عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 12-12-2009, 02:00 PM   #3
أوان النصر
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2007
الإقامة: عدن أبين
المشاركات: 397
إفتراضي

ليس فقط هؤلاء ,

بل هناك من أمتنا و أبناء جلدتنا , ممن خالفوا القاعدة في منهجها من العلماء و الدعاة , ممن يخفون في قلوبهم " أسامة صغير "...

منهم الشيخ الفاضل عبدالله بن جبرين , الذي قال عنه حينما سئل عنه :
" كان من أفراد هذه البلاد , فردا من الأفراد , من أولاد محمدبن لادن ....ثم إنه عزم على أن يغزو للجهاد , فتوجه إلى الأفغان , قبل عشرين سنة أو أكثر , وحصل له فوائد هناك وشجعه الذين يعرفونه ...ومدحوه الخاص والعام , ولم ينتقدوا عليه شيئا في القتال الأول , ثم لما حصلت وقعة فتنة الخليج و حصل أن دولتنا ودولة الكويت استقدموا الأمريكان , أنكر ذلك عليهم وكأنه تجرأ على أن هذا كُفر و أنكم قد كفرتم بذلك ونحو ذلك , فأُنكر عليه هذا التكفير الذي هو تكفير الدولة ومن حولها , هذا هو الذي أنُكر عليه , وهو مجتهد "

الشيخ ابن جبرين ليس من منظري القاعدة , و ليس ممن يحسب عليها , و لقد كان عضوا مفتيا في لجنة البحوث العلمية و الإفتاء في مملكة آل سعود , إلا أن الرجل يخفي في داخله " أسامة صغير " ..
هناك في أعماق بن جبرين , ستجدون حبا مستترا يعود إلى أسامة ,
ستجدون ضميرا غائبا حاضرا , تقديره هو ...

الصحفي عبد الباري عطوان , لم يدّع أحد أنه من القاعدة , بل إنه يحسب على القوميين المحافظين ,
عبدالباري عطوان يخفي ولاءه لأسامة بن لادن خلف ستار الحيادية و الموضوعية !
تجده يذود عنه باستماتة و هو يجلس في قلب لندن , عاصمة الحليف القوي لأمريكا في حربها على القاعدة ,
عبدالباري عطوان يخفي في نفسه " أسامة صغير " , يحفظه في داخله بين ضلوعه ,

أنا لا أعلم شخصا دافع عن أسامة بن لادن في الفضائيات العربية و الإنجليزية مثل عبد الباري عطوان ,
لقد نجى من أي حكم بالسجن أو الإدانة حتى بعد تفجيرات لندن المباركة , لأن حبه لأسامة مختبئ بين جوانحه , مستتر خلف عبارات الحياد و الموضوعية و الشفافية , و لو لم يكن حب أسامة جريمة في قوانين الدول الغربية و العربية على حد سواء , لرأيت من عبدالباري عطوان وغيره من " الحياديين الموضوعيين ! " غير ما ترونه ,

كذلك هو الصحفي الشجاع فؤاد حسين ... كذلك هو د. أكرم حجازي الذي كتب في إحدى مقالاته :
" ولأنني تكفلت، دائما، بتحليل بيانات القاعدة والسلفية الجهادية محاولا بيان لغة القوم بألسنتهم أو توصيف الواقع السياسي بأكثر ما يكون من الموضوعية دون تدخل مني، فقد اعتقد البعض أنني سلفي جهادي أو مؤيد للقاعدة، ولكنني لست مؤيدا ولا معارضا بقدر ما أنا قارئ أتخصص في هذاالأمر.."

ففي ظل الحملة المسعورة على تنظيم القاعدة , ظهرت لنا نخبة فكرية عربية تحاول التعامل مع القاعدة كنصير لقضايا الأمة الإسلامية و العربية دون أن تقع عرضة لقوانين أشبه بالعرفية , تصل أحيانا إلى محاكمة النوايا ,
لقد نجح هؤلاء بإيصال أفكارهم إلى الناس لمدة طويلة دون أن يغيروا مواقعم و تصنيفاتهم الآيديولوجية في وسائل الإعلام ,

لقد كان نشر صحيفة القدس العربي لمقالات د.أكرم حجازي مكسبا حقيقيا للصوت الحر الذي يرفض الإملاءات و التوصيات الغربية على الإعلام العربي , خاصة مع ملاحظتي للضعف الكبير في قدرة عبدالباري عطوان في قراءة الواقع العراقي بطريقة صحيحة كما يفعل حجازي , فكان قلم حجازي عنصرا مهما في إتمام الفراغ الشاغر في المادة الإعلامية التحليلية التي تقدمها صحيفة القدس العربي لقارئها العربي ,

