلاق النارعليهم وقتلهم بطريقة وحشية إجرامية وبشعة لا تصدق,ونتيجة للقصف الامريكي الذي لم يُبقي ولم يذرقام(الطالبان)بالإختفاء وليس الإنتهاء,وهناك فرق بين الإختفاء والإنتهاء حيث قاموا بإعادة رص صفوفهم وتنظيمها من جديد والقيام بشن حرب عصابات على القوات الامريكية و(حلف الناتو)المُتجحفل معها مما أوقع أمريكا وحلفائها بورطة ومستنقع يكاد أن يبتلعهم حيث أوقعت بهم(طالبان والقاعدة المتحالفة معها)خسائرفادحة,ومما جعل السلطة العميلة التي عينتها امريكا مكان(الطالبان)لا تتعدى العاصمة كابول,وهاهي(الطالبان)تفرض إرادتها على ميدان المعركة فتسيطرعلى اكثرمن 75% من افغانستان بإعتراف قادة(حلف الناتو) والذين صرحوا(بأن الحلف يحتضرفي افغانستان وأنه لا يُمكن تحقيق النصرعلى الطالبان)ممادفع الرئيس الامريكي(أوباما)بإتخاذ قراربالإنسحاب من افغانستان في منتصف عام 2011 وهاهُم زعماء دول(حلف الناتو)يجتمعون في لندن بتاريخ 28/1/2010 بما عرف ب(مؤتمر لندن لبحث القضية الأفغانية)فيتخذون قرارا بمغادرة قواتهم افغانستان في اقرب وقت ممكن لا يتعدى منتصف العام القادم ,فكما تبين لنا من خلال السرد التاريخي لنشأة القضية الافغانية وتطوراتها فإن(حركة طالبان)ومن تحالف معها من المجاهدين المسلمين من عرب وغيرعرب ليسوا من صناعة أمريكية ولكنهم قد إنقلبوا على الامريكان,فالطالبان كما شرحنا نشأتها لم تكن في زمن الجهاد الافغاني ضد الاتحاد السوفياتي أوإحدى فصائل المجاهدين,فهي نشأت في عام 1994 في البداية كرد فعل على جرائم وفساد تلك الفصائل التي كانت تدعمها امريكا لمحاربة الاتحاد السوفياتي وتخليص الشعب الافغاني من شرهم وفسادهم,أما المجاهدين من المسلمين العرب وغيرالعرب فقد ذهبوا إلى افغانستان كما أوضحنا في نية الجهاد في سبيل الله وليس من اجل القتال في سبيل امريكا والدفاع عن مصالحها,ولو فتح لهم باب الجهاد في فلسطين لوجدنا الملايين من المتطوعين الذين قلوبهم تتميز من الغيظ من اليهود لتحرير فلسطين والقدس والمسجد الاقصى من رجسهم,فلو كان هؤلاء المتطوعين عملاء لأمريكا لما تخلت عنهم ولماأمرت الأنظمة التابعة لها التي سهلت لهم الذهاب الى افغانستان بالتخلي عنهم بعد أن إنسحب الإتحاد السوفياتي, فالولايات المتحدة أرادت شيئاً من وراء الإيعاز للأنظمة التابعة لها بالسماح للمتطوعين بالذهاب الى افغانستان والله أراد شيئاً أخرومشيئة الله هي الغالبة,فها هي مشيئة الله تهزم الولايات المتحدة على يد هذه الفئة المؤمنة
(يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَار)}الحشر:2 {
فهزيمة الولايات المتحدة ستغيروجه التاريخ وتحدد مصيرالبشرية,فمن الطبيعي ان الذي يهزم امريكاهوالذي سيحل محلها,ومن يُنزلها عن عرشها سيرتقيه بدلاً منها, فالمستقبل دائماً بإذن الله للمجاهدين في سبيل الله, فالمجاهدون الذين حطموا إمبرطوريتي الفرس والروم في(القادسية واليرموك)ورثوا الأرض محلهما وأحفادهم اليوم هُم الذين يُحطمون إمبرطوريات الغرب الصليبي المنضوية تحت لواء(حلف الناتو-الاطلسي)في العراق وافغانستان فأمريكا اليوم تجني عاقبة امرها .
(وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ*فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ) } النمل:50+51 {
محمد أسعد بيوض التميمي
مدير مركز دراسات وأبحاث الحقيقة الإسلامية
مدونة محمد اسعد بيوض التميمي
الموقع الرسمي للإمام المجاهد الشيخ
اسعد بيوض التميمي رحمه الله
للإطلاع على مقالات الكاتب