ولو كنت في مكان عبدالباري عطوان , لوظفت معارفي في قناة الجزيرة كي تستضيف د.أكرم حجازي , كمحلل و مراقب سياسي محنك للوضع العراقي , يستطيع سبر أغوار السلفية الجهادية بنظرة ثاقبة , و إيصال وجهة نظر دولة العراق الإسلامية للناس بالشكل التي تريده دولة العراق ...
فكما كان صوت عبدالباري عطوان صادعا بالحق , و مبدعا في الذود عن القاعدة في أفغانستان و الشيخ أسامة بن لادن , فإن أكرم حجازي قادر على لعب نفس الدور و باقتدار , فيما يتعلق بدولة العراق الإسلامية ,

لو لم تكن هناك سجون , و قيود , و أعواد مشانق ,
لو لم تكن هناك قوانين تجرم الحرية باسم مكافحة الإرهاب ,
لو لم يكن سامي الحاج في غوانتنامو و تيسير علوني في السجون الإسبانية ,
لما التجأ الكثير من الصحفيين والمفكرين و المحللين إلى هذا الأسلوب الصارم في ضبط الكلمة و وزن العبارات ,
لما أخفى هؤلاء حب أسامة في داخلهم ,
لما سجنوا هذه العاطفة في عقلهم الباطن ,
لما اختبؤوا خلف الحيادية و الموضوعية تارة , و القومية و الوطنية تارة كما يفعل الكثير من الإعلاميين و المحللين الأحرار , ليمرروا دفاعهم و ذودهم عن أسامة و القاعدة , فيما يمكن لي أن أعتبره : " تبديل اللوحة التجارية لتهريب بضاعة ممنوعة "

كأنهم يؤمنون بنظرية واقعية تقول :

يسع القومي و الوطني ما لا يسع الإسلامي في الدفاع عن قضايا الأمة !ّ

نحن لا نعلم إن كان عبدالباري عطوان يصلي , أو كان يؤمن بالحاكمية لله أم لا , ولا نعلم تحديدا هل تاب نوري المرادي عن الفكر الشيوعي (نسأل الله ذلك ) , كل ما نعلمه أن تلك النخبة الفكرية الإعلامية , هي في صفنا ضد الأعداء , وهي في دعمها لقضية الجهاد تتراوح ما بين درجة مؤمن آل فرعون , و أبي طالب...


لو لم يرم أبو قتادة و أبو حمزة المصري إلى داخل السجون البريطانية بعد تفجيرات لندن ,
لو لم يلق محمد أبو فارس و رفيقاه في أبي غريب الأردن (الجفر) بعد عزائهم ذوي الزرقاوي ,
لو لم يسجن بن زعير خمس سنين بسبب خمس دقائق تحدث فيها على قناة الجزيرة ,
لولا كل هذه " اللوات " , لما اضطر الكثير ممن ترونهم على الساحة الإسلامية إلى كبح حبهم لأسامة و القاعدة ,
لولا ما سبق , لما اعتبر السكوت عن أسامة دعماً !
مجرد سكوت العالم أو الداعية عن القدح و التهجم على تنظيم القاعدة و الشيخ أسامة هو نوع من " المناصرة السلبية" للمجاهدين ,
و حتى هذه المناصرة السلبية محاربة في بلدان بلغت فيها محاربة المجاهدين مبلغا جد خطير , كما في الجزيرة العربية فك الله أسرها ,
بل لقد قالها الملك عبدالله بن عبد العزيز مدوية :
" الساكت يُتهم "
و هذه درجة من الجور و التسلط تعتقل آخر ذرة من الحرية الشخصية و الفكرية ,
و لهذا تجدهم يجمعون تواقيع العلماء تحت أي بيان يقدح في المجاهدين , و من يرفض ذلك , فإن غوانتنامو الحائر تقول هل من مزيد !

ما بين صليبي منصف , و صحفي محايد أو موضوعي , و عالم و داعية صامت , يسكن حب أسامة أو احترامه و تقديره في هؤلاء ,
يختبئ في وجدانهم " أسامة صغير " , يحملونه في أعماقهم , حيث لا يراه أحد ,
حيث لا قوانين مكافحة الإرهاب أو مذكرات اعتقال ,
هناك خبؤوه ,
سواء كان حبا أم احتراما أم إنصافا ,
سواء تستر بالحياد أو الموضوعية , أو لاذ بالصمت ,
ففي داخلهم أسامة صغير .......

" أبو دجانة الخراساني "
__________________




أوان النصر غير متصل   الرد مع إقتباس